الصحافة الإسرائيلية

من الصحف الاسرائيلية

ذكرت الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم إنه “من بين الأضرار الهائلة التي ألحقها بنيامين نتنياهو بالمجتمع الإسرائيلي، هو ما حدث في ملف المفاوضات مع الفلسطينيين، وذلك بسبب حالة العمى السياسي التي يعانيها الرجل في تعامله مع الأخرين”.

وقالت صحيفة معاريف “حالة العمى التي تصيب نتنياهو تجاه الفلسطينيين ورفضه للدخول في مفاوضات سلام معهم، ليست الأولى من نوعها، فقد سبقه جميع رؤساء الحكومات الإسرائيلية تقريبا، على سبيل المثال رفضت جولدا مائير في بداية سبعينات القرن الماضي مباردة سلام تقدم بها الرئيس المصري أنور السادات، فكانت نتيجة هذا العمى السياسي هزيمة تل أبيب في حرب  يوم الغفران”.

ولفتت الى ان “نتنياهو لا يرى الفلسطينيين إلا إرهابيين ولا يجب التعامل معهم إلا وفقا لمبدأ القوة والقصف والعمليات العسكرية والغارات الجوية، وذلك دون أن يضع الاعتبارات  السياسية والقيود الدولية نصب عينيه“.

وواصلت “خلال السنوات الماضية، ضلل نتنياهو الجماهير الإسرائيلية؛ مصورا القيادة الفلسطينية مرارا وتكرارا على أنها متشددة ، بينما تظهر الحقائق بشكل لا لبس فيه أن محمود عباس هو أحد أكثر الشخصيات اعتدالاً وأقلها عنفا”.

تستضيف إسرائيل في الأسابيع الأخيرة مجموعة من المسؤولين الكبار في المؤسسة الأمنية الأميركية. ذروة سلسلة الزيارات كانت مع وصول رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي الذي حلّ ضيفاً على رئيس الأركان أفيف كوخافي. في الجهتين يحرصون على التأكيد أن شبكة العلاقات بين المستويات المهنية جيدة ووثيقة، وخصوصاً اليوم لكن يبدو أنه يوجد وراء القطار الجوي اعتباران إضافيان لا يتناولهما الكلام علناً. والاثنان لهما علاقة بتهدئة مخاوف- التخوف الإسرائيلي من تخلٍّ أميركي، والتخوف الأميركي من عملية غير منسقة من جانب إسرائيل.

القلق الإسرائيلي له علاقة بالخطوات الأخيرة التي قامت بها إدارة ترامب- الامتناع من الرد، حتى الآن، على الهجمات الإيرانية في الخليج التي شملت ضربة قوية لمنشآت النفط السعودية وإسقاط طائرة أميركية من دون طيار غالية الثمن، وبعدها قرار الرئيس سحب الجنود من المنطقة الكردية في شمال شرق سورية، الأمر الذي مهد الطريق أمام الغزو التركي. في إسرائيل يتخوفون من التوجه الذي يدل على خروج الولايات المتحدة من المنطقة، الأمر الذي يترك لإيران مجالاً أوسع للعمل.

في المقابل يبدو أن الأميركيين قلقون إلى حد ما من القرارات التي من الممكن أن تُتخذ في إسرائيل. تتحدث القيادة الإسرائيلية من دون توقف عن المخاطر المتوقعة من محاولات إيران التمركز العسكري في جنوب سورية، وعن تهريب السلاح المتطور إلى حزب الله في لبنان، وعن تعاظم القوة الإيرانية في العراق واليمن. اشتباك عسكري كبير بين إسرائيل وبين إيران ووكلائها يمكن أن يجر الأميركيين إلى حرب إقليمية، لا يرغب ترامب على الأقل بحسب تصريحاته، فيها.

بمقدار ما هو معروف، هجوم كهذا ليس مطروحاً على جدول الأعمال حالياً، لأن إيران لا تزال، من حيث المبدأ، ملتزمة بالاتفاق النووي مع الدول الخمس الكبرى (الدولة السادسة الولايات المتحدة التي انسحبت منه في أيار/مايو السنة الماضية)، ولم تتخط خروقات إيران الأخيرة للاتفاق الحدود التي تُعتبر محتملة. ومع ذلك التصريحات الإسرائيلية الأخيرة بشأن إيران عدائية بصورة خاصة.

أول من أمس زار نتنياهو ووزير الدفاع نفتالي بينت، الحدود السورية واللبنانية. نتنياهو أعلن أن إسرائيل ستعمل على إحباط تهريب السلاح الفتاك من إيران إلى سورية، وستكبح محاولات تحويل العراق واليمن إلى قواعد لإطلاق الصواريخ”. وأضاف بينت رسالة إلى القوات الإيرانية في سورية: “ليس لديكم شيء هنا”. في الأمس خلال حفل رسمي لإحياء ذكرى شهداء عملية قادش، قال الوزير: “من الواضح لأعدائنا أننا سنرد على أي محاولة لمنعنا من العيش. وسيكون ردنا دقيقاً جداً ومؤلماً جداً. أوجّه هذا الكلام، ليس فقط إلى الذين يريدون النيل منا في الساحة الجنوبية، بل أيضاً في الشمال.

المسؤولون الإسرائيليون لمّحوا في كلامهم أيضاً إلى الأزمات الداخلية التي تواجهها القيادة في طهران مؤخراً – موجة الاضطرابات الواسعة في العراق ولبنان التي تكتسي توجهاً معادياً لإيران، والاحتجاج العنيف الذي نشب في الأسبوع الماضي في إيران نفسها، رداً على رفع أسعار الوقود. التحذيرات من خطوات إيرانية محتملة ضد إسرائيل هي حقيقية، لكن أيضاً لا يمكن فصل الاعتبارات الإسرائيلية عن صورة الوضع الداخلي، وفي مركزها قرار إحالة نتنياهو على المحاكمة، والحائط المسدود الذي وصلت إليه الاتصالات بشأن تأليف حكومة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى