من الصحف البريطانية
تناول موقع “ميدل إيست آي” البريطاني دور الحزب الشيوعي العراقي في الاحتجاجات المستمرة ببغداد وعدد من المحافظات الجنوبية، وقال إن هذا الحزب كافح لعقود للعثور على صدى لصوته، ولتشكيل المعركة من أجل الشعب.
وأشار الكاتب أليكس ماكدونالد في تقرير الى إن مقر الحزب متواضع نسبيا مقارنة بالمباني الضخمة التي تمتلكها بعض الأحزاب في بغداد، وهو يضم متجرا ومكاتب وغرفة عمل صغيرة وصور الشهداء الشيوعيين، بمن فيهم الزعيم السابق يوسف سلمان يوسف (المعروف غالبا باسمه الحركي فهد) الذي نفذ في حقه حكم الإعدام عام 1949 إبان العهد الملكي.
وأضاف الكاتب أقدم حزب سياسي موجود في العراق لم يعد بالقوة التي كان عليها في منتصف القرن العشرين، ولكن مع تمسك الشعب بنوع من الاضطراب الاجتماعي الذي ينادي بالتحليل الماركسي يجد الحزب نفسه في بيئته.
وعموما، يعد الحزب الشيوعي العراقي الحزب الوحيد الذي انسحب بالكامل من البرلمان العراقي حتى الآن ردا على الحملة العنيفة التي شنتها الحكومة على الاحتجاجات التي بدأت الشهر الماضي، وفي الواقع يرتكز الغضب الجماهيري إلى حد كبير على الأحزاب السياسية في البلاد، فضلا عن المتهمين بالفساد.
ووفقا للأمين العام للحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي، فإن الحزب يعتبر الوحيد الذي لا يعامل بازدراء تام من قبل المحتجين، موضحا أن “الشيوعيين موجودون هناك كأفراد، وهم من بين مجموعات مختلفة، ونحن نحترم القواعد العامة لحركة الاحتجاج، لكنهم يعلمون جيدا طبيعة الشيوعيين ويقبلونهم، بينما تظل الأحزاب الأخرى غير مقبولة بالنسبة لهم“.
قالت صحيفة ذي تايمز البريطانية إن العراقيين ليسوا في وارد العفو أو الغفران عمّن تسببوا في قتل المتظاهرين حتى بعد تنحي رئيس الوزراء عادل عبد المهدي السبت الماضي من منصبه.
وذكرت الصحيفة أن السياسة العراقية أصبحت معقدة منذ الغزو الأميركي في 2003 أكثر مما كان عليه الوضع في عهد الرئيس صدام حسين وزبانيته العسكر الذي اتسم بالاستبداد، حسب تعبير مراسل الصحيفة ريتشارد سبنسر من العاصمة بغداد.
ويتساءل الكثير من العراقيين الذين يخشون من عودة الحرب الأهلية، عما إذا كان الجيش والشرطة متحدين، وما إذا كانا سيدعمان هذا الفصيل أو ذاك أو حتى المتظاهرين.
على أن المؤكد -وفق الصحيفة- أن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بدا “متخبطا” طيلة شهرين من المظاهرات ضد عجز حكومته واستشراء الفساد.
وترى تايمز أنه في غياب إستراتيجية احتواء راسخة أو انعدام التسلسل الهرمي للقيادة، جاء رد فعل “الشبكة المعقدة” المؤلفة من فرق الشرطة ووحدات الجيش ومليشيات الفصائل، على الاحتجاجات بالطريقة الوحيدة التي تجيدها.
وكان عبد المهدي قدّم السبت استقالته رسميا وقبلها مجلس النواب (البرلمان) اليوم التالي مباشرة.
وجاء في تقرير التايمز أيضا أن مراسلها في بغداد التقى في إحدى خيام الاعتصام بساحة التحرير في بغداد بالصحفي منتظر الزيدي الذي ذاع صيته بعد رشقه الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش في أثناء انعقاد مؤتمر صحفي ببغداد في 14 ديسمبر/كانون الأول 2008.
وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن الزيدي يمثل الآن رمزا للشباب العراقي الغاضب والعاطل عن العمل ممن لا ينتمون لأي حزب سياسي.
وتضع المظاهرات الحالية الشبان الشيعة الذين بلغوا سن الرشد في حقبة ما بعد صدام حسين، في مواجهة مع مؤسسة تهيمن عليها بشكل مطرد أحزاب تدين بالولاء لإيران، كما تفيد التايمز في تقريرها.
ويضيف التقرير أن مشاعر الازدراء لأميركا قوية بين الجيل القديم في العراق الذي عانى من ويلات الغزو،لكن الشباب بدؤوا ينظرون إلى تلك المليشيات باعتبارها داعمة لنظام استنزف كل موارد البلاد، على حد وصف الصحيفة.
وبالمقابل، تتهم مؤسسة الحكم في العراق المحتجين بأنهم عملاء للولايات المتحدة وحلفائها، مثل السعودية. غير أن هذا الاتهام لا يجدي فتيلا -برأي مراسل التايمز سبنسر- مع منتظر الزيدي “الرجل الذي قذف حذاءه (بوجه) أميركا“.