من الصحف الاميركية
ذكرت الصحف الاميركية الصادرة اليوم إن المحادثات التي استمرت لأشهر في قاعدة الملك سلطان الجوية بين السعودية والحوثيين في اليمن، كانت قد أدت إلى ظهور بوادر حسن نية نادرة بين الخصوم المريرون في ساحة المعركة، وقدمت ما كان يأمل الدبلوماسيون الغربيون في أن يشكل فرصة طال انتظارها لحل حرب اليمن المتواصلة منذ ما يقرب من خمس سنوات.
ولكن اندلاع أعمال عنف جديدة على مدى الأسابيع القليلة الماضية في اليمن أضعف تلك المحادثات، مما يؤكد التحدي المتمثل في نزع فتيل العداوات العميقة في ساحة المعركة في حرب تؤججها قوى خارجية.
ونقلت واشنطن بوست عن أشخاص مطلعين على المحادثات، فإن “الحوار بدأ بجدية بعد الهجوم على المنشآت النفطية السعودية في سبتمبر، حيث أعلن الحوثيين، مسؤوليتهم عن ضربات الصواريخ وطائرات بدون طيار على المنشآت النفطية برغم إصرار المسؤولين الأمريكيين والسعوديين على تورط طهران.
اعتبرت مجلة فورين بوليسي إن التعاون الأميركي والإسرائيلي في قتل المسؤولين الإيرانيين ليس جديداً، وأن التركيز العنيد والتخطيط الدقيقين في عملية اغتيال الفريق قاسم سليماني الشهر الماضي هي نسخة طبق الأصل من طريقة عمل إسرائيلية.
واعتبر الكاتبان الأميركيان أفنر كوهين وجايسون بلازكيس ف أن التركيز العنيد والتخطيط والتنفيذ الدقيقين في عملية اغتيال قائد قوة القدس في حرس الثورة الإيراني الفريق قاسم سليماني الشهر الماضي هي “نسخة طبق الأصل من طريقة عمل إسرائيلية مميزة، طريقة لممارسة الأعمال استعارتها الولايات المتحدة وقلّدتها“.
وتابع المقال “هذا ما دفع البعض إلى التساؤل: ما هو الدور الملهم، والسياسي، والتشغيلي الذي ربما لعبته “إسرائيل” في الجهد الذي أدى إلى مقتل سليماني“.
وأضافت المجلة أن التعاون الأميركي والإسرائيلي في قتل المسؤولين الإيرانيين ليس جديداً، فكتاب الصحافي الإسرائيلي رونين بيرغمان الصادر عام 2018، ” إنهض واقتل أولاً” (Rise and Kill First)، يسلّط الضوء على حقيقة أن الكثير من عمليات اغتيال جهاز الموساد الإسرائيلي للعلماء النوويين وعلماء الصواريخ الإيرانيين قد نُفذت بالتعاون مع الولايات المتحدة.
وقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في 11 كانون الثاني / يناير الماضي أن نتنياهو كان الزعيم الأجنبي الوحيد الذي أبلغته إدارة ترامب بعملية اغتيال سليماني قبل تنفيذها.
كما كشفت شبكة “إن بي سي نيوز” الأميركية في العاشر من الشهر نفسه أن معلومات استخباراتية قدمتها “إسرائيل” قد ساعدت في تأكيد مكان سليماني وتفاصيل حول رحلة سفره.
نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا لنائب محرر صفحة الرأي وكاتب العمود فيها، جاكسون ديل، يقول فيه إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ادعى الأسبوع الماضي أن الرئيس دونالد ترامب هو “أعظم صديق لإسرائيل يدخل البيت الأبيض على الإطلاق”، متسائلا: “هل يمكن أن يكون هذا صحيحا؟“.
ويقول ديل في مقاله إن “موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي مفهوم، فخلال أقل من عام قام ترامب بعكس نصف قرن من السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط لصالح إسرائيل، فاعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها، وصادق على ضم إسرائيل للجولان، ووافق الأسبوع الماضي على ضم وادي الأردن والمستوطنات التي أنشأتها منذ 1967 في الضفة الغربية كلها“.
ويشير الكاتب إلى أن “آخر هدية قدمها ترامب جاءت على شكل (خطة سلام)، وكانت مثيرة للدهشة، فعلى مدى عقود كافحت الإدارات الجمهورية والديمقراطية لمنع بناء وتوسيع المستوطنات -وتم تصنيف عدد منها بأنها غير شرعية- للحفاظ على احتمال قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة“.
ويلفت ديهل إلى أنه “من ناحية نظرية، فإن خطة ترامب تسمح بقيام مثل هذه الدولة، لكنها ستفتقر إلى الكثير من معايير السيادة، بما في ذلك السيطرة على الأراضي، بالإضافة إلى الشروط الكثيرة المتعلقة بإقامتها -بما فيها موافقة إسرائيل- ما يجعل قيامها أمرا لا يمكن تصوره في أي وقت في المستقبل المنظور، وفي الوقت ذاته يمكن لخمس عشرة مستوطنة داخل الأراضي الفلسطينية أن تصبح جزءا من إسرائيل، بموافقة أمريكية“.
ويستدرك الكاتب قائلا إن “ترامب قدم الكثير من الهدايا لنتنياهو لدرجة أن معارضيه الإسرائيليين اضطروا للترحيب بها، وهذا هو بيت القصيد: فرئيس الوزراء المخضرم يعتمد على تدخل ترامب للحصول على دورة رئاسية جديدة في انتخابات آذار/ مارس، بالرغم من توجيه التهم له الأسبوع الماضي بالفساد“.
ويرى الكاتب إن “أهم خدمة يمكن للرئيس الأمريكي أن يقدمها لإسرائيل هي العمل على ضمان بقائها على المدى الطويل، ودون شك أن هذا ما فعله هاري ترومان عندما اعترف بها دولة جديدة عام 1948، بالرغم من معارضة وزير خارجيته، وحاول الرؤساء المتأخرون أن يفعلوا ذلك من خلال التوسط للوصول إلى تسوية سلمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، التي دونها لا يمكن لإسرائيل أن تحظى بالقبول الدولي، أو أن تبقى يهودية وديمقراطية”.