من الصحف الاميركية
في عام انتخابي محموم وجهت مرشحة الرئاسة الأميركية السابقة هيلاري كلينتون انتقادات حادة وغير مسبوقة للمرشح اليساري القوي بيرني ساندرز ووصفته بأنه غير محبوب، ولا أحد يفضل العمل معه، كما اتهمته بعدم تحقيق أي إنجاز طوال رحلته السياسية.
هذه التصريحات الصادمة وصفتها صحيفة نيويورك تايمز بأنها علامة على وجود انقسام أيديولوجي عميق داخل الحزب الديمقراطي قد يسهل على الرئيس دونالد ترمب الفوز في الانتخابات الرئاسية.
وقالت في تقريرها لمدة ثلاث سنوات راقبت هيلاري كلينتون الحزب الديمقراطي وهو يبحث عن طريق لهزيمة الرئيس ترمب، لقد شاهدت بعض الناخبين يشككون في “إمكانية اختيار” النساء الست اللائي يترشحن للرئاسة، وهي شكوك كانت تواجهها ذات يوم. لقد راقبت فوز السيناتور بيرني ساندرز، بعد معارضته الحازمة لها في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، لتصبح حملته القوة الليبرالية المهيمنة في سباق عام 2020.
هذا ولفتت الصحف الى ان محاكمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مجلس الشيوخ بدأت بسجال حاد بين الديمقراطيين والجمهوريين بشأن الإجراءات، وصوّت المجلس برفض أربع حزم من التعديلات تقدم بها الديمقراطيون بشأن ضوابط المحاكمة.
وتضمنت مقترحات التعديل الأربعة طلب وثائق من البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والخزانة واستدعاء القائم بأعمال كبير موظفي البيت الأبيض ميك مولفيني للاستماع لشهادته.
وقدم زعيم الأقلية الديمقراطية في المجلس السيناتور تشاك شومر مشروع تعديل خامس يطالب المجلس باستدعاء وثائق البنتاغون المتعلقة بتجميد حزمة مساعدات لأوكرانيا.
ليست سياسات ترامب فقط هي التي تجعله وتجعل البلد بأكمله أقل شعبية في جميع أنحاء العالم، بل إن جميع سلوكياته المروعة التي تجعله يفقد مكانته في الوطن وتقوّضه في الخارج.
كتب الكاتب ماكس بوت مقالة في صحيفة واشنطن بوست الأميركية بعنوان “ترامب يدمر القوة الناعمة الأميركية” تناول فيها سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكيف أفقدت أميركا قوتها الناعمة. وقال: “لا يزال الرئيس ترامب يتفاخر بأن يكون لديه الجيش “الأكبر والأفضل على الإطلاق في العالم”، مع “معدات جميلة جديدة بقيمة 2 تريليون دولار”. هذا، كالعادة، ينطوي على مبالغة كبيرة. ولكن حتى لو كان هذا صحيحا تماماً، فلن يكون للأمر أهمية. إذ لا يوجد ما يكفي من المعدات العسكرية في العالم للتعويض عن نزع السلاح الأميركي الأحادي الجانب الذي يقوم به ترامب في مجال القوة الناعمة”.
وتابع: “عرّف جوزيف ناي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة هارفارد، القوة الناعمة بأنها “القدرة على الحصول على ما تريد من خلال الجذب بدلاً من الإكراه أو الإنفاق. إنه ناتج عن جاذبية ثقافة البلد ومُثُله السياسية وسياساته”. في ظل حكم ترامب، انخفضت جاذبية أميركا حتى مع ارتفاع سوق الأوراق المالية فيها. وجد مركز بيو للأبحاث في استطلاع لأشخاص في 22 دولة أن عدد الذين يعربون عن ثقتهم في الرئيس الأميركي انخفض من 70 في المائة في عام 2013 إلى 28 في المائة في عام 2018. بينما ارتفع عدد الذين يرون قوة الولايات المتحدة كتهديد كبير من 25 في المائة إلى 45 في المئة. وجد استطلاع أجراه معهد يوغوف أخيراً أن عدداً أكبر من الألمان ينظرون إلى ترامب على أنه خطر أكبر من الأخطار المجتمعة لكل من زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، وزعيم روسيا فلاديمير بوتين، وآية الله علي خامنئي، ورئيس الصين شي جين بينغ”..
معظم العالم يرفض سياسات ترامب. ووجد استطلاع جديد أجراه مركز بيو للأبحاث في 32 دولة أن 68 في المائة يعارضون تعريفاته التجارية، و66 في المائة يعارضون انسحابه من اتفاقيات تغير المناخ، و60 في المائة يعارضون جداره الحدودي (مع المكسيك)، و55 في المائة يعارضون سماحه لعدد أقل من المهاجرين إلى الولايات المتحدة و52 في المائة يعارضون سحبه الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني. ما يجعل قرارات ترامب أسوأ هو أنه تم اتخاذ الكثير منها إما دون استشارة حلفاء الولايات المتحدة – كما هو الحال عندما انسحب من شراكة عبر المحيط الهادئ بعد ثلاثة أيام من توليه منصبه – أو من دون الاستماع بجدية إلى مخاوفهم.
لكن ليست سياساته فقط هي التي تجعل ترامب – وبالتالي البلد بأكمله – أقل شعبية في جميع أنحاء العالم. بل إن جميع سلوكيات المروعة التي تجعله يفقد مكانته في الوطن – أكاذيبه المستمرة، تهديداته الطنانة، تغريداته المسيئة، عنصريته، تعرجاته غير المنتظمة – تقوّضه في الخارج أيضاً.
في كل مرة يلتقي فيها ترامب بزعماء أجانب تصبح الفجوة الكبيرة بين صورته الذاتية المتضخمة كـ”عبقري مستقر للغاية” والحقيقة المزعجة، واضحة للغاية. في كتاب جديد يروي زميلاي في واشنطن بوست فيليب روكر وكارول ليونيغ كيف كادت عينا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تخرجان من مكانهما لشدة المفاجأة عندما أخبره ترامب بأن الهند لا تتشارك الحدود مع الصين. ربما غادر مودي هذا الاجتماع وقال في نفسه “هذا ليس رجلاً جاداً. لا أستطيع الاعتماد على هذا الرجل كشريك”. بعد ذلك كتبا أن “الهنود تراجعوا في علاقاتهم الدبلوماسية مع الولايات المتحدة”. لا شك أنه ستكون هناك المزيد من اللقاءات غير السارة هذا الاسبوع خلال زيارة ترامب دافوس.