من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: ديفيد هيل يخسر مرشحه نواف سلام… وجنبلاط ينتقد خذلان الحريري… الذي حمل على “القوات” حسان دياب رئيساً مكلفاً بـ 69 صوتاً: الاختصاصيون أولوية… بانتظار المشاورات النيابية تيار المستقبل في الشارع يقطع الطرقات… والغالبية لاحتواء الضغوط ومرونة في الشروط
كتبت صحيفة “البناء” تقول: تجاوز لبنان قطوع الوقوع في ثلاثة أخطار بضربة واحدة ذكية الاختيار والتوقيت: الخطر الأول كان الفراغ بالخضوع لطلبات التأجيل المستمر للاستشارات النيابية، وهو ما كان يتقرحه رئيس الحكومة المستقيلة مستنداً إلى دعم ثنائي حركة أمل وحزب الله لعودته إلى رئاسة الحكومة، فكان لقرار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بحسم موعد الاستشارات يوم أمس قبل وصول معاون وزير الخارجية الأميركية ديفيد هيل، ورفضه منح فرصة أخرى بعد يوم الاستشارات، فشكّل القرار الحاسم عامل ضغط إيجابي على ثنائي أمل وحزب الله ومن خلالهما على الرئيس الحريري لحسم الخيارات خلال الأيام الفاصلة بين الإثنين والخميس، للخروج برئيس مكلف تشكيل الحكومة الجديد بديلاً عن تأجيل يستتبع تأجيلاً ويتمادى الفراغ ويتمدّد. أما الخطر الثاني فقد كان تسمية السفير السابق نواف سلام، الذي لم يعد خافياً أنه الاسم الذي أراد الأميركيون عبره تحقيق الحلقة الأهم في مشروعهم بتدويل الحدود البرية والبحرية والجوية للبنان، مقابل الوعود بالتمويل. وبعد التسمية التي انتهت بخسارة هيل لمرشحه، أوضحت خيبة النائب السابق وليد جنبلاط وحديثه عن خذلان الحليف المستقبلي لتسمية سلام، مقابل حديث الحريري عن أن المفاجأة القواتية دعته للعزوف عن الترشح، بحيث تحوّل ما بدا أنه انضباط لفريق 14 آذار، وتفكّك فريق الغالبية النيابية، إلى مشهد ظهرت خلاله قوى الغالبية النيابية عند الاستحقاقات المفصليّة موحّدة رغم هوامش خصوصياتها المتباينة، وبدت قوى 14 آذار متخبّطة ومفكّكة رغم ما كان يبدو تناغماً بين مكوّناتها. أما الخطر الثالث فكان وقوع الغالبية في تسمية أحد رموزها بصورة تفتح مواجهة سياسية واقتصادية داخلية وخارجية، يمكن أن تتحوّل إلى مواجهة طائفية سريعاً.
تفادت الغالبية الأخطار الثلاثة بذكاء التوقيت والخيار. التوقيت يعود لرئيس الجمهورية، والخيار لثنائي حركة أمل وحزب الله، خصوصاً لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، وبات للبنانيين رئيس حكومة مكلفٌ بـ 69 صوتاً من ضمنها ثلاثة أصوات للقوميين، أكد باسمهم رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان، الحرص على حماية السلم الأهلي وعلى تجاوز الطائفية، وإعطاء الأولوية للخروج من الفراغ، بينما شدّد الرئيس المكلف على كونه مستقلاً ومن الاختصاصيين، ومتفاعلاً مع صوت الحراك الشعبي وطلباته، معتبراً أن الاختصاصيين أولويته في تشكيل الحكومة، لكنه ينتظر نتائج المشاورات التي سيجريها مع الكتل النيابية غداً.
في الشارع خرجت أصوات من الساحات التي افتقدت إلى الحشود، تتحدث بلغة التشكيك بتسمية دياب وأخرى تدعو لمنحه فرصة، لكن جمهور تيار المستقبل سيطر على صورة الشارع عبر قطع الطرقات طلباً لتسمية الرئيس سعد الحريري. وقالت مصادر متابعة، إن الأيام الأولى هي مهلة للشارع والقوى السياسية لاستيعاب الذي جرى، لكن من مطلع الأسبوع سيكون وضع جديد يتقاسم خلاله الرئيس المكلف ورئيس حكومة تصريف الأعمال المهام لشهرين مقبلين لا بدّ أن يستغرقهما كحد أدنى تشكيل الحكومة ونيلها الثقة، يجب أن تحضر خلالهما بقوة حكومة تصريف الأعمال خدمياً وأمنياً ومالياً وتحفظ الاستقرار. أما على مستوى تشكيل الحكومة، فقالت المصادر إن قوى الغالبية تتصرّف بمنطق تأكيد استقلالية حكومة دياب واتساعها لأوسع مشاركة، وستكون المرونة في الشروط التي تضمن نجاح الرئيس المكلف باحتواء الضغوط هي عنوان ما تطلبه كتل الغالبية وتعمل وفقه. ولم تستبعد المصادر قبول حزب الله وحركة أمل بحكومة اختصاصيين خالصة، بعيداً عن وزراء دولة حزبيين.
ومع إعلان رئاسة الجمهورية رسمياً تكليف دياب لتأليف الحكومة الجديدة، بدأت عمليات قطع الطرقات الممنهجة في مختلف المناطق اللبنانية لا سيما في بيروت حيث خرجت مسيرات دراجات نارية في عدد من أحياء المدينة وأمام منزل دياب في تلة الخياط رفضاً لتكليفه، في ما يشبه تنفيذاً لأمر عمليات واضح بإشعال الشارع استمراراً لمسلسل الفوضى والفراغ؛ ما يثبت برأي مصادر مطلعة استخدام بعض الجهات الخارجية للشارع وللحراك لمصالح سياسية.
وقد دلت الشعارات التي أطلقها المحتجون ومناطق الاحتجاجات على أنهم جمهور تيار المستقبل، حيث اكدوا أنهم أتوا من الطريق الجديدة وقصقص وغيرها من المناطق المحسوبة على التيار، ما يفتح باب التساؤلات عن الجهة التي تحرّكهم: هل هي الحريري أم محيطه السياسي والأمني؟ أم جهات خارجية؟ وهل هناك محاولة لدفع الرئيس المكلف الجديد للاعتذار تحت ضغط الشارع؟ علماً أن الحريري وجّه رسالة إلى مناصريه عبر “تويتر” قائلاً: “أدعو جميع الأنصار والمحبّين الى رفض أي دعوة للنزول الى الشارع او قطع الطرقات. الهدوء والمسؤولية الوطنية أولويتنا والأزمة التي يواجهها لبنان خطيرة ولا تحتمل أي تلاعب بالاستقرار”. وعلماً أن دياب أكد أنه لن يعتذر عن تأليف الحكومة و”التأليف سيكون سريعاً بالنسبة الى الوقت الذي أخذته الحكومات السابقة”. وفي حديث للـ”او تي في” أعلن أنه لم يلتق أحداً من حزب الله وحركة أمل، وقال: “التقيت فقط الرئيسين عون والحريري الذي كان متجاوباً جداً وسأزور مفتي الجمهورية يوم غد”. كذلك تفهم دياب المحتجين على تسميته، معتبراً أنهم “أناس موجوعون ويعانون منذ سنوات وعقود، بالتالي المطلوب استيعاب هذا الوجع وتعبيرهم عن آرائهم”.
إلا أن اللافت هو تزامن تحريك الشارع مع إثارة رؤساء الحكومات السابقين وبعض فريق 14 آذار مسألة الميثاقية، رغم أن مصادر بعبدا توضح لـ”البناء” أن الميثاقية لن تؤخذ بعين الاعتبار في التكليف بل في التأليف، حيث يراعى تمثيل الطوائف والمذاهب بحسب الدستور والمناصفة بين المسيحيين والمسلمين ولا شيء في الدستور اسمه ميثاقية التكليف بل هي عملية ديموقراطية عبر الاستشارات النيابية وهنا سوابق على ذلك”.
كما تزامن تحريك الشارع مع وصول الدبلوماسي الاميركي ديفيد هيل الى بيروت، حيث يلتقي المسؤولين اللبنانيين اليوم، لا سيما رئيس المجلس النيابي نبيه بري، كما كان لافتاً وصف عدد كبير من وكالات الأنباء ووسائل الإعلام العالمية دياب بأنه “المرشح المدعوم من حزب الله”. ومن هذه الوسائل والوكالات: AP ورويترز وcnn والعديد من وسائل الإعلام الفرنسية، علماً أن دياب نفى ذلك، كما أكدت مصادر أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر لـ”البناء” على أن دياب ليس حكومة مواجهة بل سيسعى الى إشراك جميع الأطراف في الحكومة من ضمنها المستقبل والحراك الشعبي.
الأخبار: حسّان دياب: فرصة للإنقاذ أم وقت مستقطع؟
كتبت صحيفة “الأخبار” تقول: أحبِط خيار واشنطن وحلفائها بفرض رئيس جديد للحكومة ينفّذ انقلاباً على نتائج الانتخابات النيابية. وبمباركة الرئيس سعد الحريري، صار الوزير السابق حسان دياب رئيساً مكلفاً تأليف الحكومة. تحالف 8 آذار – التيار الوطني الحر اختار دياب الذي لم يضع الحريري أي فيتو عليه. على العكس من ذلك، فضّل رئيس تيار المستقبل عدم تسمية منافس لدياب، لكي لا يواجه شركاءه في الحكومة المستقيلة، ولا يحرجهم، خصوصاً الذين وقفوا إلى جانبه في ظل القرار الأميركي – السعودي بإبعاده عن رئاسة الحكومة. وأمام كتلة المستقبل، شدّد الحريري على نوابه بضرورة منح دياب فرصة لأن البلاد تمر بأزمة. لكنه، في الوقت عينه، اكّد لمقربين منه ان لن يشارك في الحكومة المقبلة، ولو كانت حكومة اختصاصيين. هذا الموقف يعني ان تأليف الحكومة لن يكون سهلاً، بل ربما لن تبصر النور، وأن رئيس الحكومة المستقيل ربما يتعامل مع تكليف دياب كـ”وقت مستقطع” قبل إعادة تسميته. فعدم مشاركة الحريري يعني ان الحكومة ستكون “من لون واحد”، وهو ما يرفضه حزب الله وحركة أمل، إضافة إلى الرئيس المكلف. ففريق 8 آذار يصر على التفاهم مع الحريري، لأن خلاف ذلك يعني مواجهة تعيد البلاد إلى ما قبل حكومة الرئيس تمام سلام، وتمنح الأميركيين فرصة بث المزيد من الفوضى في البلاد التي تشهد ازمة اقتصادية غير مسبوقة، وانتفاضة شعبية لا يبدو أنها ستهدأ قريباً. حكومة جديدة، بصرف النظر عن اسم رئيسها، هي فرصة لتخفيف سرعة الانهيار، وفي الوقت عينه، وصفة لزيادتها. فأي السبيلين سيُدفع إليه دياب؟
صار حسان دياب، بعد يوم واحد من تداول اسمه، رئيساً مكلفاً تأليف الحكومة. قبل مساء أول من أمس، لم يكن أحد قد سمع باسمه في أي من المداولات التي كانت تجرى. لكن مساء أمس، التقى رئيس الجمهورية الذي أبلغه نتيجة الاستشارات النيابية الملزمة، التي أسفرت عن تسميته رئيساً مكلفاً تأليف الحكومة من قبل 69 نائباً، مقابل 13 نائباً سمّوا نواف سلام ونائب سمى حليمة قعقور، فيما لم يسمّ 42 نائباً أحداً.
انطوت مرحلة التكليف، بعد 50 يوماً من التجاذبات، التي كان سعد الحريري بطلها، منذ أن أطلق عبارته الشهيرة “ليس أنا بل أحد غيري”، مروراً بحرقه كل اسم غيره، وصولاً إلى عودته إلى ترشيح نفسه من بوابة دار الفتوى، قبل أن يضطر إلى الانسحاب نتيجة “خيانة” تعرّض لها من قبل “القوات”.
يوم الاثنين الماضي، كان واضحاً أن الحريري سيترأس الحكومة، لكن بريد القوات حرمه من العودة. الرسالة الأميركية الواضحة تلقفها الحريري. انسحب من السباق من دون أن يذهب للمواجهة مع حزب الله. هو يعرف أن تسميته نواف سلام، بالرغم من أنه كان أول من طرح اسمه بعيد استقالته، هو مشروع مواجهة مع حزب الله. أو على الأقل، هو إحراج لحزب الله وحركة أمل اللذين كانا يطالبان الحريري بتسمية مرشح ليقبلا به رئيساً للحكومة. ولذلك ذهب رئيس “المستقبل” إلى أنصاف الحلول، هو الذي بالرغم من اختلافه مع الحزب، فضّل ربط النزاع معه.
