من الصحف الاسرائيلية
أظهرت نتائج الانتخابات الداخلية على رئاسة حزب الليكود أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، فاز بأغلبية أصوات أعضاء الحزب وبفارق كبير عن منافسه، عضو الكنيست غدعون ساعر، وحصل نتنياهو على 72.5% من الأصوات، وساعر على 27.5%. وشارك في التصويت أقل من نصف أعضاء الحزب، وبلغت نسبة التصويت 49.45%.
وتعهد نتنياهو “بأنني ساقود الليكود إلى انتصار كبير في الانتخابات القريبة (للكنيست) وسنستمر في قيادة دولة إسرائيل”، فيما اعترف ساعر بخسارته، وقال “إنني أهنيء رئيس الحكومة على فوزه بالانتخابات الداخلية”، وأنه “سنقف خلفك من أجل نجاح الليكود في انتخابات آذار/مارس”. كذلك هاتف ساعر نتنياهو من أجل تهنئته.
وفيما شهدت الانتخابات جدل متصاعد بين أنصار مرشحيها الوحيدين نتنياهو وساعر، ذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن نتنياهو عمل بجد على ألا تتجاوز نسبة دعم ساعر حاجز الـ20% لتثبيت زعامته على الحزب، وتجنب انقسامات داخلية قبيل انتخابات الكنيست المقررة في آذار/ مارس المقبل.
وكان استطلاع عينات المصوتين من أنصار الليكود، أجراه معهد “دايركت بولس”، أظهر مساء أمس، تقدم نتنياهو على ساعر بحيث حصل الأول على 71.52% من أصوات الناخبين، فيما اقتصر دعم ساعر على 28.48%، علما بأن الاستطلاع شمل عينة مكونة من 758 شخصًا بنسبة خطأ تصل إلى 3.2%.
ولم ينتظر نتنياهو النتائج النهائية الرسمية، ليعلن نصره، مساء أمس، على حسابه الرسمي بموقع “تويتر”: “نصر كبير! شكرًا لأعضاء الليكود على ثقتهم ودعمهم وحبهم، بعون الرب وبمساعدتكم، سأقود الليكود إلى نصر كبير في الانتخابات المقبلة وسأواصل قيادة دولة إسرائيل إلى إنجازات غير مسبوقة“.
ورغم حالة الهلع التي حاولت حملة نتنياهو بثها في ما يتعلق بانخفاض نسبة التصويت، إلا أن النسبة النهائية جاءت متقاربة لنسب التصويت التي سجلتها الانتخابات الداخلية التي أجريت في الماضي على زعامة الحزب، كما أن تقدم نتنياهو على ساعر كان متوقعًا، غير أن التساؤلات تمحورت حول الفارق الذي قد يسجله نتنياهو على غريمه في الحزب.
ودعا نتنياهو منتسبي الليكود الذي يتزعمه منذ 2005، إلى الخروج من منازلهم والتصويت، وقال مخاطبا أنصاره: “إذا خرجتم للتصويت فسننتصر (..) لكن فقط إن لم تخرجوا للإدلاء بأصواتكم، فإن نسبة التصويت المنخفضة ستؤذينا”. كما دعا نتنياهو في مقطع مصور بثه عبر حسابه على “تويتر”، منتسبي حزبه إلى تحدي الجو السيئ وارتداء المعاطف والتزود بالمظلات، والخروج للتصويت.
الخطاب الذي ألقاه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي في المركز الأكاديمي المتعدد المجالات في هرتسيليا، دب الخوف في قلوب قسم من الإسرائيليين على ما يبدو. فقد قال إنه في الحرب القادمة ستُطلق على المدن الإسرائيلية 1500 صاروخ وقذيفة صاروخية يوميا، وألمح إلى أن مواجهة أو بلغة صريحة حرب مباشرة، مع إيران ربما ستنشب في العام المقبل، وأضاف أن هذا سيقابل باستهداف إسرائيل للمدن والبنى التحتية بكافة أشكالها في لبنان وسورية وقطاع غزة وفي العراق أيضا.
