نتنياهو طالب إدارة ترامب بنقل المثلث للدولة الفلسطينية
قالت مصادر إسرائيلية وأميركية إن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، هو الذي طالب إدارة دونالد ترامب بأن تشمل “صفقة القرن” نقل منطقة المثلث إلى سيطرة فلسطينية. ونقلت صحيفة “هآرتس” اليوم، الثلاثاء، عن المصادر ذاتها، قولها إن نتنياهو طرح هذه الفكرة أمام كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية في العام 2017، وخلال إحدى زيارات صهر ومستشار ترامب، جاريد كوشنر، إلى إسرائيل.
وينص أحد بنود “صفقة القرن”، التي تزعم إدارة ترامب أنها ترمي إلى تسوية الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني ولكنها تقترح دولة فلسطينية منقوصة السيادة ومحاطة بأراضي فلسطينية تسعى إسرائيل إلى فرض “سيادتها” عليها، مثل غور الأردن، نقل معظم مدن وبلدات المثلث، وبينها كفر قرع وعرعرة وباقة الغربية وأم الفحم وقلنسوة والطيبة والطيرة وكفر قاسم وكفر برا وجلجولية، إلى الدولة الفلسطينية.
وأضافت المصادر، التي كانت ضالعة في المحادثات حول مضمون الصفقة، أن نتنياهو طرح نقل المثلث على أنه “تعويض” للجانب الفلسطيني مقابل ضم المستوطنات إلى إسرائيل، معتبرا أنه ليس باستطاعته تأييد خطة تشمل إخلاء مستوطنات، وأن منطقة المثلث تساوي مساحة منطقة المستوطنات، وتغيير مكانة سكان المثلث من مواطنين في إسرائيل إلى مواطنين فلسطينيين.
وحسب “صفقة القرن”، فإن نقل المثلث إلى الدولة الفلسطينية ينبغي دراسته “وإخضاعه لموافقة الجانبين”. ولفتت الصحيفة إلى أنه ليس واضحا من هما “الجانبان”، وهل هما إسرائيل والسلطة الفلسطينية، أم أن المطلوب موافقة سكان المثلث أنفسهم. ويرفض سكان المثلث هذا المقترح، مثلما رفضته السلطة الفلسطينية وفضت الصفقة كلها، ووصفوا هذا البند بأنه يتحدث عن ترانسفير.
وأثار هذا الاقتراح معارضة وانتقادات في الولايات المتحدة أيضا. وقالت “الرابطة ضد التحريض”، وهي منظمة رائدة في محاربة معاداة السامية والعنصرية في الولايات المتحدة، إن المواطنين العرب في إسرائيل “لديهم حقوق متساوية في إطار القانون الإسرائيلي. وأية محاولة لسلب مواطنهم من موافقة تشكل مسا بالمبادئ والطابع الديمقراطي الإسرائيلي“.
ودفعت المعارضة الواسعة والانتقادات لهذا البند، السفير الأميركي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، إلى القول في إيجاز لصحافيين، إن “لا أحد سيفقد مواطنته” وأن الحديث يدور عن مقترح نظري وحسب. كذلك نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤولين في مكتب نتنياهو قولهم إن هذا مقترح “غير واقعي” ولن يطبق، لأن الخطة الأميركية لن تقود إلى إقامة دولة فلسطينية.
يشار إلى أنه عندما سعى نتنياهو إلى إدخال مقترح نقل المثلث إلى الدولة الفلسطينية، عام 2017، كان رئيس حزب “اسرائيل بيتنا”، أفيغدور ليبرمان، وزيرا للأمن في حكومته، وسعى في العقد الأخير إلى دفع خطوة كهذه بتصريحات علنية.
ولم ينفِ مكتب نتنياهو أقوال المصادر المذكورة أعلاه، وقال إن “القرار بشأن ما سيدخل إلى الخطة كان بأيدي الولايات المتحدة”، فيما رفض البيت الأبيض طلبا بالتعقيب على التقرير.