عدم تسمية الحريري لأحد ليست سوى موافقة على تسمية دياب. وهو بذلك لم يضع موقعه بوصفه الأكثر تمثيلاً في الطائفة السنية في مواجهة مع الرئيس المكلّف، بل العكس، تفيد المعلومات بأن الحريري لمّح أول من أمس إلى أنه ربما سيسمّي دياب. وفي الجلسة التي عقدها لكتلة “المستقبل” أمس، قال الحريري للحاضرين: “سنعطي الحكومة الجديدة فرصة. وفي أول 100 يوم، لن ننتقدها. البلد بحاجة إلى إنقاذ، ولا نريد أن نظهر كمعطّلين”. وهو وإن لم يسمّ دياب، إلا أنه لم يسمّ غيره، فأعطاه بذلك غطاءً طائفياً، علماً بأن هذا الغطاء قد ينحسر، تبعاً لما سيظهر من زيارة نائب وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية، ديفيد هيل، اليوم.
في المقابل، ذهب محور التيار الوطني الحر ــــ حزب الله ــــ أمل إلى ملاقاة الحريري في وسط الطريق، من خلال عدم تسمية شخصية مستفزة أو شخصية طامحة لزعامة سنية، علماً بأن هذا المحور كان أمام خيارين، بعد انسحاب الحريري، إما عدم تسمية أحد في الاستشارات، ما يؤدي إلى حصول سلام على الأغلبية، وإما تسمية شخصية تقطع الطريق على سلام، “مرشح الأميركيين”. ولمّا كان حزب الله رافضاً منذ البداية لحكومة اللون الواحد، وبالتالي رافضاً لتسمية شخصية تشكّل تحدياً للشارع السني وللحريري، كان الخيار بدعم شخصية مستقلة وتكنوقراط، وهكذا كان… بمباركة حريرية، علماً بأن دياب أوضح لــ”أو تي في” أنه لم يلتق أحداً قبل التكليف سوى رئيس الجمهورية.
ما حصل استفز النائب السابق وليد جنبلاط، الذي اعتبر أن “اختيار قوى 8 آذار مرشحها ليس بغريب، فهم على الأقل لديهم مشروع. لكن أن تخذل قوى المستقبل المتسترة بالتكنوقراطية وكأنهم خريجو Silicon Valley أن تخذل نواف سلام خوفاً من التغيير، فهذا يدلّ على عقمها وإفلاسها. كنا أقلية وسنبقى وكم الأمر أريح”. وفيما لا يزال غير واضح سبب عدم تلطي جنبلاط خلف موقف الحريري، كما فعل يوم عاد عن قرار الاستقالة من الحكومة، وإصراره على خوض المواجهة بالرغم من أن انعدام حظوظ سلام، أخذت القوات هذا الدور. واكتفت بعدم تسمية أحد، بالرغم من أن سلام كان خيارها. مصادر مطلعة على موقف جنبلاط ذكّرت بالعلاقة الشخصية التي تربطه بسلام، فضلاً عن أن الحريري وعده بمنح أصوات كتلته لسلام. أما القوات، فتقول المصادر إنها كانت تعلم أن خيار سلام سقط، وبالتالي، لم تُرد معراب تثبيت تهمة “الخيار الأميركي” عليها وعلى سلام.
بالنتيجة، انتهت مرحلة التكليف التي استمرت 50 يوماً، وبدأت مرحلة التأليف، التي تواجهها مجموعة كبيرة من المطبات، أبرزها الضغوط الخارجية، التي يبدو أن مؤشراتها بدأت تظهر سريعاً. فالإعلام الأميركي كما الأوروبي لم يتأخر في اعتبار دياب مرشح حزب الله الذي كُلّف تأليف الحكومة. في المقابل، كرر دياب الإشارة إلى استقلاليته وتوجهه لتأليف حكومة من الاختصاصيين. كذلك أعلن أنه لن يعتذر، وسيؤلّف الحكومة سريعاً بالمقارنة مع الوقت الذي أخذته الحكومات السابقة.
