فضل الله: لإعطاء الحكومة فرصة حقيقية
رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أن الشعب الفلسطيني بتضحياته ووحدته وتماسكه قادر على إسقاط صفقة القرن فهو الأساس في هذه المعركة ونحن إلى جانبه، مضيفًا: “فبالمقاومة نستطيع تحقيق الإنجازات، ورأينا نتائج خيار المقاومة في لبنان وغزة، صحيح هناك أثمان، ولكن إذا أكملنا بهذا المسار فسنسقط صفقة القرن“.
وخلال الحوار السياسي الذي نظمه حزب الله للفعاليات في منطقة الزهراني في قاعة بلدة البابلية، قال فضل الله إن لبنان دائمًا مستهدف ويتعرض لمؤامرات خارجية، وعندما فشلوا بفضل الجيش والشعب والمقاومة في الحروب العسكرية وفي سياسة أميركا لتقويض البنيان اللبناني لجأوا للحرب الاقتصادية والمالية التي سنواجهها وسننتصر عليها.
وفي الشأن الداخلي، كشف فضل الله أنه تبلغ من القضاء الانتهاء من التحقيق في التحويلات المالية منذ ١٧تشرين، معتبرًا أن هذا غير كافي، مطالبًا القضاء بأن يكون التحقيق في التحويلات طيلة العام ٢٠١٩.
كما كشف أن هناك ملفات فساد سبق وقدمناها أُنجزت تحقيقاتها وتنتظر حكم المحكمة وملفات لا تزال قيد المتابعة. وقال: “رغم كل ما قيل في البلد عن ملف مكافحة الفساد بقينا ملتزمين المنهجية التي اعتمدناها لاقتناعنا بصوابيتها، وما قلناه نفذناه، وقدمنا ملفاتنا للقضاء وهو من يحقق ويُدخل الفاسدين إلى السجن، وليس حزب الله من يُدخلهم”، مضيفًا: “وكل الذين وجهوا اتهامات من سياسيين واعلاميين ومواطنين للآخرين بالفساد لم يدخلوا فاسدا إلى السجن“.
وتابع فضل الله أن الجميع ينتظر البرنامج الاصلاحي للحكومة، ونحن سنواكب هذا الأمر للوصول إلى الحلول الممكنة للأزمة المالية والاقتصادية الحادة التي يمر بها لبنان، ونريد لهذا البرنامج أن يكون واقعيًّا وقابلًا للتطبيق مع إجراءات فورية، ويأخذ بعين الاعتبار التطورات التي حصلت على صعيد مالية الدولة وما وصل اليه الوضع المصرفي على ضوء السلوك الفج غير القانوني الذي اعتمده أصحاب المصارف ممَّن وضعوا أرباحهم في الخارج ويرفضون إعادتها إلى لبنان.
واردف إننا على دراية بالوضع الذي وصلت إليه مالية الدولة، ولا بدَّ من البحث عن الحلول الداخلية المجدية، والفرصة الداخلية متوفرة للحل مع بعض المساعدات الخارجية تحت سقف السيادة الوطنية، فمن يريد أن يساعد ضمن سيادتنا الوطنية وثوابتنا أهلا وسهلا به.
وأشار إلى أن الأفكار المتداولة في الحكومة قابلة للتطوير بما يؤدي إلى وضع حد للاستنزاف المالي الحاصل، وما دامت هذه الأفكار تحت سقف السيادة الوطنية فهذا مقبول ولن نحكم عليها قبل أن تصلنا رسميا.
واعتبر أن هناك جهات في الداخل والخارج تهوِّل على اللبنانيين وعلى المسؤولين، وتحاول تمرير أفكار هدَّامة للاقتصاد ولماليَّة الدَّولة وهي تعمل لمصلحة دول تتربص بلبنان وهذه الجهات تقدِّم نفسها بعناوين مختلفة، فتدس اقتراحات لمصلحة مؤسسات دولية وتروِّج لمعلومات تسيء للمال العام لتحصيل بعض المنافع الشخصية أو لمصلحة مؤسَّسات مالية دولية ظنًّا منها أنها تستطيع خداع الناس والمسؤولين والدولة، لافتًا الى أن هذه الجهات معروفة لدينا وهي تحت مجهر الرقابة البرلمانية والشعبية.
وطالب جميع الحريصين على بلدهم وافقوا على هذه الحكومة أم لم يوافقوا أن يتعاونوا من أجل بلدهم، وإعطاء الحكومة فرصة حقيقية فلا يراهن أحد على فشلها ولا يسعى إلى إفشالها لأن أي فشل أو عدم قدرة على المعالجة ستنعكس على اللبنانيين جميعًا، فالمواطن قلق على أمواله المسجونة في المصارف، وعلى لقمة عيشه والوقت ليس للمزايدات ولا لتسجيل المواقف ونحن من جهتنا نريد للحكومة أن تنجح وموقفنا منها حسب أدائها وهي اليوم حكومة لبنان.
وختم قائلًا إن حزب الله في هذا المجال لا يبحث عن شعبية بل يتصرف بمسؤولية وطنية وشرعية فلديه شعبية ويريد أن يحميها ويدافع عنها، فشعبه هو الشعب اللبناني، وعندما نذهب لمعالجة مشكلته، فإن ذلك يعود بالنفع على الجميع حتى الذين يختلفون معنا.