تخبط وإرباك في واشنطن بسبب الرسالة العسكرية
مزيد من التخبط والإرباك في واشنطن سببته رسالة من القيادة العسكرية الأميركية الى نظيرتها العراقية نشرتها وكالات الأنباء العالمية وأكدتها مصادر أميركية وعراقية. في الرسالة الموقعة من قائد قوة المهمات الأميركية في العراق العميد وليام سيلي، يعلن الجيش الأميركي أنّ قوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ستقوم بإعادة تمركز خلال الأيام والأسابيع المقبلة بهدف الانسحاب من العراق بصورة آمنة وفعالة.
إعلان أوقع الإدارة الأميركية في حرج كبير لأنه جاء مناقضاً لكل التهديد والوعيد المتواصل منذ اغتيال واشنطن للقائدين الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما، ما دفع المسؤولين الكبار في البنتاغون إلى إصدار نفي أو توضيح لمضمون الرسالة، وعلى رأسهم وزير الحرب مارك إسبر، مؤكّداً أنّه لا يوجد قرار على الإطلاق بالانسحاب من العراق.
وقال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر”نحن نعيد تموضع قواتنا في المنطقة،أما بالنسبة للرسالة، فهي متضاربة مع موقفنا الحالي“.
بدوره، أقر رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارك ميلي بصحة الرسالة، لكنّه ادعى أنّها مسودة غير موقعة أرسلت عن طريق الخطأ وما كان يجب أن ترسل في هذا التوقيت. وبحسب مسؤول في البيت الأبيض، فإنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبّر عن قلقه من الخطأ الذي أدى لتداول الرسالة وطلب توضيحاً من مساعديه، لكنّه أيضاً لم ينف مضمونها.
وفي خطوة يمكن أن تعد أولى المصاديق على الإجراءات التي أشارت إليها الرسالة الأميركية، إعلان الجيش الألماني أنّه سيسحب جزءاً من جنوده المنتشرين في العراق لمهمات تدريب، وينقلهم بشكل موقت إلى الأردن والكويت.