من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء : مجلس الأمن يخرج ببيان متوازن عن لبنان… والموفد البريطاني يدعو لتوافق سياسي شلهوب والجندي شهيدا قطع الطرقات يقرعان أجراس إنذار الفتنة… بانتظار الجيش الحريري ينتظر الإضراب الاقتصاديّ بعد قطع الطرقات لتعزيز موقعه التفاوضيّ
كتبت صحيفة “البناء ” تقول : ربما تكون من المرات النادرة التي يكون فيها المناخ الدولي أفضل من المناخ الداخلي، فقد انتهت جلسة مجلس الأمن الدولي المخصّصة لمناقشة الوضع في لبنان ببيان متوازن يدعو كل القوى اللبنا نيّة الى بدء حوار مكثّف لتجنب العنف، كما دعا المنظمات و المجتمع الدولي لمواصلة دعم لبنان، وشدّد مجلس الأمن على “ضرورة الحفاظ على الطابع السلمي للتظاهرات في لبنان”، داعياً الى “تشكيل حكومة تلبي مطالب اللبنانيين”، كما شدد على “ضرورة تشكيل حكومة لبنانية وفق الأطر والمهل الدستورية”، متلاقياً مع ما قاله السفير الروسي في بيروت ألكسندر زاسيبكين عن نصائح لمنظمي الحراك الشعبي بالابتعاد عن التعبيرات غير السلمية، وفي مقدمتها قطع الطرقات، والدعوة لاعتماد الطرق الدستورية في تشكيل الحكومة الجديدة عبر التوافق السياسي بين الكتل النيابية بمعزل عن أي ضغوط، خصوصاً من الخارج.
على خلفية هذا المشهد في نيويورك حذّر منسق الأمم المتحدة الخاص في لبنان ، يان كوبيتش من مغبة أن تتحوّل الصدامات بين المحتجين في لبنان إلى صراع طائفي، وحثّ جميع الجهات على ضبط النفس والتحكم بالمناصرين المؤيدين لتلك القوى، كي لا تصبح التظاهرات الوطنية وسيلة لتحقيق أجندات سياسية .
وتلاقى مع هذا المناخ ما قام به الموفد البريطاني ريتشارد مور الذي حمل نتائج اجتماع باريس الفرنسي البريطاني الأميركي، وجال على الرؤساء والمسؤولين محذراً من “مغبة أن تتحوّل الصدامات بين المحتجين في لبنان إلى صراع طائفي، وحثّ جميع الجهات على ضبط النفس والتحكم بالمناصرين المؤيدين لتلك القوى، كي لا تصبح التظاهرات الوطنية وسيلة لتحقيق أجندات سياسية.
وبعكس المناخ الدولي كان المناخ الداخلي يتجه نحو المزيد من التأزم، مع اعتماد رئيس الحكومة المستقيلة والمرشح الدائم لرئاسة الحكومة الجديدة، الرئيس سعد الحريري لخطة تجمع بين تشجيع الضغوط على رئيس الجمهورية وفريق الثامن من آذار، لتسريع الاستشارات النيابية قبل التوافق السياسي بين الكتل النيابية على شكل الحكومة وبرنامجها، مستعيناً بثلاثية، استخدام الحراك بالتعاون مع قوى الرابع عشر من آذار خصوصاً بفرض الإضراب بالقوة وقطع الطرقات، بغياب التدخل الرادع من الجيش والقوى الأمنية، ومعها تحريك الهيئات الاقتصادية للدخول على خط الضغط عبر إضراب مسيَّس لا وظيفة له في مواجهة التأزم الخطير الذي تعيشه القطاعات الاقتصادية، والذي يعبر عن ذاته بإفلاس شركات وإقفال مؤسسات، وصرف عمال وشيكات مرتجعة، أما الركن الثالث لخطة الحريري فيقوم على المناورة باستهلاك أسماء مرشحين لرئاسة الحكومة، يتداولها مع أطراف ثلاثي التيار الوطني الحر وحركة أمل وحزب الله، ثم لا يلبث عندما تتبلور كخيارات جدية يبتكر لها سبباً للفشل، أو تسريباً للحرق.
الخطورة التي نتجت عن الخطة الحريرية ظهرت مع ما حدث على طريق الجنوب في منطقة الجية، حيث استشهد المواطنان حسين شلهوب وسناء الجندي، بسبب قطع الطرقات، وأدّى الحادث الى حالة غضب شعبي وسياسي وضع على الطاولة المخاطر التي يمكن أن تنزلق نحوها البلاد جراء المماطلة السياسية، طمعاً بالحصول على التنازلات. وقالت مصادر متابعة إنّها تأمل أن تكون البيانات الصادرة عن رئيسي تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي بعد الحادث وبعد ما شهدته أحياء بيروت، تعبيراً عن قرار بوقف الاستثمار السياسي واستهلاك الوقت، على أن يترجم ذلك بالجدية في المباحثات السياسية سعياً للتوافق على حكومة تستطيع منع الأسوأ.
