الصحافة البريطانية

من الصحف البريطانية

رغم تركيزها على الانتخابات العامة المرتقبة في بريطانيا، شُغلت صحف بريطانيا الرئيسية بمصير مشروع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان “الإصلاحي”، وبشروط نادي ليفربول لإرسال فريقه للمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية في قطر، ثم برأي مثير لشخصية رياضية وروائية مرموقة في شخصة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

تتوقع صحيفة فايننشال تايمز أن يواجه “المشروع الإصلاحي” للأمير محمد بن سلمان مزيدا من التدقيق، خاصة بعد أن “عانت شركة أرامكو في كسب مساندة الأجانب لتحصيل 25.6 مليار دولار أمريكي” مقابل بيع جزء من أسهم عملاق النفط في العالم.

وفي تقرير مفصل على صفحة كاملة بعنوان “بعد أرامكو، يأتي الاقتصاد”، تقول الصحيفة الاقتصادية المتخصصة إنه كان من المفترض أن يُطلِق طرح جزء من أسهم أرامكو مرحلة جديدة من التنمية في السعودية.

مع استكمال طرح أسهم أرامكو سيكون الاختبار النهائي لقدرات الأمير محمد هو تنفيذ المرحلة التالية وهي: خلق ملايين الوظائف الإضافية في القطاع الخاص

غير أن الأمور لا تسير وفق المأمول، تشير الصحيفة، التي تنقل عن مصرفي رفيع المستوى، رفض الكشف عن هويته، قوله “إنهم لا يحققون ما يستهدفون تحقيقه، وهو جذب رأس مال أجنبي”، وأضاف المصرفي “ليست تلك صفقة حقيقية، إنها سياسية“.

وفي رأي الصحيفة فإن مشروع بن سلمان “الذي هز المملكة هزة لم تشهدها المملكة منذ أيام جده، عبد العزيز، مؤسس الدولة الحديثة منذ 87 عاما”، هو “قصة طموحات جليلة ولدت توقعا هائلا ولكنها أثارت تشككا أيضا“.

وتشير إلى أنه بينما تقترب المرحلة الأولى من خطة الإصلاح، “رؤية 2030″، التي أعلنها الأمير محمد، الآن من مرحلتها الأولى، فإنها أصبحت واحدة من الأهداف الاقتصادية الضائعة.

وتتطرق الفايننشال تايمز إلى “المتشائمين” في مواجهة “الداعمين” لابن سلمان، قائلة إن الفريق الأول يخشى من أن تؤدي قيادته المتهورة والعدوانية إلى الضرر أكثر من المنفعة“.

وتنقل الصحيفة عن مسؤول تنفيذي، تصفه بأنه على دراية بالبلاط الملكي السعودي، قوله إن هناك “تطلعات صائبة ونهجا خاطئا”، ويضيف “عندما تحاول أن تفعل أكثر من اللازم، سوف ينتهي بك الحال إلى ألا تفعل أي شيء“.

وتشير الصحيفة إلى أن معدل البطالة العام في السعودية كان قد بلغ 12.2 في المئة ثم ارتفع إلى معدل قياسي هو 12.9 في المئة عام 2018، أما معدل البطالة بين الشباب فلا يزال 30 في المئة.

في الوقت نفسه، فإن “خطط الخصخصة تعثرت، وكُبل الإنفاق الحكومي بفعل فاتورة الأجور في القطاع العام“.

وتخلص الصحيفة إلى أن المشككين والمتفائلين بمشروع بن سلمان “تجمعهم مسألة واحدة” وهي “أنه مع استكمال طرح أسهم أرامكو سيكون الاختبار النهائي لقدرات الأمير محمد هو تنفيذ المرحلة التالية وهي: خلق ملايين الوظائف الإضافية في القطاع الخاص“.

ترامب سوف يغشك في ملعب الجولف ثم يشتري لك وجبة غداء”، عنوان مقابلة صحفية أجرتها الغارديان مع الكاتب الأمريكي ريك ريلي، مؤلف كتاب “قائد الغش: كيف يفسر الجولف شخصية ترامب“.

وحسب ريلي، فإن الرئيس الأمريكي “أسوأ غشاش على الإطلاق ولا يعبأ بمن يعلم عنه ذلك، وتأتي أهمية ريلي من أنه عرف ترامب عن قرب لمدة ثلاثين عاما.

