من الصحف البريطانية
تناولت الصحف البريطانية الصادرة اليوم عددا من القضايا العربية ومن بينها الاحتجاجات في لبنان والتنافس بين الولايات المتحدة وإيران على النفوذ في العراق، ولكننا نبدأ بقضية فنية، قد يبدو للوهلة الأولى أنها تبتعد عن الشأن السياسي، ولكنها وثيقة الصلة بالسياسة.
نشرت صحيفة ديلي تلغراف مقابلة أجراها تيم روبي مع النجم والممثل الشهير المخضرم روبرت دي نيرو بعنوان “ما قصة روبرت دي نيرو مع ترامب؟”. وفي مستهل المقال يتساءل الكاتب: هل من الممكن إجراء مقابلة مع روبرت دي نيرو دون أن يتحول النقاش للحديث عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والإعراب عن غضبه إزاءه؟
ويقول الكاتب إنه في الشهور الآخيرة حاول محاورون آخرون ألا ينجرف الحديث مع دي نيرو إلى الحديث عن ترامب، ولكنهم أخفقوا في ذلك، ومن بينهم المحاور ومقدم البرامج غراهام نورتون، حين حول دي نيرو دفة الحوار عن فيلم “العراب” للحديث عن “رئيسنا الغريب المنحرف” الذي يظن أنه رجل عصابات“.
ويضيف الكاتب أنه في مقابلة أخرى قال دي نيرو إنه “ينتظر بفارغ الصبر أن يُعزل ترامب بعد مساءلته”. وحين ذللك أضاف الممثل، البالغ من العمر 76 عاما، “لا أريده أن يموت. أريده أن يقبع في السجن“.
ويقول الكاتب إن دي نيرو ليس النجم الوحيد الذي أعرب عن انتقاده لترامب، ولكنه الأكثر حدة وشراسىة في انتقاده لترامب، وأكثرهم إساءة في التعبيرات التي يصف بها ترامب.
ويضيف روبي أنه حاول قدر الإمكان أن يبتعد الحديث في مقابلته عن ترامب، ولكنه أخفق تمام الإخفاق، حين ظن أنه يوشك على الانتهاء من أسئلته لدي نيرو، فاجأه الممثل المخضرم “أتمنى أن يتم عزله. سيدمر ذلك ما تبقى من سمعته، التي لم يبق منها الكثير. إنه فاشل كبير، والمضحك في الأمر أنه عادة ما يصف الآخرين بتلك الصفة“.
وننتقل إلى صحيفة الغارديان، وتقرير لمارين شولوف بعنوان “لبنان يتجه صوب الانهيار مع رفض الساسة الانصياع لمطالب المحتجين”. ويقول الكاتب إنه في منتصف ديسمبر/كانون الأول، بعد شهر ونصف من الاحتجاجات التي شلت لبنان ومثلت محاكمة جماهيرية ضد الساسة في البلاد، أثار قس لبناني الكثير من الجدل حين قال لرعايا كنيسته أن يخزنوا الطعام استعدادا للمجاعة.
وحذر القس وهو من بلدة صيدا جنوبي البلاد، من انهيار اقتصادي لم يشهده لبنان منذ الحرب الأهلية . ويقول الكاتب إن الاقتصاد اللبناني، الذي يصفه بأنه هش في أفضل حالاته، يتداعى بصورة تدعو للقلق، مما أدى إلى خفض قيمة العملة، وفرار الأموال، والحد من المبالغ التي يمكن سحبها من المصارف، وفي حال عدم حصول لبنان على حزمة إنقاذ اقتصادي أجنبية، فإنه سيخفق في دفع القسط المقبل من دينه الخارجي الضخم بحلول مارس/ أذار المقبل.
ويقول الكاتب إن مدى الدمار الاقتصادي الذي يشهده لبنان كان واضحا في الفترة السابقة لعيد الميلاد، حيث أغلق نحو 400 مطعم وخوت المجمعات التجارية من المتسوقين، بينما قال ت شركات عدة إنها شهدت انخفاضا أكثر من 80 في المئة في أنشطتها.
ويضيف أن المخاوف من هذا الانهيار هي التي دفعت اللبنانيين للخروج للتظاهر ضد الطبقة السياسية الحاكمة، ولكن الآن تحولت دفقة الزخم التي بدأت بها الاحتجاجات إلى شعور بالخوف من أن الصفوة الحاكمة في لبنان على استعداد لزج البلاد في أزمة أعمق لإنقاذ أنفسهم.