فيما ينتظر رئيس الجمهورية حصيلة المشاورات المكثفة بين الرئيس سعد الحريري وثنائي أمل وحزب الله قبيل تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة، شهد الشارع جملة أحداث متسارعة، كان أبرزها الحادث الذي وقع أمس في الجية وأدى الى استشهاد المواطن حسين شلهوب والمواطنة سناء الجندي وجرح الفتاة نور شلهوب، ما خلق احتقاناً وتوتراً كبيرين في أكثر من منطقة، تطور الأمر ليلاً الى اشتباكات مسلحة بين تيار المستقبل وحركة أمل في منطقة الكولا وطريق الجديدة وقصقص وعائشة بكار وكورنيش المزرعة وشاتيلا والطيونة، بعد اعتداءات قام بها مناصرو المستقبل على المارة، ما لاقى ردة فعل من مناصري امل.
وبحسب معلومات ميدانيّة لـ “البناء” فإن “عدداً كبيراً من عناصر المستقبل مسلحة بأسلحة رشاشة تجول في أحياء الطريق الجديدة وقصقص بدراجات نارية وسيارات تقطع الطرقات وتعتدي على المواطنين حيث عملت على خطف مواطنين تحديداً في منطقة البربير والخاشقجي قبل أن تخلي سبيلهم”. وتضيف المعلومات أن “هذه المجموعات تتحرّك بناء على أوامر المدعو طارق الدنى الذي يأخذ أوامره من محمود الجمل المسؤول عن مجموعات المستقبل، منهم عدد كبير من المخيمات الفلسطينية“.
وكان مصدر عسكري نفى أن يكون الجيش أقام الحاجز الذي اصطدمت به سيارة الشهيد شلهوب ووصف خبراء عسكريون الحادث بالكمين المدبر من عناصر تابعة لقيادات حزبية، فيما رأت مصادر سياسية أن “الهدف من إشعال الشارع استدراج الفتنة لاستخدامها في السياسة لقطع الطريق على أي تسوية حكومية بين الحريري وعون وحزب الله وأمل أو تعطيل الاستشارت النيابية التي ينوي رئيس الجمهورية الدعوة إليها بمن حضر خلال اليومين المقبلين“.
وأشار وزير الدفاع الياس بو صعب الى وجود عمل جدي كي نتمكن من تأمين الحد الأدنى من الأصوات في المجلس النيابي . وهناك جهد لتكليف رئيس يتمكن من التشكيل ونيل الثقة، وربما في الساعات المقبلة نصل الى نتيجة فنكون أمام تكليف قريب، مشيراً الى أنه بحسب المعطيات فإن “الحريري بات مقتنعاً أنه يمكن تكليف سواه لتشكيل حكومة“.
وأكد بوصعب أن إقفال الطرقات لم يعُد مسموحاً لأنه سبّب خسارة الشهداء، مشدداً على أن الجيش اللبناني و القوى الأمنية ككل لا يمكنهم الانتشار على كل كيلومتر في لبنان، ولكن قرار فتح الطرقات اتخذ ويطبّق ولذلك فُتحت كل الطرقات صباحاً.
الأخبار : الحريري يناور بالشارع وبالمرشحين لخلافته
كتبت صحيفة “الأخبار ” تقول : صار واضحاً لجميع اللاعبين المحليين، وحتى الخارجيين، أن الرئيس سعد الحريري يحاول أخذ لبنان رهينة لمعادلة ”إما أنا أو الفوضى”. وما فعله خلال الساعات الـ24 الماضية، أثار بعض حلفائه المحليين والخارجيين، بسبب ما وصفوه بـ”التهور” الناجم عن قراره قطع الطرقات في عدد كبير من المناطق، وممارسته ضغطاً إضافياً على الجيش والقوى الامنية لمنع القيام بأي إجراء يمنع الصدام في الشارع.
في معلومات “الأخبار” أن الرئيس ميشال عون سمع من موفدين خارجيين كلاماً واضحاً حول وجود دعم أوروبي لتسوية سياسية سريعة تقوم على تشكيل حكومة طابعها إنقاذي، تتمثل فيها القوى السياسية كافة، وتضم مجموعة من الاختصاصيين، بينهم من يحاكي تطلعات الشارع، وان موقف الولايات المتحدة “المتردد” في دعم هذه التسوية، يستهدف تحسين مواقع حلفائها لا اكثر.
عون الذي “ضاق ذرعاً بدلع الحريري” أبلغ حلفاءه أنه “لن ينتظر طويلاً، وأنه مستعد للسير بحكومة من دون رضى الحريري أو حتى مشاركته”، وأنه سيمنح الاخير “فرصة نهائية للسير بحل مقبول خلال فترة وجيزة”. وقال عون إن الحكومة الجديدة “أمامها مهام كبيرة لا تحتمل أي نوع من التسويات التي كانت قائمة سابقاً، وان عليها القيام بخطوات كبيرة في الايام الاولى، من بينها تعيينات جديدة لمحاسبة كل من شارك في دفع البلاد نحو الهاوية السياسية والامنية والاقتصادية والمالية“.
