قاعدة “عين الأسد” موقعها واهميتها
تقع قاعدة “عين الأسد” الجوية الأميركية عند المثلث الحدودي الغربي مع الأردن والسعودية وسوريا على بعد 200 كيلومترًا غرب العاصمة بغداد وعلى بعد نحو 108 كيلومترات غرب الرمادي، وقرب نهر الفرات في بلدة البغدادي غرب محافظة الأنبار بالعراق.
لهذه القاعدة أهمية إستراتيجية كبيرة، إذ تعدّ من أكبر القواعد الجوية غرب العراق، وثاني أكبر قاعدة في العراق، وتحوي هذه القاعدة مركزًا للتدريب وعددًا من الطائرات التابعة للتحالف الأميركي ومستشارين أميركيين.
تحوّل اسمها من قاعدة “القادسية” الجوية، إلى قاعدة “عين الأسد” عقب الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003.
تتسع القاعدة لأكثر من 5000 عسكري مع الملاجئ والمخازن المحصنة والثكنات والطائرات، إضافة للمرافق الخدماتية، ومنها المسابح الأولمبية المفتوحة والمغلقة، وملاعب كرة القدم، كما فيها دار سينما ومسجد ومدرسة ابتدائية وثانوية، إلى جانب مكتبة ومستشفى وعيادة طبية.
وتمثل القاعدة في الوقت الحالي مرتكزاً لأكثر من ألفي جندي وعسكري أميركي، إضافة إلى سرب مروحيات مقاتلة ومنظومة رصد جوي تغطي أكثر من 400 كيلومتر، إضافة إلى وحدات استطلاع وفرقة مهام خاصة تتولى عملية البحث عن أهداف مهمة جدًا، منها تعقب الشخصيات البارزة التي يُخطَّط لاغتيالها.
والرادار الأميركي الموجود في القاعدة هو الأكبر في المنطقة، وبحسب المتابعين العسكريين بإمكانه التجسس لكنه لا يصلح لصد عمليات هجومية.
يعود تاريخ تشييد القاعدة الجوية العراقية، التي تبلغ مساحتها نحو 24 كيلومترًا، إلى ثمانينيات القرن الماضي من قبل شركات عسكرية يوغوسلافية متخصصة.
كانت القاعدة شاهدًا حيًا على الحرب العراقية – الإيرانية، إذ استخدمت كمقر لسرب طائرات “الميغ والسوخوي”، كما أنها كانت قاعدة لانطلاق الطائرات العراقية نحو ضرب أهداف في الجمهورية الاسلامية.
تعرضت القاعدة بعد الاحتلال الأميركي لقصف عنيف أخرجها عن الخدمة، قبل أن تقوم القوات الأميركية بإعادة بنائها وإضافة مدرج طائرات ثان إلى جانب الأول القديم المخصص لهبوط الطائرات المقاتلة وطائرات الشحن العسكرية.
وتحتوي القاعدة، منذ الثمانينيات، على ملاجئ للطائرات وأخرى للجنود قادرة على تحمل القصف بقنابل غير تقليدية.
احتلّ الأمريكيون قاعدة عين الأسد بعد غزوهم العراق عام 2003، واستخدمتها قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز).
وخلال السنوات الخمس عشرة الماضية، تحوّلت القاعدة إلى مقصد للرؤساء الأميركيين، ووزراء حربهم والجنرالات البارزين، لتفقد جنودهم، وزارها للمرة الأولى الرئيس الأسبق جورج بوش الابن في ديسمبر/ كانون الأول 2008.
وفي إبريل/ نيسان عام 2009، حطت طائرة الرئيس السابق باراك أوباما، في القاعدة العراقية، كما شهدت زيارة مفاجئة للرئيس دونالد ترامب قبل عام في 28 كانون أول/ديسمبر 2018.
واللافت أن الزيارات الثلاث للرؤساء الأميركيين كانت سرية ومن دون علم الحكومة العراقية في بغداد، ما خلف ردود فعل شاجبة من جانب أحزاب وقوى وفصائل عراقية.