من الصحف الاميركية
ابرزت الصحف الاميركية الصادرة اليوم تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يؤيد توسيع حلف شمال الأطلسي ليشمل دولا بالشرق الأوسط، وذلك مع سعي بلاده للحد من انتشارها العسكري عالميا.
وقال ترامب “أعتقد أنه ينبغي توسيع حلف شمال الأطلسي وينبغي أن نضم الشرق الأوسط، بكل تأكيد”.
كما اقترح ترامب زيادة مشاركة الحلف في الشرق الأوسط عندما تطرق للضربات التي شنتها إيران على قاعدتين تستضيفان جنودا أميركيين بالعراق، ردا على قتل واشنطن قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
وقال ترامب إنه من الممكن تسمية الحلف باسم “حلف الأطلسي-الشرق الأوسط” أو “حلف الأطلسي زائد الشرق الأوسط”، مضيفا أنه طرح الاسم المحتمل على الأمين العام للحلف ينس شتولتنبرغ في اتصال الأربعاء.
اتفقت بعض الصحف الاميركية على أن إيران لن تتخلى عن صراعها مع الولايات المتحدة، وستنتهج سياسة النفس الطويل لطردها من منطقة الشرق الأوسط.
وقال موقع ستراتفور الأميركي المتخصص في الاستخبارات الجيوسياسية إنه إذا كان لايران من هدف واحد ثابت منذ العام 1979 فهو البقاء. وقد كان هذا النظام موجودا بشكل أساسي في وضع إدارة الأزمات، سواء كان يقاتل العراق في الحرب الإيرانية العراقية أو يتغلب على العقوبات الأميركية الأخيرة.
واليوم، هناك مسألتان مترابطتان تعتبرهما إيران ضروريتين لبقائها على المدى الطويل وهما: صحتها الاقتصادية وإستراتيجيتها الإقليمية في العراق والشام وفقا للموقع.
وأردف أن إيران لم يكن لديها خيار سوى الرد علنا على قرار الولايات المتحدة قتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني، لكنه رجّح أن تعود الآن إلى إستراتيجية “حافة الهاوية المحسوبة” بدلا من الهجمات المباشرة على القوات الأميركية.
وأضاف الموقع أن رد إيران كان محدودا لأنها لا تريد أن يؤدي انتقامها إلى تعطيل لعبتها الشاملة الطويلة الأجل في الشرق الأوسط.
وتابع أن إيران تجد نفسها بين حالتين يصعب تحقيق توازن بينهما وهما: الحاجة إلى مواصلة إستراتيجيتها الإقليمية “العدوانية” لمواجهة الولايات المتحدة، والحاجة إلى تخفيف العقوبات من واشنطن في نهاية المطاف.
وأوضح أن طهران ستسعى لتقويض العلاقات الأميركية مع العراق كمرحلة أولى من مراحل سحب القوات الأميركية من المنطقة في نهاية المطاف، لذلك ستحاول إبقاء النزاع محصورا في مسارحها الحالية، مثل العراق.
وبالنظر إلى أن المليشيات العراقية المدعومة من إيران وعدت بردها الخاص على عملية سليماني، وأن السياسيين العراقيين المدعومين من إيران متمسكون بقوة بطرد القوات الأميركية من البلاد، فإن هذا على الأرجح ستتم ترجمته بمزيد من العنف والتصعيد في العراق، وربما في أماكن أخرى قريبة.
ولم يستبعد الموقع أن تضع الأولويتان الإيرانيتان -أي ضرورة رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية والحفاظ على نفوذها في المنطقة- طهران في مأزق، ورجّح أن تختار إيران حاليا التخفيف من وضعها الاقتصادي القاسي من خلال الخضوع لمطالب الولايات المتحدة والانسحاب من الشرق الأوسط الكبير.
ومع ذلك يعود الموقع ليقول إن الرد الإيراني المحدود على اغتيال سليماني يوحي بأنها مصممة على مواصلة مسيرتها في إستراتيجية يدفع فيها الضغط المستمر على واشنطن في جميع أنحاء الشرق الأوسط أميركا إلى تخفيف القيود المفروضة على الاقتصاد الإيراني.
وأوضح أن هذا الضغط الإيراني المرجّح على أميركا سيتم من خلال حلفاء طهران ووكلائها الإقليميين، وبذلك يمكن لإيران أن تحافظ على حالة إنكار معقول لأي هجمات تضر بالمصالح الأميركية كجزء من محاولتها تقويض العلاقات الأميركية مع دول مثل العراق.
وقال ستراتفور إن من شبه المؤكد أن إيران لا تريد إثارة حرب مع أميركا الآن أو في المستقبل القريب، لكن إذا لم تخفف واشنطن من عقوباتها الاقتصادية على إيران فستتسبب طهران وحلفاؤها بتكلفة كبيرة على أميركا وحلفائها ومصالحهم المشتركة في الشرق الأوسط.