التقرير الدوري لمراكز الابحاث الاميركية13/12/2019
نشرة دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
13كانون الأول/ ديسمبر 2019
المقدمة
انشغل المشهد السياسي الأميركي برمته في مجريات التحقيقات داخل اللجنة القضائية في مجلس النواب، في سياق تقديم تهم للرئيس ترامب تحيله إلى المحاكمة الرسمية داخل مجلس الشيوخ ومن ثم ربما صدور قرار بعزله.
يستعرض قسم التحليل حيثيات ذلك المشهد، وخيارات الحزبين المتاحة والممكنة، وترجيح مخرج يتفق عليه الطرفان يحفظ ماء وجه المدعي، الحزب الديموقراطي، بأنه عازم على التصدي للرئيس ترامب؛ والحزب الجمهوري الذي سيكون بوسعه الظهور بمكانة المدافع عن المؤسسة الرئاسية وعدم تعريض الرئيس الجمهوري لقرار عزل لا زالت البلاد تعاني من تبعاته حين اتخاذه عام 1974 ضد الرئيس ريتشارد نيكسون.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
حروب أميركا
سخرت مؤسسة هاريتاج من خصوم الرئيس الأميركي لترويجهم مصطلح “لا للحروب اللامتناهية،” مؤكدة أن سياسة البيت الأبيض الراهنة تسير بعكس تلك المقولة التي نفذها الرؤساء السابقين (في إشارة مبطنة للرئيس اوباما)، وما يميز الرئيس ترامب، حسب تفسير المؤسسة، هو “براعته في تطابق الانتشار الأميركي على مستوى العالم بما يؤمن المصالح القومية الأميركية.” وأوضحت أن خصوم ترامب يسنون رماح انتقاداتهم ضد سياسته المتبعة حيال سوريا “لكنها ببساطة ليست حربنا نحن .. ولن نكون طرفاً في الأزمة، كما أننا لم نتخلى عن مسؤولياتنا” هناك.
https://www.heritage.org/defense/commentary/be-thankful-america-not-fighting-endless-wars
روسيا
أعرب المجلس الأميركي للسياسة الخارجية عن قلقه من عودة روسيا للشرق الأوسط وترفعها لمرتبة “دولة يصعب الاستغناء عنها .. باعتمادها سلسلة خطوات استراتيجية بدهاء.” وأوضح أن الرئيس الروسي بوتين “استغل جملة فرص جيوسياسية جديدة وغير متوقعة في الإقليم لتعزيز حضور بلاده بشكل كبير هناك.” وأردف بأن قرار الرئيس الأميركي “المفاجيء للانسحاب من سوريا كان نعمة للكرملين والدخول على خط الوسيط بين الحكومة السورية والكرد .. وتحسين سمعة روسيا كشريك استراتيجي يمكن الاعتماد عليه؛ فضلاً عن انفتاحها على تركيا وترسيخ تفاهمات ثنائية أبعدت الولايات المتحدة عن المشهد الاستراتيجي في الاقليم.”
https://www.afpc.org/publications/articles/moscows-middle-east-balancing-act
في السياق عينه، خشية أميركا لعودة روسيا، حث معهد واشنطن صناع القرار على التصدي لتمدد موسكو لا سيما “في ليبيا .. التي لم تحظ قط بالاهتمام الأميركي الذي تستحقه سواء من قبل إدارة ترامب أو إدارة اوباما قبلها.” وحذر أيضاً من أن مجرد “السماح بتدخل روسيا في ليبيا لتقويضها استراتيجية الأمن القومي الأميركي؛ التي تستند في عهد ترامب إلى التنافس بين القوى العظمى ومواجهة النفوذ الروسي والصيني.” وفي الشق السياسي، ناشد المعهد الإدارة الأميركية “دعم مؤتمر برلين الذي يهدف إلى توحيد الدعم الدولي لوقف إطلاق النار وإعادة عقد حوار سياسي ليبي. ويجب على الولايات المتحدة أن تعتمد بشدة على شركائها في أبوظبي والقاهرة وأنقرة.”
ايران
تناولت مؤسسة هاريتاج الاحتجاجات الشعبية في ايران “وتمددها تدريجيا إلى العراق ولبنان” بزعمها أن الزخم الجماهيري كان تعبيراً عن “رفض تعاظم النفوذ الايراني” في البلدين. وأوضحت أن الاحتجاجات في ايران انطلقت بعد رفع اسعار الوقود “وتخفيض الدعم الرسمي للمحروقات نتيجة العقوبات الأميركية القاسية.” وخلص بالقول أن القيادة الايرانية اختارت “مسار المواجهة مع الولايات المتحدة، وتهديد جيرانها وسخاء الدعم لوكلائها الارهابيين؛ عوضاً عن السعي لرفع العقوبات عبر الانخراط ديبلوماسيا وتقديم التنازلات.”
سلط مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الضوء على الترسانة الصاروخية لإيران “ونشرها في الاقليم تطبيقا لاستراتيجيتها بتسليح وكلائها بالصواريخ للتحرش وصرف الانظار وردع خصومها الاقليميين، وتمددت لتشمل طرفاً ثالثاً – قوات الحشد الشعبي في العراق.” واستدرك بالقول أنه “لا يجوز اعتبار كامل هيكل الحشد بأنه وكيل لإيران،” نظرا لتعدد مكوناته وولاءاتها التي “تضم أكثر من 50 مجموعة من الميليشيا، بعضها يعد حليفاً لطهران.”
https://www.csis.org/analysis/iranian-missiles-iraq
زعم المركز الأمني لأميركا الجديدة أن ايران هاجمت “ناقلات النفط (ومرافقه السعودية) في محيط مضيق هرمز رداً على تصاعد حدة التوتر مع الولايات المتحدة رمت لإرسال رسالة للولايات المتحدة ودول الخليج والمنظومة الدولية بأن استراتيجية خنق ايران اقتصاديا لن تكون بدون ثمن.” وأضاف أنه ينبغي النظر بجدية عالية لجهود ايران ومفاعيلها التي ستنجم عن أي مواجهة عسكرية “بين طهران وواشنطن وتداعياتها على اسعار النفط العالمية.”
https://www.cnas.org/publications/reports/in-dire-straits