من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: بوتين لتفاهم حول أوكرانيا في باريس… ولافروف في واشنطن… والاجتماع الدولي للبنان غداً فضيحة الأمطار وفيلم الفساد الطويل… والمفاوضات الحكومية لحل عقدة الحريري ـ باسيل حردان يدعو المطران عودة للتراجع… لأن المقاومة ظاهرة نبيلة… والجسد اللبناني منهك
كتبت البيان: في مناخات دولية تتجه للانقشاع عن مناخات إيجابية، تلاقيها مناخات إقليمية مشابهة، تتعقد الأزمة الحكومية بفعل الرهانات التي رافقت ولادتها على أجواء دولية إقليمية كانت مرشحة للتصعيد، وتسبب فارق التوقيت الإيراني السريع بحسم الاضطرابات في إرباك الكثير من الحسابات وإسقاط الكثير من المشاريع، وتحوّلت محاولات السيطرة على انتفاضة الشعب اللبناني لتوظيفها في استقالة الحكومة، من نعمة على الرئيس الحريري بتوفيرها ذريعة الانسحاب من معادلة تعبر عن نتائج الانتخابات الأخيرة التي أنتجت غالبية معاكسة للمجالس النيابية السابقة منذ عام 2005، إلى نقمة لأن الاستقالة ترافقت مع شروط للعودة، وسيناريوات لحكومات برئاسات بديلة كان يتمّ حرقها، على خلفية قراءة الانهيار المقبل، بقرار دولي لتركيع المقاومة وحلفائها، حيث الانتظار لصيف التسويات الموعود بتوازنات جديدة، هو الأفضل، وإذ تتسارع المساعي الهادفة من الخارج لمنع الانهيار واعتباره مصدر خطر يجب تفاديه، بعدما صار صمود المقاومة والحلفاء مع المتغيرات الإيرانية، سبباً كافياً لتبدل البوصلة الغربية، وصار على الرئيس الحريري إيجاد عذر ديني للعودة لرئاسة الحكومة، وربما لتغيير شروط العودة أو تعديلها.
دولياً، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن اجتماعات مجموعة النورماندي التي تضم فرنسا وألمانيا وأوكرانيا، كانت إيجابية جداً في باريس. وقالت المصادر المتابعة في باريس إن جداول زمنية لتبادل الأسرى بين الحكومة الأوكرانية والأقاليم الشرقية التي أعلنت انفصالها، سيجري ترتيبه وفقاً لاتفاقات مينسك، بينما وصل وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إلى واشنطن للقاء نظيره مايك بومبيو تمهيداً للقاء الرئيس دونالد ترامب، حيث ملفات سورية وأوكرانيا وفنزويلا، وخصوصاً الأسلحة الاستراتيجية على مائدة المباحثات، واحتمالات التحضير لقمة روسية اميركية ليس مستبعداً، بينما الانفراجات الإقليمية في العلاقات الإيرانية السعودية التي عبر عنها وزير خارجية عُمان يوسف بن علوي، تتزامن مع انفراجات موازية مع سورية تتولاها الإمارات، وتستضيف باريس لترجمة الاهتمام بتفادي الانهيار في لبنان مؤتمراً تشارك فيه روسيا وأميركا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا والصين بالإضافة للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية. والبيان المتوقع صدوره يشدّد على الحاجة لتسريع ولادة حكومة فاعلة، دون تحديد تفاصيل كانت ترد في بيانات سابقة كحكومة تكنوقراط، تسهيلاً لما يقوله الفرنسيون عن الحاجة لحكومة جامعة تمثل جميع المكونات اللبنانية، وتستبعد التسويق لفكرة حكومة بدون حزب الله كشرط للتمويل.
سياسياً، لم يبدأ بعد فعلياً التفاوض مع الرئيس سعد الحريري من قبل أطراف الغالبية النيابية، رغم الاستعداد الذي أبداه رئيس مجلس النواب لمساعدة الحريري في تقريب الآراء بينه وبين حزب الله، فيما بدا أن التيار الوطني الحر ورئيسه وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل لا يملكان الحماس لدخول هذا التفاوض رداً على ما تصفه أوساط التيار بالمناورات التي رافقت المفاوضات السابقة واستهلكت شهراً وأكثر بلا طائل، وبدا أيضاً أن حزب الله الذي يتحدّث عن فرضية بقاء الأمور لشهر أو شهرين على حالها، متمسّك بعودة الرئيس الحريري، لكنه لم يعد يرى موجباً لشروط وشروط معاكسة، ويدعو لتسريع تدوير الزوايا بروح التعاون والتنازلات المتبادلة لإطلاق الحكومة الجديدة. وتقول المصادر المتابعة إن بداية التفاوض لا تزال مطلوبة عند النقطة التي توقف عندها في بداياته قبل تداول أسماء غير اسم الرئيس الحريري، أي ما تمّ وصفه بعقدة الحريري – باسيل.
دعا رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، المسؤولين الروحيين والسياسيين والاقتصاديين أن يمارسوا أعلى مستويات المسؤولية الوطنية حرصاً على الأمن والاستقرار، وإسهاماً في تيسير الحلول للأزمة المعيشية المتفاقمة وتفرّعاتها.
موقف حردان جاء في تصريح علّق فيه على الكلام الصادر عن مطران بيروت للروم الأرثوذكس المتروبوليت الياس عودة، واستغرب حردان «أن يَصْدُر عن مطران مخضرم كلامٌ يَنِمُّ عن اتجاه بعيد عن الموضوعية، مفتعلاً شرخاً جديداً في الجسد اللبناني، المنهَك أصلاً بعصبيات فئوية تمتصّ حيويته وتحرّضه للتعامي عن الخطر الحقيقي، وتصطنع مأزومية إضافية نحن في غنى عن سلبياتها وتداعياتها».
وأضاف «إن المقاومة يا سيادة المطران عودة هي ظاهرة نبيلة هزمت الاحتلال «الإسرائيلي» والإرهاب التدميري وصنعَتْ لشعبنا رايةً من الشرف والعزّ والكرامة. ونحن، إذْ نستهجن ما أدليتم به أخيراً، نُهيب بكم التراجع عن تصريحكم الأخير إحقاقاً للحق وحرصاً على الوحدة الوطنية التي يجب أن تبقى هاجسنا الأول».
وانعكس تأجيل الاستشارات النيابية الى الاثنين المقبل حالة من الاسترخاء السياسي والحكومي، فيما تتجه الأنظار الى باريس التي تستضيف مؤتمراً دوليًا بشأن لبنان غداً الهدف منه بحسب بيان وزارة الخارجية الفرنسية «دفع بيروت للإسراع بتشكيل حكومة يمكنها تحسين الوضع الاقتصادي للبلاد».
وقد حدد البيان مواصفات الحكومة التي تؤيدها فرنسا مستبدلاً مصطلح «تكنوقراط» الذي يردده الأميركيون بكلمة «حكومة فاعلة»، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية أنييس فون دير مول: «ينبغي أن يُمكّن هذا الاجتماع المجتمع الدولي من الدعوة إلى التشكيل السريع لحكومة فاعلة وذات مصداقية تتخذ القرارات الضرورية لاستعادة الوضع الاقتصادي وتلبية الطموحات التي عبّر عنها الشعب اللبناني».
