إدارة ترامب تدرس إمكانية طرح “صفقة القرن” قبل الانتخابات الإسرائيلية
تدرس إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إمكانية إعلان البيت الأبيض عن الخطة الأميركية المعدة لتصفية القضية الفلسطينية والمعروفة إعلاميًا بـ”صفقة القرن”، قبل الانتخابات الإسرائيلية المقررة في آذار/ مارس المقبل، حسبما أورد المحلل السياسي في القناة 13 الإسرائيلية، باراك رافيد، نقلا عن مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية.
وذكر المسؤولون الإسرائيليون، وفقًا لتقرير القناة 13، أن الإدارة الأميركية لم تتخذ قرارها النهائي بهذا الشأن، وشددوا على أن المسؤولين في البيت الأبيض يناقشون هذه المسألة بجدية، واعتبروا أن وصول مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط، آبي بيركوفيتش، إلى إسرائيل هذا الأسبوع، دليلًا على جدية المسعى الأميركي.
ولفت التقرير إلى أن بيركوفيتش اجتمع مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ورئيس قائمة “كاحول لافان”، بيني غانتس، وبحث معهما الخطة الأميركية لتسوية الصراع العربي/ الفلسطيني الإسرائيلي.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أن اللقاء بين نتنياهو وبيركوفيتش عقد مساء الإثنين، وانتهى دون بيان رسمي، فيما اجتمع بيركوفيتش بغانتس مساء اليوم، الثلاثاء، قبل عودته إلى واشنطن.
وأشارت القناة إلى أن “بيركوفيتش اجتمع كذلك في السفير الأميركي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، وانشغل بوضع اللمسات النهائية على نص الخطة الأميركية“.
وذكر مصادر القناة إلى أن التأخير المستمر والتأجيل المتكرر لموعد طرح “الصفقة” الأميركية، دفعت الفريق الذي يقوده مستشار البيت الأبيض وصهر الرئيس، جاريد كوشنر، بإجراء تعديلات وتغييرات مستمرة على نص الخطة الأميركية.
وهذه هي المرة الأولى، التي يصل فيها بيركوفيتش إلى إسرائيل، بمنصبه الجديد، خلفا للمبعوث السابق جيسون غرينبلات، الذي استقال من منصبه في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2019.
كان من المقرر أن تكشف الإدارة الأميركية عن الخطة في العام الماضي، ولكنها أرجأتها مرتين بسبب الانتخابات الإسرائيلية في نيسان/ أبريل وأيلول/ سبتمبر الماضيين، ويبدو أن عدم تمكن نتنياهو من تشكيل حكومة جديدة وحسم الانتخابات لصالحه، قد دفع البيت الأبيض لإرجاء نشر الخطة.
ولفتت التقارير الصحافية إلى إن الإدارة الأميركية قد تنشر الخطة، قبل الانتخابات الإسرائيلية المقررة في الثاني من آذار/ مارس المقبل. وأوضحت التقارير أن الفريق الأميركي يبحث أحد خيارين، الأول وهو نشر الخطة على الرغم من الجمود السياسي في إسرائيل بما يهدد إمكانية نجاحها؛
والخيار الثاني الذي يبحثه الفريق الأميركي، هو الانتظار إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية في آذار/ مارس والتي قد تنتهي أيضا إلى طريق مسدود، فضلا عن أنه سيكون من المتأخر جدا نشر الخطة في تاريخ قريب من الانتخابات الرئاسية الأميركية، في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
ورجحت القناة أن يكون لنشر الخطة الأميركية عشية الانتخابات تأثير كبير على الناخبين الإسرائيليين، كما أشارت إلى تخوفات قيادة قائمة “كاحول لافان” من إقدام الإدارة الأميركية على طرح الخطة قبل الانتخابات بناءً على طلب نتنياهو.
كما يتخوف المسؤولون في “كاحول لافان” من تعمد الإدارة الأميركية على إدراج محتوى بنود جديدة في “صفقة القرن” تخدم نتنياهو سياسيًا، مثل ضم منطقة غور الأردن وشمال البحر الميت لسيادة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال مسؤولون أميركيون في العام 2019، إن الإدارة الأميركية تنتظر تشكيل حكومة مستقرة في إسرائيل، قبل الإعلان رسميا عن الخطة المثيرة للجدل.
ولم تنجح جولتا الانتخابات السابقتين بإسرائيل في نيسان/ أبريل وأيلول/ سبتمبر، في تشكيل حكومة، وسط تقديرات باستمرار أزمة تشكيل الحكومة بعد الانتخابات المقبلة، ما عطّل من المخطط الأميركي الذي بدا متسارعًا نحو تصفية القضية الفلسطينية وتعزيز علاقات التطبيع بين دول خليجية وعربية مع إسرائيل من نافذة التهديد الإيراني المشترك.