صفعة إيرانية للأميركي وبداية مسيرة
غالب قنديل
انهمرت الصواريخ الإيرانية على أهم قواعد الاحتلال الأميركي في العراق وصدر إعلان رسمي من طهران حول العملية التي وصفها مرشد الجمهورية القائد الخامنئي بالصفعة بينما أطلق من مدينة قم مسيرة تعبئة القوى الشعبية الإيرانية تحت شعار اقتلاع الوجود العسكري الأميركي في المنطقة والاستعداد لمرحلة جديدة من المعركة الضارية التي يخوضها محور المقاومة حول مستقبل الشرق وقد توج بذلك ما شهدته البلاد من نهوض شعبي عارم لروح الثورة وإرادة التحرر والاستقلال بعد استشهاد القائد سليماني.
الرسالة واضحة في كلمة الإمام الخامنئي إلى الإمبراطورية الأميركية بانطلاق المواجهة الكبرى لتحرير المنطقة ومعها تحذير للحكومات العميلة والتابعة من التورط في أي عمل عدواني ضد إيران في حين اكد الوزير جواد ظريف بعد خطاب قم ان الخطوة العسكرية الإيرانية هي صفعة واحدة بينما الثأر من الولايات المتحدة سيكون بإخراجها من المنطقة.
أولا مبدأ انطلاق الرد في الشكل والمضمون كان سريعا ومعلنا بوضوح ومسار الصراع المفتوح لطرد القوات الأميركية كان قويا وواضحا أيضا في تصريح للرئيس حسن روحاني الذي جدد التعهد بإنهاء الوجود الأميركي في المنطقة وهذا بات امرا محسوما بوحدة متكاملة لمواقع القرار والقيادة في إيران وهو محصن بوحدة وطنية شعبية ساطعة وبنبض تحرري شامل داخل إيران وقد حرص السيد الخامنئي على تعزيزه في كلمته ومخاطبته للرأي العام الإيراني في أول إطلالة بعد صورته المؤثرة في الصلاة على جثماني الشهيدين سليماني والمهندس.
ثانيا بدأ الرد الإيراني وانطلق القلق الأميركي تحت سقف واضح رسمته كلمة الجنرال محسن رضائي أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام والقائد السابق للحرس الثوري الذي اعلن في تشييع القائد سليماني ان أي رد اميركي على الضربة الإيرانية سيكون الرد عليه تدمير الكيان الصهيوني.
وبالتالي فإن المبادرة باتت بيد القيادة الإيرانية والكرة في ملعب الرئيس الأميركي وجنرالات البنتاغون والتساؤلات المكتومة تتركز حول ما ستقوم به فصائل المقاومة في المنطقة ضمن مسار الرد الشامل لإنجاز الهدف المركزي الذي أعلنه بلسان المحور مجتمعا القائد السيد حسن نصرالله عقب الجريمة الآثمة وكرسه القائد الخامنئي وسائر مستويات القيادة والقرار في إيران وهو اقتلاع الوجود العسكري الأميركي من المنطقة.
ثالثا مواضع الضربات القادمة كثيرة وبنوك الأهداف مزدحمة على مساحة بر الشرق وبحاره وكل شيء محتمل بينما تخيم الحيرة على واشنطن في التوقع وكيفية التعامل مع الأحداث وحسابات الردود المحتملة. اللافت في هذا المناخ ان تل أبيب أظهرت حذرا كبيرا وسط خشية واضحة من شمول الكيان الصهيوني بالرد الذي تعهدت فصائل المقاومة الفلسطينية به وفاء للشهيد سليماني الذي يعترف الجميع بفضله في تعاظم القدرات القتالية الرادعة التي أذلت الكيان الصهيوني غير مرة وهو ما تعمد السيد الخامنئي التذكير به في كلمته ليقول للصهاينة لقد سعيتم لوقف النار وطلبتم الوساطات امام صواريخ المقاومة في غزة فماذا بمستطاعكم امام القوة الإيرانية؟.
رابعا الخلاصة الأكيدة أن الصفعة الإيرانية هي مجرد إعلان انطلاق المعركة الكبرى بين المحورين على مصير الشرق ومستقبله السياسي والاقتصادي وحيث يمثل العراق المسرح الرئيسي المتوقع لضرب القواعد الأميركية والسعي لطرد المحتل الأميركي الذي تعهدت به فصائل المقاومة العراقية منذ اغتيال القائد سليماني الذي شارك العراقيين مباشرة في التصدي لعصابات داعش وكان لدمائه ودماء قائد الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس فعل استنهاض ثوري تحرري في العراق لا يقل اهمية عما شهدناه في إيران خلال تشييع الشهداء خصوصا بعد قرار مجلس النواب العراقي والرئيس عادل عبد المهدي الذي دشن العمل لإنهاء الاحتلال الأميركي ونزع عنها أي تغطية محلية سياسية او قانونية.