الأخبار : الحريري ـ باسيل: من يصمد أكثر؟
كتبت صحيفة “الأخبار ” تقول : لم يعد في الميدان سوى سعد الحريري. في الجولة الأخيرة أنهى مرحلة البدائل. من يُرد أن يشكّل الحكومة عليه أن يرضخ لشروطه. لكن ذلك ليس موقف رئاسة الجمهورية. في بعبدا إصرار على تحمّل الحريري مسؤولية أفعاله. من استقال عليه أن يتفاوض مع الكتل النيابية للوصول إلى تشكيل الحكومة. وفي حال أراد استبعاد جبران باسيل، فإن لذلك كلفة سياسية عليه أن يتحمّلها
يوم استيعاب الصدمة كان أمس. لا تواصل جدياً بين أي من الأطراف. لكن مع ذلك، فإن الجميع تصرّف على قاعدة أن التكليف أنجز، ويبقى التأليف، الذي يفترض أن يبتّ قبل الإثنين المقبل. سعد الحريري صار رئيساً مكلفاً، قبل الاستشارات النيابية. سبق للرئيس نبيه بري أن أعلن أن الحريري هو مرشّحه الوحيد لرئاسة الحكومة، أما حزب الله فلطالما نُقل عنه أنه يفضّل الأصيل على الوكيل. لكن الأصيل كانت حساباته مختلفة. تلاعب بالجميع على قاعدة “ليس أنا بل أحد غيري”، ثم وضع الألغام في طريق كل من رُشّح ليكون “غيري”. المرشح الأخير، أي سمير الخطيب، خرج من دار الفتوى مبشّراً بأن قيادات وفعاليات الطائفة السنية سمّت الحريري لرئاسة الحكومة.
ببساطة، ولىّ زمن اقتراح أسماء بديلة. وهذا يعني أن الخيارات ضاقت كثيراً أمام رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر. لا بد من الحريري ولو طال الزمن، لكن ذلك لن يكون سهلاً. عودته إلى السراي الحكومي، مرهونة بإيجاد مخرج لمسألة مشاركة الوزير جبران باسيل في الحكومة، في ظل إصرار الحريري على استبعاده. باسيل من جهته كان وافق على الخروج شرط خروج الحريري معه. أي أمر آخر ما زال مرفوضاً حتى اليوم. في الأساس، سبق أن طرح الوزير غطاس خوري على رئيس الجمهورية تشكيلة حكومية يترأسها الحريري ولا تضم باسيل. لكن لم يتأخر عون في رفضها، وإعادة فرض قاعدة إما الحريري وباسيل خارج الحكومة معاً وإما داخلها معاً. يُنقل عن عون أنه هدّد بعدم ترؤس اجتماعات مجلس الوزراء إذا وصل الحريري إلى رئاسة الحكومة. وهذا يعني أن المشكلة بين الطرفين طويلة الأمد. لكن في المقابل، يتردد أن عون حاسم في رفضه التام لتأجيل الاستشارات مرة جديدة. في الأساس، هو كان يريد تأجيلها حتى الخميس فقط وليس الإثنين. يعتقد أن الحريري الذي أوصل الأمور إلى ما وصلت إليه باستقالته، عليه أن يتحمّل مسؤولية الحل. وهذا يعني أن لا خيار أمام الأخير سوى السعي إلى الوصول لتفاهمات قبل الإثنين المقبل. أي أمر آخر، سيعني وصوله إلى رئاسة الحكومة، مجرداً من دعم الأكثرية. العونيون، على الأرجح سينتقلون إلى المعارضة، ورئيس الجمهورية لن يسهّل له عمله. صحيح أنه يصعب الحصول على إجابة بشأن موقف ثنائي حركة أمل وحزب الله من الحكومة في حال خروج العونيين منها، لكن حتى مع افتراض مشاركتهم في الحكومة، فإنهما لن يكونا إلى جانب الحريري.
كل ذلك يشير إلى أن تسمية الخطيب كانت فرصة جدية للخروج من النفق الحالي. وهذا يقود إلى السؤال التالي: هل الحريري حصراً هو من أطاح الخطيب؟ ماذا عن دور باسيل؟ هل صحيح أنه أبلغ حلفاءه يوم الجمعة أنه لن يسير بالخطيب رئيساً للحكومة؟ مصادر متابعة تؤكد ذلك، وتشير إلى أنه قرن موقفه هذا بالتهديد بعدم المشاركة في المشاورات. ولأن ذلك يعني تلقائياً أنه لن يُشارك أكثر من 40 نائباً في الاستشارات، لم يجد الخطيب أفضل من دار الفتوى ليلجأ إليها معلناً انسحابه.
لكن لماذا تراجع باسيل؟ ثمة من يعتبر أن الأخير حسبها جيداً ووجد أن خروجه من الحكومة لن تكون له سوى انعكاسات سلبية على مستقبله السياسي. وبالرغم من أن الاتفاق يقضي بأن لا تستمر الحكومة لأكثر من تسعة أشهر، إلا أنه في المقابل لا أحد يضمن ألا تبقى حتى نهاية العهد، بما يعنيه ذلك من قضاء على حظوظ باسيل الرئاسية، وربما مستقبله السياسي، فكان أن أعاد الأمور إلى النقطة الصفر. وقد تلقّف الحريري ذلك، خاصة أنه وافق على الخطيب على مضض. ثمة من يشير إلى أن زيارة الخطيب إلى دار الفتوى بعد ظهر الأحد، بالرغم من أن أمر انسحابه كان حسم باكراً، إنما هدفت إلى إرباك رئاسة الجمهورية في مسألة الاستشارات.
حجة الحريري في الإصرار على رفض إعادة توزير باسيل، هي الإشارة إلى رفضه توزير أسماء مستفزة للناس المنتفضين منذ 17 تشرين الأول. يضع جبران باسيل على رأس اللائحة، ثم يضم إليها علي حسن خليل وآخرين، مستثنياً نفسه، ومتوهّماً أنه الأنظف كفاً بين الجميع. وصل به الأمر إلى حد اعتبار أنه والسيد حسن نصر الله هما الوحيدان اللذان يريدان مكافحة الفساد في البلد.
بالنتيجة، لا يريد الحريري لباسيل أن يكون شريكاً على طاولة مجلس الوزراء، وهو الأكثر تعرضاً للهجوم منذ خمسين يوماً. أما باسيل، فيرفض أن يكون كبش محرقة السلطة، كما يطالب الحريري بالتزام التسوية الرئاسية التي تفترض الشراكة في الحكومة لمدة ست سنوات. لكن مع ذلك، ثمة من يترك باباً موارباً للحل. يؤكد أن أياً من الأطراف لم يعلن موقفه علناً. لا الحريري أعلن أنه حاسم في رفضه مشاركة باسيل، ولا الأخير ربط مصيره بمصير الحريري. ولذلك، فإن الرهان يبقى على مخارج متوافرة على الطريقة اللبنانية، أي لا غالب ومغلوب. أما متى يأتي وقت هذه المخارج، فهذا ما لا إجابة عنه.
النهار: لبنان “الغريق” هل يتلقى انعاشاً عاجلاً؟
كتبت صحيفة “النهار” تقول: ليس غريباً ان “تحظى” السيول وحدها بامتياز اختراق الازمة السياسية والمالية والاقتصادية التي تطبق على انفاس اللبنانيين وتحاصرهم بالمخاوف المتعاظمة؟ باعتبار ان السيول التي تغرق معظم المناطق اللبنانية في معظم مواسم الامطار الغزيرة تعيد لبنان الى مقدم لائحة الدول الفاشلة وتبرز أسوأ ما يواكب ازمته الحالية لجهة تعميم صورة الفساد المتسبب أساساً بالاهمال والتقصير والاهتراء الاداري والمؤسساتي الذي يكمن وراء هذه الفضائح المتكررة. ذلك ان وصف الفضيحة بات مملاً ورتيباً ومبتذلاً وغيرمجدٍ لفرط ما تكررت مأساة المواطنين في مناطق المداخل الجنوبية لبيروت ولا سيما منها الاوزاعي وخلدة وحي السلم ومعظم مناطق الضاحية الجنوبية والانفاق المؤدية الى مطار رفيق الحريري الدولي والتي تحولت أمس الى بحيرات عائمة لساعات وساعات امتدت طوال النهار والمساء وشهدت انسدادات احتجزت معها طوابير السيارات في الانفاق و”سبح” المواطنون في البحيرات.
