شهادة ضابط دنماركي عن ليلة عين الأسد: عشنا رعبًا حقيقيًا
في مقابلة مع التلفزيون الدنماركي تحدّث ضابطٌ كان ضمن القوة المتمركزة مع قوات الاحتلال الأميركي في قاعدة عين الاسد بالعراق عن الرعب الذي عاشه الجنود بعد أن بدأت الصواريخ الإيرانية تتساقط فجر الاربعاء على القاعدة.
الضابط الذي ينتمي إلى القوة الدنماركية التي انسحبت مع قوات أوروبية اخرى باتجاه الكويت مباشرة في اليوم الثاني بعد الاستهداف الايراني للقاعدة الأميركية، قال إن “القيادة أبلغتنا في الساعة الثامنة مساء ان إيران ستبدأ الهجوم الليلة.. فدخلنا على الفور إلى ملاجئ مُحصّنة تحت الأرض وبقينا ننتظر بخوف ورعب وترقب… وإذا بصاعقة تنزل علينا من السماء لتخنقنا في ملاجئنا لشدة الأتربة التي دخلت علينا.. عندها أطلقت صفارات الإنذار“.
ولفت الضابط إلى أن “الصواريخ التي تساقطت علينا مجهّزة بأجهزة تشويش عالية الدقة، بدليل أن صفارات الانذار لم تطلق قبل وصول الصاروخ الأول”، وتابع: “بعد ذلك توالت علينا الهجمات الصاروخية المرعبة وكان عددها 13 صاروخا تقريبا“.
ونفى الضابط ما سوّق له البعض عن استهداف الصواريخ للملاجئ، وقال “لو فعلوا لحدثت كارثة القرن بكل المقاييس، بسبب وجود آلاف الجنود والضباط من مختلف الجنسيات داخلها، يبدو إن ايران تريد ضربات نوعية ومعنوية ولا تبحث عن ضربات ذات طابع كمي يذهب ضحيتها جنود، بالإضافة الى أنها رسالة إلى العالم مفادها أن ايران تريد ان تقول نحن المسلمين لسنا قتلة كما يصور لكم الامريكيون، ولو كنا كذلك لطمرنا آلاف الجنود والضباط تحت الارض”، وأردف “الصواريخ كانت دقيقة جدا، فقد ضربت أهدافها المرسومة بدقة عالية دون أن يسقط او ينحرف منها صاروخ واحد.. الايرانيون يمتلكون خرائط دقيقة عن ثكنات وباحات ومراكز قيادات وأروقة الإدارة والملاجئ ومرابض الطائرات، وكان بوسعهم استهداف الملاجئ وهم في قمة الهدوء والاستمكان“.
وذكر الضابط الدنماركي أن الجنود الأميركيين خرجوا من الملاجئ بعد انتهاء الإنذار، أي بعد ساعة من الضربة تقريبا، وحينها هرعت سيارات الإطفاء والإسعاف، مضيفا: ” أما نحن فبقينا داخل الملاجئ نسمع أصوات طائرات الهيلكوبتر العسكرية وصراخ الجنود، لكننا لم نخرج بأمر قادتنا خشية تعرضنا لضربات اخرى، وعند خروجنا صباحا وجدنا النيران تلتهم أكثر من سبعة مواقع مهمّة وآليات متفحمة وبنايات تحولت إلى ركام !!”.
وفيما يتعلق بطبيعية هذه المواقع، تحدّث الضابط الدنماركي عن أن الجنود الأجانب في القاعدة لا يعرفون عن المقرات الامريكية إلّا القليل وبعضها مواقع مشتركة، وقال : “هناك مواقع لا نعرفها ولا يُسمح لنا بدخولها كقوة دنماركية تابعة للتحالف الدولي.. لكن ما أعرفه بالتأكيد هو أن سيطرة الرادارات العملاقة دُمّرت بكافة اجهزتها، كما جرى تدمير مقرّ الاستخبارات العسكرية الامريكية بالكامل، بالإضافة إلى تدمير مخازن الأسلحة التي بقيت تتفجر بعد الهجوم بنصف ساعة تقريبًا، فضلًا عن تدمير مدرجات الطائرات المُقاتلة، وتدمير منصّات للرصد الجوي وقواعد إطلاق صواريخ أرض جو بالكامل، مع تدمير أجهزة التحسّس والاستشعار الجوي والحراري“.
وأضاف أن “إيران لم تستهدف الجناح العراقي ولا جناح التحالف ولا الملاجئ ولا المراكز الصحية والخدمية، فقد ركزت فقط على الجناح الامريكي وعلى أهداف منتخبة وهذا يشير إلى ان الايرانيين يمتلكون مسحا كاملا وخرائط دقيقة لجميع القواعد العسكرية والأجنبية الاخرى في العراق ومنطقة الشرق الاوسط بصورة عامة“.
وفي سؤال حول أسباب عدم الاعتراف الأميركي بحجم الخسائر، قال الضابط إن “هذا الامر يعود لسياستهم ولظروفهم، أنا لا أفهم بماذا يفكرون ربما لا يريدون اقلاق شعبهم، وهذا واضح من قرارهم بمنع الصحفيين من دخول القاعدة حتى هذه اللحظة كما سمعت منكم !!”.