من الصحف الاسرائيلية
أظهر استطلاعان نُشرا في الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم أنه في حال خاض حزب الليكود الانتخابات الثالثة للكنيست، التي ستجري في الثاني من آذار/مارس المقبل، بقيادة عضو الكنيست غدعون ساعر، سيكون تمثيله في الكنيست أكبر من لو خاض هذا الحزب الانتخابات برئاسة زعيمه الحالي ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، كما أشار استطلاع إلى زيادة تمثيل القائمة المشتركة، فيما توقع استطلاع آخر تراجعه.
ووفقا لاستطلاع نشرته صحيفة “يسرائيل هيوم”، فإن 59% أكدوا أنهم سيشاركون في التصويت في الانتخابات الثالثة للكنيست، ورجح 23% أن ثمة احتمالا كبيرا أن يشاركوا في التصويت.
وسيحصل الليكود بقيادة نتنياهو على 31 مقعدا، فيما سيرتفع تمثيل “كاحول لافان”، برئاسة بيني غانتس، إلى 37 مقعدا. وستحصل القائمة المشتركة على 14 مقعدا. كذلك سيحصل تحالف “العمل – غيشر” على 6 مقاعد، و”المعسكر الديمقراطي” على 4 مقاعد. ويرتفع تمثيل معسكر “كاحول لافان” إلى 47 مقعدا.
مع ذهاب إسرائيل إلى انتخابات ثالثة للكنيست خلال 11 شهرا وإقرار الكنيست لموعدها في الثاني من آذار/مارس المقبل، يسود اعتقاد لدى قسم من السياسيين والمحللين، أن الأزمة السياسية قد تستمر بعد الانتخابات المقبلة، ولذلك ستتبعها جولة انتخابات أخرى، رابعة. لكن سيناريو كهذا سيكون محتملا، فقط في حال بقاء زعيم حزب الليكود ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في الحلبة السياسية.
ووصف المحلل السياسي في صحيفة “اسرائيل اليوم”، ماتي توخفيلد، التوجه إلى انتخابات ثالثة بأنه “واقع يفوق الخيال”، وأن هذا الواقع “يعكس أزمة ثقة بين المنتخبين والشعب بمستويات يصعب ترميمها”. ورأى بفشل المؤسسة السياسية تشكيل حكومة، في أعقاب جولتي الانتخابات السابقتين، أنها “ليست أقل من مؤشرات انهيار. دولة معطلة ومستعبدة لطريقة (حكم) معطوبة ولا يوجد أحد بإمكانه تغييرها“.
وتطرق توخفيلد إلى تصريحات الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، ورئيس حزب “يسرائيل بيتينو”، أفيغدور ليبرمان، بأن “الفجوات الأيديولوجية بين الليكود وكاحول لافان تبدو هامشية”، لكن “الحقيقة معقدة أكثر”، زاعما أن “بيني غانتس هو زعيم معسكر اليسار. وبينيامين نتنياهو يقود معسكر اليمين. وشركاء غانتس الطبيعيين هم حزب العمل وميرتس، بينما شركاء نتنياهو هم البيت اليهودي، اليمين الجديد والكتل الحريدية. غانتس يؤمن بالدولتين للشعبين واستئناف العملية السياسية (مع الفلسطينيين)، ونتنياهو لا”. لكن غانتس وشركاءه في “كاحول لافان” لم يعلنوا أبدا أنهم يؤيدون حل الدولتين، وإنما عبر غانتس عن تأييده لضم غور الأردن لإسرائيل.
وتوقع توخفيلد ألا يكون الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي على أجندة الحملة الانتخابية الحالية، وأنه “بمساعدة وسائل الإعلام، ستكون التحقيقات والاتهامات والحصانة (لنتنياهو) ستكون في مركزها، مرة أخرى. والأمر الأكثر إشكالية ليست الحملة التي قبل الانتخابات وإنما النتائج التي ستظهر بعدها“.
وتابع أنه “بموجب جميع المؤشرات، نتائج الانتخابات المقبلة لن تجلب معها أية بشرى، والاحتمال الأكبر أن يستمر وضع عدم الحسم. وانطلقت انتخابات 2020، لكن إذا لم يأتي التغيير الدراماتيكي، فربما سنجد أنفسنا في الموعد الثاني من انتخابات العام 2020“.
شكك المحلل السياسي في القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية، أمنون أبراموفيتش، بجدوى الاتهامات المتبادلة بين السياسيين حول التسبب بالذهاب إلى انتخابات ثالثة، مشددا على أن ذلك “لن يكون له تعبير دراماتيكي ليحسم نتائج الانتخابات، وأكاد أكون متأكدا من أن الجولة الثالثة ستقلل مستوى الثقة المتدنية أصلا بالمؤسسة السياسية، بطريقة الحكم، بالديمقراطية الإسرائيلية“.
وأشار أبراموفيتش إلى أن “هذه ستكون المرة الأولى التي فيها رئيس حزب كبير، الحزب الحاكم في العقد الأخير وخلال معظم السنين منذ العام 1977، سيكون متهما بجنائيات، وليس واضحا كيف سينعكس ذلك في النتيجة النهائية”، لكن “مهما كانت نتيجة الانتخابات المقبلة، ليتني أكون متأكدا من أننا لن نذهب في تموز/يوليو المقبل إلى جولة رابعة“.
وأكدت محللة الشؤون الحزبية في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، سيما كدمون، على “مشاعر الاشمئزاز وانعدام الثقة لدى الجمهور بمنتخبيه، والغضب والاحتقار التي يشعر بها تجاه أعضاء الكنيست، الذين مثل قطيع حملان صامتة ومنصاعة، وخلافا لمصلحتهم ومصلحة ناخبيهم، وضعوا بالأمس رأسهم تحت سكين الذبح“.
ولفتت إلى أنه لو جرى التصويت على حل الكنيست، أمس، بصورة سرية، لاعترض 119 عضو كنيست على حله، “وفقط شخص واحد، بنيامين نتنياهو، أراد هذه الانتخابات، انطلاقا من مصلحة شخصية مرفوضة وبخلاف كامل لمصلحة الدولة. ثلاث معارك انتخابية لخدمة هدف واحد لشخص واحد: تشكيل ائتلاف لحصانة تسمح بتهرب رئيس حكومة متهم بجنائيات من المحاكمة“.