ووفقا للمراسل العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، يوسي يهوشواع، فإن كوخافي “تردد ما إذا كان من الصواب أن يغير السياسة الإعلامية وخاصة تجاه الجمهور الإسرائيلي حول نتائج الحرب القادمة في لبنان. والمعضلات واضحة جدا، فإذا تحدثت عن 1500 قذيفة صاروخية تُطلق يوميا من الشمال، فإنك تُقوي العدو وتزيد الهلع لدى الجمهور في إسرائيل، ومن الجهة الأخرى، يدرك رئيس أركان الجيش أنه ملزم بتنسيق توقعات وبسرعة مع المجتمع، الذي اعتاد على جولات قتالية ضد حماس فيما القبة الحديدية توفر حماية غير مألوفة أمام حوالي 90% من القذائف الصاروخية“.
وأضاف يهوشواع أن كوخافي قرر “تغيير سياسة تنسيق التوقعات أمام المواطنين، وهذه العملية المتجددة يستوجبها الواقع”، وتحدث كوخافي عن شن هجمات أخرى ضد “منظومة الصواريخ الدقيقة في الشمال”، وقال إنه “ستكون هناك حالات تخاطر إسرائيل حتى عتبة مواجهة أو حتى مواجهة من أجل إحباط الصواريخ الدقيقة مسبقا“.
شدد المحلل العسكري في صحيفة هآرتس عاموس هرئيل أيضا على أن “خلاصة أقوال كوخافي ليست متفائلة… وبدت أقواله حتمية في التقديرات أن الاحتكاك العسكري بين إسرائيل يتوقع أن يزداد العام القبل، وفي ظروف متطرفة يمكن أن يتدهور إلى حرب“.
ولفت هرئيل إلى أقوال كوخافي إن “الجيش الإسرائيلي رادع بحد ذاته، ولكن لأن إسرائيل ايضا تبث استعدادا لتفعيله، والغاية المركزية للجيش تحت قيادة كوخافي ستكون تطوير قدراته من أجل تحقيق نصر أكبر، وخلال فترة أقصر“.
بدوره أشار المحلل العسكري في موقع “واللا” الإلكتروني أمير بوحبوط إلى أنه “ليس صدفة أن كوخافي شرح من إثارة هلع، أنه في الحرب القادمة ستكون خسائر بشرية كثيرة في الجبهة الداخلية، وعلى ما يبدو أن الاستخبارات الإسرائيلية لا تنجح في كشف كافة عمليات تهريب الأسلحة، وتلك التي يتم كشفها، لا ينجح سلاح الجو (الإسرائيلي) بمهاجمتها دائما، ولذلك فإن التواضع مطلوب، على عكس تهديدات السياسيين الذين لا يساعدون في الردع وإنما يزرعونن الخوف لدى المواطنين“.
وفيما يتعلق بـ”تنسيق التوقعات” مع الجمهور الإسرائيلي، وأن إسرائيل ستتعرض في حرب قادمة لكميات كبيرة من الصواريخ وبشكل يومي، كتب هرئيل إن “هذا انفتاح جدير بالتقدير، لكن يرافقه هدف ثانوي: تمهيد الأرضية لمعارك الميزانية، المتوقعة إذا تشكلتن أخيرا، حكومة هنا بعد الانتخابات في آذار/مارس“.
وأضاف هرئيل أن “الخطوات التي يريد كوخافي دفعها قدما ستكلف عشرات مليارات الشواقل. ولذلك هو بحاجة إلى زيادة كبيرة في الميزانية. ورغم أن (رئيس الحكومة بنيامين) نتنياهو يرسل وعودا ضبابية لتحسين ميزانية الأمن، لكن وزارة المالية تعارض بشدة كما هو متوقع، ولا أحد بإمكانه القول ما إذا كان نتنياهو سيبقى أصلا في منصبه بعد الانتخابات، على فرض أنه يعتزم تنفيذ تعهداته للجيش”.