ولعل المأساة الفضائحية ان الاسباب الكامنة وراء تكرار الفضيحة غالباً ما تكون هي نفسها وتتصل بعدم قدرة البنى التحتية على استيعاب سيول غزيرة تتسبب بها امطار كثيفة نظرا الى افتقار هذه البنى الى الصيانة المنتظمة السليمة وتزايد المخالفات القانونية في المناطق “المنكوبة”. والانكى من ذلك ان البلاد تمر بوضع سياسي كارثي بين حكومة تصريف أعمال وأزمة تكليف وتأليف واختلال كل آليات الانتظام المؤسساتي، فكيف بالامر مع انعدام أي محاسبة أو مساءلة من شأنهما ان يحدا من تكرار الفضائح ؟
أسوأ الاضرار اصابت مناطق الشويفات – خلدة – حي السلم – كفرشيما – الليلكي والجناح والاوزاعي واوتوستراد السيد هادي ومحيط مار مخايل الشياح، بعدما غمرتها الأمطار الغزيرة، فيما بدت منطقة الاوزاعي منطقة منكوبة بحق مع تجمع للمياه عند دوار السلطان ابراهيم حتى آخر منطقة الاوزاعي. وغمرت المياه كل الشوارع. وعملت البلدية بمساعدة بعض السكان وعناصر الدفاع المدني على سحبها. وطافت الطرق في حي السلم والجامعة ومنطقة الليلكي، ومحيط كنيسة مار مخايل في الشياح، ودخلت المحال والبيوت من جراء السيول. وشهد نفق الاوزاعي – الكوستابرافا ساعات من الطوفان اختنقت معها حركة السير والعبور واحتجز الوف المواطنين في جحيم الزحمة.
الديار : لبنان “يغرق” و”مجاري الصرف” السياسيّة مسدودة “بالإبتزاز والمناورات” عون”يُوسّط” موسكو قبيل لقاء لافروف ــ بومبيو ودعم مشروط في “لقاء” باريس أزمة “ثقة” مع “بيت الوسط”… وجمود بانتظار “أجوبة” واضحة من الحريري
كتبت صحيفة “الديار ” تقول : بعد ساعات على غرق البلاد في “مستنقع” الابتزاز السياسي “والمناورات” التي “احرقت” ”اوراق” سمير الخطيب من “باب” دار الفتوى، تعرض اللبنانيون لاذلال جديد بعدما غرقت الدولة “بشبر ماء” وتحولت الطرقات والمنازل والمحلات الى برك وانهار جرفت كل ما وقف في طريقها في فضيحة جديدة تكشف حجم اهمال وفساد حكومات متعاقبة انفقت وسرقت مليارات الدولارات على بنى تحتية تعجز كل عام عن استيعاب الامطار مع بداية فصل الشتاء… وفيما ينتظر لبنان دعما دوليا “مشروطا” في باريس غدا، يعول رئيس الجمهورية ميشال عون على دور روسي فاعل في محاولة لتخفيف الضغوط الاميركية على لبنان…
في هذا الوقت لا جديد حكوميا بعدما “ظلل” الاخراج المذهبي “الصادم” لاسقاط الخطيب، واعادة تعويم رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري المشهد السياسي على وقع ارتفاع حدة التوتر في طرابلس مساء بعد مواجهات حصلت امام منزل النائب فيصل كرامي، اثر قيام محتجين على رمي النفايات امام منازل السياسيين في المدينة، وفيما انطلقت المشاورات على جبهة “الثنائي الشيعي” – بعبدا لاستشراف طبيعة التعامل مع المرحلة الفاصلة عن موعد الاستشارات يوم الاثنين المقبل، ما تزال “المحركات” متوقفة على “خط” “بيت الوسط” في ظل ازمة ثقة كبيرة وبانتظار صدور اشارة واضحة من الحريري حيال عودته رسميا الى “حلبة” الترشيح باعتبار ان الطرف الاخر لم يتبلغ بعد عودته عن عزوفه، وهذا يعني ان لا مرشح حاليا لرئاسة الحكومة، وذلك على الرغم من الاعلان المكتوب الصادر عن دار الفتوى، وينتظر رئيس مجلس النواب نبيه بري من رئيس الحكومة المستقيل “اشارات” واضحة بهذا الخصوص للقيام بالتحرك المناسب ”المشروط” هذه المرة بالموافقة على “لبن العصفور” الذي سبق وقدمه قبل عشرة ايام، والا ستكون “الحركة” بلا “بركة” خصوصا اذا ما استمر الحريري على شروطه السابقة التي لن تفضي الى اي “تسوية”… وحتى الان ثمة اسئلة بحاجة الى اجوبة ومنها هل يلتزم الحريري بثوابت التشكيلة الحكومية التي اتفق على تنفيذها الخطيب؟ وهل يقتنع الحريري بحكومة تكنوقراط مطعمة بسياسيين “غير استفزازيين”؟ وهل يقبل وزير الخارجية جبران باسيل بالخروج من الحكومة بعد اشتراط الخروج المتزامن مع الحريري… ووفقا لهذه المعطيات فان السيناريو المطروح يتمحور حول الانتقال يوم الاثنين المقبل من ازمة التكليف الى ازمة تأليف من خلال تسمية الحريري، طبعا دون اصوات حزب الله وبعض الحلفاء، وهو لن ينجح بالتأليف وسيضطر الى “تعويم” حكومة تصريف الاعمال…
اللواء : “الطبقة المفلسة” تلعب على حافة الإنهيار الكبير! الإتصالات الرئاسية متوقفة.. وباريس تربط المساهمة بالإنقاذ بحكومة سريعة
كتبت صحيفة “اللواء ” تقول : غرقت الطبقة السياسية مرّة أخرى في فيضانات المياه، التي تحوّلت إلى بحيرات عائمة من الكوستا برافا إلى الشمال مروراً بشوارع العاصمة، حتى المساكن الخشبية المسقوفة “بألواح الزنكو والتنك” في محلة الجناح، من دون ان يرف لأحد جفن، وإذا بهؤلاء على مستوى الوزراء، والنواب ورؤساء البلديات يتصرفون بترف الإقتراحات، والانتظار والتذكير بلفت النظر إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات، في ذهول غير مسبوق حول ما يجري، ويهدد بـ”انهيار اقتصادي ومالي محتمل” (وفقاً لما تحدثت عنه صراحة مقدمة O.T.V، الناطقة بلسان التيار الوطني الحر)..
أخطر ما في المشهد ان لا اتصال ولا لقاءات بين الرؤساء، لا سيما رئيسي الجمهورية والحكومة، اللذين يتسابقان على إدارة ملف لبنان في مؤتمر مجموعة الدعم الدولية في باريس غداً، فالرئيس ميشال عون أبلغ المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان بان كوبيتش، خلال استقباله له في قصر بعبدا قبل ظهر أمس، ويبلغه ان لبنان سيحضر بوفد رسمي، فيما اعتبر المسؤول الأممي ان “الاجتماع سيكون بمثابة إشارة قوية لالتزام دول المجموعة العمل مع لبنان“.
اما الرئيس سعد الحريري، فأجرى اتصالاً هاتفياً بأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وعرض معه المصاعب السياسية والاقتصادية في لبنان، شاكراً له وقوف الكويت الدائم إلى جانب لبنان واللبنانيين..
الجمهورية : أسبوع إختبار النيّات قبل الإستشارات. وانتظار الحريري لتأكيد ترشيحه
كتبت صحيفة “الجمهورية ” تقول : الوقائع التي أحاطت بالملف الحكومي، وأسقطت مجموعة من الضحايا على ملعب التكليف، بدءاً من نواف سلام الى محمد الصفدي الى بهيج طبارة، الذي أخرج نفسه من هذه اللعبة، وصولاً الى سمير الخطيب، أعادت توجيه بوصلة التكليف نحو الرئيس سعد الحريري. والاسبوع الفاصل من الآن وحتى الموعد الجديد للإستشارات النيابية الملزمة الإثنين المقبل، متوقّف فيه الحسم على موقف الحريري لناحية تأكيد استعداده لتولّي رئاسة الحكومة، والذهاب الى حكومة توافقية مع سائر الأطراف، تكون بحجم المرحلة ومتطلباتها وتلبّي مطالب الحراك الشعبي، وفي جوهرها توحي بالثقة للداخل والخارج، أو لناحية البقاء على انكفائه وتبنّي شخصية سنية جديدة، يحصّنها جلياً بالغطاء الجدي سياسياً وسنياً، لا أن تتحول هذه الشخصية “كبش تكليف” كمَن سبقها.
سقوط الدورة الاولى من الاستشارات الملزمة، يضع جميع الاطراف المعنية بالملف الحكومي مجدداً بعضها أمام بعض، في جولة مشاورات تؤشّر أجواء الاطراف جميعها، الى أنها ستكون مكثفة، ونقطة البداية فيها، وعلى ما يقول مرجع سياسي معني بالملف الحكومي لـ”الجمهورية”، يفترض أن تنطلق من حسم موقف الحريري، لجهة تأكيد ترشيحه من عدمه، على ان تمضي المفاوضات بعد ذلك في أي من الاتجاهين، وذلك لكي لا نقع مجدداً في دوّامة الغموض والمراوحة التي حكمت المفاوضات السابقة، وأسقطت المرشحين لرئاسة الحكومة الواحد تلو الآخر.
نداء الوطن : نبوءة السلطة… “سنجرفكم في لحظة لا تتوقعونها“
كتبت صحيفة ” نداء الوطن ” تقول : وفي “اليوم الدولي لمكافحة الفساد”… طافت مجارير السلطة فطفح كيل فسادها على شكل مستنقعات وبحيرات شقت طريقها نحو الأنفاق والتقاطعات والمنازل والمحال التجارية. بجدارة استحق أهل السلطة لقب “قطاع الطرق” بالأمس، بعدما قطّعوا السبل باللبنانيين و”غمروهم” بطوفان من السيول الجارفة تحت وطأة سوء إدارة المضخات وعجزها عن تصريف مياه الأمطار. وكأنها نبوءة السلطة تتحقق في مشهد سريالي، شبّه به أحد المواطنين الغارق بسيارته في نفق الأوزاعي ما حصل أمس بتوعّد الوزير جبران باسيل في خطابه الشهير في 13 تشرين بـ”النهر الجارف”، قائلاً بتهكّم لمراسل “نداء الوطن”: “ألم يقل حينها “سنجرفكم في لحظة لا تتوقعونها؟” وها هم قد جرفونا اليوم“!
عند كل “شتوة”، تبدو السلطة بمختلف أجهزتها وإداراتها في مظهر المتفاجئ الذي باغتته الأمطار كما لو أنها انهمرت في آب اللهاب وليس في عزّ كانون… مشهدية تتكرر في كل عام ومهزلة تقاذف المسؤوليات والتنصل منها مستمرة لتدل بالجرم المشهود على سلطة فاشلة ودولة مارقة غارقة في الفساد والإفساد تضع أرواح الناس وأرزاقهم ومصالحهم الحيوية في قعر سلّم أولوياتها.