لكن ما لم يكن واضحاً أمس هو تحرك مناصري المستقبل لقطع الطرقات، ولا سيما طريق الجنوب، اعتراضاً على تكليف دياب، بالرغم من أن الحريري نفسه لم يعارض تكليفه، وبالرغم من أن حزب الله وأمل تمسّكا برئيس المستقبل حتى اللحظات الأخيرة، فيما القوات، حليفته، هي التي تخلّت عنه. وأكدت مصادر الحريري أنه بذل جهوداً كبيرة أمس لمنع الاستمرار بقطع الطرقات، بعدما أوعز إلى الجيش وقوى الأمن الداخلي بفضّ الاعتصام الذي نظّمه أنصار “المستقبل” قرب منزل دياب في تلة الخياط. كذلك فعل حزب الله، إذ اتخذ إجراءات مشددة في الضاحية، إلى جانب إجراءات أمنية اتخذها الجيش، لتفادي حصول ردات فعل على مؤيدي المستقبل الذين وجّه بعضهم إساءات إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والرئيس نبيه بري.
وقال دياب بعد انتهاء الاستشارات إنه سيعمل بالاتفاق مع رئيس الجمهورية، واستناداً إلى الدستور، لتأليف حكومة “تكون بمستوى تطلعات اللبنانيين. تُلامس هواجسهم، وتحقّق مطالبهم، وتطمئنهم إلى مستقبلهم، وتنقل البلد من حالة عدم التوازن التي يمر بها، إلى مرحلة الاستقرار، عبر خطة إصلاحية واقعية لا تبقى حبراً على ورق، وإنما تأخذ طريقها إلى التنفيذ سريعاً”.
وفيما أوضح أنه توافق مع الرئيس نبيه بري على عقد الاستشارات النيابية يوم غد (حددت دوائر المجلس توقيت الاستشارات لكل الكتل)، أعلن أنه سيتوسع في المشاورات لتشمل القوى والأحزاب السياسية، وأيضاً الحراك الشعبي. وتابع: “نحن نواجه أزمة وطنية لا تسمح بترف المعارك السياسية والشخصية، وإنما تحتاج إلى وحدة وطنية تحصّن البلد وتعطي دفعاً لعملية الإنقاذ”.
وتوجه الى الناس المنتفضين منذ 17 تشرين الأول بالقول: “استمعت إلى أصواتكم التي تعبّر عن وجع مزمن، وغضب من الحالة التي وصلنا إليها، وخصوصاً من استفحال الفساد. وكنت أشعر بأن انتفاضتكم تمثّلني كما تمثّل كل الذين يرغبون بقيام دولة حقيقية في لبنان، دولة العدالة والقانون الذي يطبق على الجميع. هذه الأصوات يجب أن تبقى جرس إنذار بأن اللبنانيين لن يسمحوا بعد اليوم بالعودة إلى ما قبل 17 تشرين الأول”.
النهار: الخطة “ب”: تكليف و”قمع” الانتفاضة
كتبت صحيفة “النهار” تقول: يبدو ان العهد انتقل الى الخطة “ب”، الى المواجهة. كل المؤشرات تشي بذلك. حكومة مواجهة تستبعد ما كان يعرف بفريق 14 اذار بعد اعتكاف الرئيس سعد الحريري عن ترؤس حكومة مسبقة الشروط والتركيبة ، وذهاب “تيار المستقبل” والحزب التقدمي الاشتراكي و”القوات اللبنانية” والكتائب اللبنانية كل في طريق مختلف عن الاخر، لتتحقق ارادة الوزير جبران باسيل بأن اصرار الحريري على اخراجه من الحكومة، لن يمر من دون اخراج الاخير من السرايا الحكومية. لذا كان الحصار الذي استمد دعماً خارجياً من خلال تواصل الوزير باسيل مع دولة قطر في محاولة لتوفير غطاء لمرشح بديل يحظى بالدعم المالي ايضا لانطلاق حكومته، وجرى بحث في اسم النائب فؤاد مخزومي، الذي جبه برفض “حزب الله” له.
واذا كان الخيار وقع أخيراً على اسم الوزير السابق حسان دياب، فان الاخير وضع في خانة “حزب الله” مباشرة بما يوحي ان البلاد ذاهبة الى حكومة مواجهة، خصوصاً ان الحزب الذي يمتنع غالباً عن تسمية رئيس للوزراء خلال الاستشارات، سمى دياب بما بدا دعما كاملا له. وأكد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد التعاون “بشكل كامل معه”. وهوما أشارت اليه مؤسسات اعلام عالمية منها “وكالة الصحافة الفرنسية” ومحطة “سي ان ان” ، اما صحيفة “الفيغارو” الفرنسية فاوردت ان لبنان سمى رئيساً مدعوماً من “حزب الله”. والى هذا التوصيف، ضعف الغطاء السني الذي لم يتوافر له الا من نواب “اللقاء التشاوري” السني الذي يدور في فلك الحزب، اضافة الى النائب قاسم هاشم من كتلة “التنمية والتحرير” لتسقط مقولة “الميثاقية” التي كان أطراف عدة أصروّا عليها في الاسابيع الاخيرة قبل ان يسقطوها من حساباتهم. كما بدا لافتا ان الرئيس نجيب ميقاتي الذي ادخل دياب الى الحلبة الحكومية عام 2011، لم يسمه امس كما سافر بعد الاستشارات ما يعني عدم استقباله الرئيس المكلف وفق التقليد القاضي بان يجول المكلف على من سبقه في الموقع.
وقد أكد الرئيس المكلف، الذي استقبل بتظاهرات حاصرت منزله وبقرع على الطناجر من اهالي الحي، عدم مضيه بـ”حكومة مواجهة”، وصرح بعد تكليفه: “سوف أعمل جاهدا لتشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن، من خلال التشاور مع رؤساء الحكومات السابقين الذين سأستفيد من آرائهم ونصائحهم ومع الكتل النيابية وسائر النواب. سأتوسع في المشاورات التي سأجريها لتشمل القوى والأحزاب السياسية، وأيضا الحراك الشعبي. سأستمع لكل الآراء لكي ننطلق بحكومة فاعلة تستند إلى إرادة شعبية”.
الديار: أعنف إنذار فرنسي ضد الطبقة السياسية اللبنانية : مجموعة فاسدين وسارقين إعطاء مهلة وإذا حصلت ثورة شعبية فممنوع قمعها والرد الفرنسي والاوروبي عنيف الخارجية الأميركية تنذر لبنان في حال عدم الإصلاح بعقوبات شديدة جدا
كتبت صحيفة “الديار” تقول: بلهجة غير دبلوماسية وجه وزير خارجية فرنسا بيانا هو انذار للطبقة السياسية اللبنانية الحاكمة وغير الحاكمة اتهمتهم بالفاسدين والسارقين والذين نهبوا الأموال من ضرائب الشعب الفرنسي وأموال الشعب اللبناني.
وأبلغهم ما لم تجر الإصلاحات بسرعة وانه في حال حصلت ثورة شعبية ثانية وقامت السلطة بقمعها فإن فرنسا مع 54 دولة اوروبية و89 شركة دولية وعالمية ستقاطع لبنان وسيتم فرض حظر على مطار بيروت ومرفأ بيروت وسيتم فرض عقوبات على لبنان حتى تسقط الطبقة السياسية اللبنانية الفاسدة الحاكمة وغير الحاكمة ومجموعة الفاسدين.
وعند الساعة العاشرة الا ربع صدر بيان عن وزارة الخارجية الأميركية مثل البيان الفرنسي والاوروبي و89 شركة عالمية ودولية تعلن فيه واشنطن بإصلاح سريع لاقتصاده ومنع السرقة والفساد وتنظيم المؤسسات ومنع استغلال السلطة للسرقة من قبل الطبقة السياسية الحاكمة وغير الحاكمة فإن الولايات المتحدة الأميركية ستتخذ إجراءات ضد لبنان وبالتحديد ضد الطبقة السياسية الحاكمة وغير حاكمة وفرض عقوبات قاسية جداً ستؤدي لاسقاط الحكم الحالي والسابق واسمتهم مجموعة فاسدين وسارقين نهبوا أموال الشعب اللبناني وتغيير الطبقة السياسية الحاكمة وغير الحاكمة وربما جلب الذين سرقوا أموال الشعب اللبناني لمحكمة دولية لاستعادة أموال الشعب اللبناني.
اللواء: رسائل مُنهِكة إيرانية أميركية.. وبيروت تنتفض على حكومة اللون الواحد! دياب يبدأ مهمّة معقّدة في متاهات الإنهيار.. والحريري يعترف بالفشل ويدعو للإستماع إلى كلمة الثورة
كتبت صحيفة “اللواء” تقول: لم يوقف تكليف الوزير السابق حسان دياب رئيساً لتشكيل حكومة جديدة حركة الاحتجاجات في الشارع، أو الساحات الممتدة من تلة الخياط حيث منزل الرئيس المكلف إلى وسط بيروت، حيث نقل الصليب الأحمر إصابة من جرّاء التدافع وأخرى من دوار السلام وسط بيروت، واصابتين من البالما في طرابلس في وقت اندلعت فيه الحرائق في شوارع فردان – الحمراء، قصقص، كورنيش المزرعة، ومنطقة الكولا، امتداداً إلى خلدة – الناعمة الجية، وبالاتجاهين، لكن الأمر لم يستمر، وأعيد فتح الطرقات، في لعبة “كر وفر” مرهقة للشارع والقوى الأمنية على حدّ سواء.
وفي السياق، لم يترك كلام الرئيس المكلف صدى طيباً لدى الشارع، أو حتى القيادات السنية الروحية والزمنية، ورؤساء الحكومات الذين يعتزم القيام بجولة تقليدية عليهم، إن لجهة إعلان استقلاليته، واعتبار ان الانتفاضة تمثله، أو رفض العودة إلى ما قبل 17 ت1، أو اصراره على ان تكون الحكومة التي سيشكلها حكومة مواجهة..
الجمهورية: إنتهى التكليف والعبرة في التأليف.. والرئيس المكــلّف في مواجهة “الألغام”
كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: أكثرية 69 صوتاً كلّف الوزير السابق حسان دياب تأليف الحكومة الجديدة، في ظل تساؤلات كثيرة عمّا إذا كان سينجح في هذه المهمة بعدما بدأت أصوات ترتفع مشكّكة بـ”ميثاقية” هذا التكليف، وفي ظل تساؤلات عمّا عدا ممّا بَدا حتى حصل التكليف بهذا الهدوء والسلاسة على رغم اعتراض المعترضين، وهل أنّ شيئاً ما في الأفق الاقليمي والدولي قد تبدّل لمصلحة الإستحقاق الحكومي في لبنان الذي يبدأ إنجازه قبل ساعات من وصول الموفد الاميركي ديفيد هيل الى بيروت مساء أمس في مهمة متنوعة الملفات، ومن بينها الملف الحكومي والتطورات التي يشهدها.
كما كان تكليف دياب تشكيل الحكومة الجديدة، متوقعاً، كذلك كانت ردود الفعل الاعتراضية عليه، سواء من جهة الحراك الشعبي، الذي وجدت فيه بعض مكوناته عنصراً استفزازياً له، ولا يلبّي ما طالب به، او من جهة مناصري تيار “المستقبل” الذين عبّروا عن تمسّكهم بالرئيس سعد الحريري، بتحركات شاركت فيها مكونات أخرى من الحراك، في طرابلس والبقاع وتمّ إقفال طرق خصوصاً في بيروت، بالتزامن مع تجمّع محتجّين أمام منزل الرئيس المكلف في تلة الخياط.
واذا كان تكليف دياب، يشكّل في نظر القوى السياسية التي سَمّته في الاستشارات الملزمة، جسر العبور الى حل الازمة القائمة، سواء في شقها الاقتصادي والمالي، او في شقها المتصل بمراعاة مطالب الحراك الشعبي المستمر منذ 17 تشرين الاول الماضي، فإنّ ما شاب هذا التكليف من ثغرات أفقدته من جهة التغطية السنية المحصّنة له مذهبياً وسياسياً، ومن جهة ثانية، المظلّة السياسية الواسعة التي لم تتوافر في ظل الانقسام السياسي الواضح حول اسم الرئيس المكلف، بحيث بَدا تكليفه وكأنه تكليف من لون سياسي واحد، يذهب تلقائياً نحو تشكيل حكومة من وَحيه، وتكمّله، اي حكومة لون واحد.