واستنادا إلى هذه الخبرة الطويلة يقول ريلي إن الجولف “يكشف الكثير من القبح في هذا الرئيس”، فهذه الرياضة هي “لعبة التنظيم والانضباط الذاتي، فهي لعبة أمينة غير أن هذا الرجل (ترامب) ترك لطخة قبيحة كبيرة بحجم البرتقالة عليها“.

يشتهر ريلي بكتاباته في شؤون الرياضة فضلا عن كونه روائيا وكتابا له أسلوبه الخاص المميز في التوصيف.

ومن بين ما يكره الكاتب في ترامب هو أنه “جعل من الولايات المتحدة بلد يبدو غبيا”، كما يكره أيضا “ما يفعله (الرئيس الأمريكي) بكوكبنا… وبالأطفال الصغار على الحدود“.

ويدعي ريلي أن ترامب “يغش في لعبة الجولف”، مضيفا أنه “اتصل باتحاد الجولف الوطني (الأمريكي). وقالوا إن 90 في المئة من لاعبي الجولف لا يغشون، الجولف لعبة أمينة غير أن هذا الرجل (ترامب) ترك وصمة على اللعبة، وهذا يجعلني أشعر بالقرف“.

وقد تحدى ريلي ترامب أن يلعب معه الجولف مقابل 100 ألف دولار بشرط أن تكون هناك كاميرا تتابعهما أثناء اللعب. ويقول إن الرئيس الأمريكي لم يستجب للعرض.

ووفق رأي الكاتب الأمريكي في ترامب فإن الرئيس الأمريكي: لن يشهد أمام جلسات الاستماع الخاصة بمحاسبته برلمانيا لأنه لا يمكنه التوقف عن الكذب“.

وعن مساءلة ترامب، تصف صحيفة ديلي تليغراف مساعي الديمقراطيين بأنها “عار، وفي إحدى افتتاحياتها، تقول الصحيفة إن المحاسبة البرلمانية (بهدف العزل) هي “السلاح النووي في الترسانة الدستورية الأمريكية، ومن المفترض أن ينشر فقط في أكثر الظروف استثنائية“.

وتشير الصحيفة إلى أن هذا الإجراء “استورده الآباء المؤسسون إلى الدستور الأمريكي من بريطانيا، ولم يستخدم إلا ضد رئيسين في السلطة هما أندرو جونسون في عام 1868 وبل كلنتون في عام 1998“.

تصف صحيفة ديلي تليغراف مساءلة ترامب بأنها سياسية وليست قانونية كما كان يجب أن تكون من وجهة نظرها.

ورغم أن ترامب في طريقه لأن ينضم إلى القائمة، فإن ديلي تليعراف تصف سلوك الديمقراطيين، الذين يسيطرون على مجلس النواب ويقودون إجراءات المحاسبة، بأنه “غارق في السياسة”، مضيفة أن مثل هذه الإجراءات “من المفترض أن تكون عملية قانونية مهيبة وغير حزبية“.

المحاسبة البرلمانية (بهدف العزل) هي السلاح النووي في الترسانة الدستورية الأمريكية، ومن المفترض أن ينشر فقط في أكثر الظروف استثنائية.

وتضيف الافتتاحية أن الديمقراطيين “بدأوا يتحدثون عن المحاسبة البرلمانية تقريبا حتى قبل أن يدخل (ترامب) البيت الأبيض“.

وتستغرب الصحيفة ما تراه قصورا في مساعي الديمقراطيين لأنهم لم يستمعوا إلى شهود رئيسيين منعهم أمر من البيت الأبيض من الشهادة. وهذا الأمر يمكن، كما تقول الصحيفة، الطعن فيه أمام القضاء.

غير أن الديمقراطيين “متعجلون”، حسب رأي ديلي تليغراف، التي قالت إن إجراءات المحاسبة بهدف العزل “وقتَّها الديمقراطيون بحيث تتزامن مع جدولهم الزمني لاختيار مرشح يتحدى ترامب على الفوز بالبيت الأبيض العام المقبل“.

وتجزم الصحيفة بأن مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليها الجمهوريون، سوف يرفض عزل الرئيس. ولهذا فإنها تعتبر مساعي الديمقراطيين لمحاسبة ترامب “هي شيء أشبه بعار والجميع يعلم ذلك”، فالهدف هو “إصابة وليس قتل” مستقبل ترامب السياسي، ثم هي “تشير إلى نظام سياسي منقسم لا تبدو هناك إشارة على التئامه“.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى