من الصحف الاميركية
لفتت الصحف الاميركية الصادرة اليوم الى ان مجلس النواب الأميركي اقر فجر اليوم الخميس في تصويت تاريخي إحالة الرئيس دونالد ترامب لمحاكمة برلمانية في مجلس الشيوخ بغية عزله بتهمتي إساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونغرس، وفي حين عبر ترامب عن سخطه من القرار، وصف الديمقراطيون الإجراءات ضده بأنها عادلة وتشكل انتصارا للدستور.
وبعد جلسة استغرقت نحو ست ساعات، صوت مجلس النواب مساء أمس بتوقيت واشنطن لصالح لائحة الاتهام الموجهة للرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، التي أقرتها مؤخرا اللجنة القضائية بالمجلس الذي يسيطر عليها الديمقراطيون.
وأيد المجلس بأغلبية 230 صوتا مقابل 197 وامتناع نائب واحد عن التصويت توجيه تهمة استغلال السلطة للرئيس الجمهوري الحالي، وبعدها بدقائق صوت النواب بأغلبية 229 صوتا مقابل 198 لصالح تهمة ثانية هي عرقلة عمل الكونغرس.
وبعد التصويت في مجلس النواب ستحال المحاكمة على مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون، وهو ما يجعل احتمال عزل الرئيس ترامب شبه مستحيل، حيث إن ذلك يتطلب تأييد ثلثي أعضاء المجلس.
وانطلقت إجراءات المحاكمة البرلمانية قبل أسابيع على خلفية اتهامات لترامب بالسعي للإضرار بالمرشح الديمقراطي المحتمل لانتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة جو بايدن من خلال الضغط على أوكرانيا كي تفتح تحقيقا ضد نجل بايدن الذي عمل في شركة نفط أوكرانية.
تناولت مجلة ناشيونال إنترست تحذير وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إيران والمجموعات الموالية لها في العراق من رد حاسم، وذلك على خلفية عمليات استهداف قواعد عسكرية تستضيف قوات أميركية في العراق، آخرها هجوم صاروخي قرب مطار بغداد، وقالت إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ثارت ثائرتها إثر هذا الهجوم.
وكتبت المجلة في تقرير لمراسلها لشؤون الأمن القومي ماثيو بيتي أن رد الإدارة الأميركية على ذلك الهجوم يظل موضع شك نظرا لقيود السلطة القانونية الممنوحة لها.
وتوجه إدارة ترامب أصابع الاتهام إلى فصائل مسلحة مدعومة من إيران عقب سقوط وابل من الصواريخ بالقرب من مطار بغداد الدولي هذا الأسبوع، مما أدى إلى إصابة خمسة جنود عراقيين بجروح.
وحذر بومبيو الجمعة الماضي إيران من أن الولايات المتحدة سترد “بشكل حاسم إذا أضرت هي أو وكلاؤها بالأميركيين أو حلفاء أميركا أو المصالح الأميركية“.
وفسّرت المجلة تحذير بومبيو على أنه يعني ضمنا أن الولايات المتحدة قد تخوض حربا على ما يبدو ضد إيران “دفاعا عن سيادة العراق واستقراره“.
وقالت المجلة إن تصريحات بومبيو أثارت الاستهجان بشأن صلاحيات إدارة ترامب لإعلان حالة الحرب، وأعادت فتح أسئلة ظل الكونغرس يسعى جاهدا طيلة أشهر مضت لحلها.
ونقلت عن السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي القول إن الأغلبية الحزبية في غرفتي الكونغرس -وهما مجلس النواب ومجلس الشيوخ- أوضحت بما لا يدع مجالا للشك أن ترامب لا يستطيع خوض حرب مع إيران “دون موافقتنا“.
ووصف ميرفي حملة “الضغوط القصوى” التي تمارسها الإدارة على إيران بأنها “كارثة حقيقية”، وأن “إيران أبعد ما تكون عن الجلوس إلى طاولة المفاوضات”، ما يعني “أننا نقترب من الحرب أكثر من أي وقت مضى“.
ويبدو من غير الواضح بشكل كامل ما إذا كانت إدارة ترامب تستطيع من الناحية القانونية إصدار أمر للقوات الأميركية بالرد على هجوم من شاكلة ذلك الذي شنته فصائل مسلحة موالية لإيران الأسبوع المنصرم، والذي أسفر عن إصابة جنود عراقيين.
وقد حاول الكونغرس عدم إتاحة مجال لإدارة ترامب لشن حرب ضد إيران. ونجح عضوا مجلس النواب الديمقراطي روهيت خانا والجمهوري مات غيتز في يوليو/تموز الماضي من تمرير تعديل على موازنة 2020 العسكرية للحيلولة دون دخول الرئيس الأميركي في حرب مع إيران.