موقف عون جاء بعد تردد واعتراضات من الحريري على إطار التسوية التي تم التوصل اليها قبل أيام، والتي تقوم على فكرة تسمية الوزير السابق بهيج طبارة رئيساً لحكومة من 24 وزيراً تضم ممثلين عن القوى السياسية الاساسية واختصاصيين يختارهم الرئيس المكلف وفق ترشيحات تقدمها القوى، على أن تحصل مشاورات جانبية لاختيار من يمكن اعتباره ممثلاً لقوى الحراك.
ما حصل في هذا المجال أن “الحريري، وعلى عكس ما يحاول مقرّبون منه إشاعته، هو من طرح اسم طبارة، وأرسلَ في طلبه، حتى إنه أرسل سيارة خاصة له، واجتمع به حوالى ساعة ونصف ساعة”. وبحسب المعلومات، “طلب الحريري من طبارة الاجتماع برئيس مجلس النواب نبيه بري الذي التقاه نحو ساعة ونصف ساعة أيضاً، والاجتماع بكل من معاون الأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل ووزير المالية علي حسن خليل، وأعطاه لائحة بالأسماء المقترحة لتوزيرها في الحكومة العتيدة، كما التقى طبارة الوزير جبران باسيل”. وأكدت المصادر أن “شكل الحكومة الذي جرى التفاوض عليه بين الخليلين وطبارة هو حكومة تكنو – سياسية، وقد أبدى الرجل موافقته على الأمر، مشترطاً خطوات خاصة في ترشيحه، أبرزها أن يعلن الرئيس الحريري نفسه عن ترشيحه وبموافقة الرؤساء السابقين للحكومة ودار الفتوى ايضاً”، وبعدَ لقائه بـ”الخليلين”، زاره كل من الوزير السابق غطاس خوري في منزله موفداً من الحريري، كما زاره المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم. وأكدت المصادر أن “الحريري ما إن وجدَ أن الجوّ العام لدى 8 آذار صارَ ميّالاً إلى السير بطبارة بدلاً منه، حتى بادر الى خطوات من شأنها عرقلة الامر، قبل أن يلجأ الى الشارع لحرق الطبخة كما فعل مع الصفدي سابقاً“.
وذكرت المصادر أن الحريري حثّ طبارة على “طلب صلاحيات تشريعية استثنائية لمواجهة متطلبات مواجهة الازمة الاقتصادية وكيفية إدارة المرافق العامة، وأنه يمكن تهدئة الشارع من خلال الدعوة الى انتخابات نيابية مبكرة وفق قانون جديد”، كما أشار عليه بضرورة أن يختار هو، وحده، أسماء جميع الوزراء، لا سيما الاختصاصيين منهم، وأن يكون لديه حق الفيتو على الوزراء السياسيين. كما أبلغه الحريري أنه سيرشّح وزراء، لكنه لن يمنحهم ثقة مطلقة ومفتوحة، ولن يكون ضامناً لأدائهم داخل الحكومة“.
لكن ما حصل خلال الساعات الماضية دل على أن الحريري انما يعمد من خلال هذه الطروحات الى التفاوض باسم طبارة، ليس لدعمه، بل لاستخدامه من أجل تحقيق تنازلات من جانب عون وحزب الله، على أن يثبتها ويحصل على المزيد في حال قرر العودة هو لتولي المنصب، خصوصاً أنه يحاول أن يعود الى منصبه شرط إبعاد أي تمثيل سياسي للآخرين، وتحديداً رفضه المطلق لتوزير جبران باسيل، علماً بأن الاخير أبلغه بما أبلغه به الأطراف الآخرون للحريري من أن باسيل لا يخرج من الحكومة الا في حال خرج الحريري نفسه، وأنه في حال تقرر تولّي طبارة تشكيل الحكومة من دون سياسيين بارزين، فإن باسيل لن يكون مقاتلاً ليكون داخل الحكومة. ويبدو حزب الله أكثر المتشددين في هذه النقطة، لأنه يعتبر أن طلب إطاحة باسيل إنما هو مطلب أميركي هدفه يتجاوز إبعاده عن الحكومة.
الوقائع الساخنة التي طبعت المشهد تزامنت مع الزيارة الاستطلاعية التي يقوم بها المدير العام للشؤون السياسية في وزارة الخارجية البريطانية ريتشارد مور الى بيروت. وقد التقى مور الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية جبران باسيل، متمنياً أن “تتشكل الحكومة في أسرع وقت لتحقق الاصلاحات اللازمة وتجنّب لبنان أيّ انهيار مالي أو اقتصادي”. وأمس، دعا مجلس الأمن الدولي، في بيان، “جميع الأطراف الفاعلين الى إجراء حوار وطني مكثف والحفاظ على الطابع السلمي للتظاهرات، عن طريق تجنّب العنف واحترام الحق في الاحتجاج من خلال التجمع بشكل سلمي”، مؤكداً “أهمية أن تتشكل في وقت سريع حكومة جديدة قادرة على الاستجابة لتطلعات الشعب اللبناني واستعادة استقرار البلاد ضمن الإطار الدستوري“.
الديار : حزب الله ضغط لتأليف الحكومة لكن هل يقوم الرئيس بتحويل الدولة الى حكم عوني الحريري لن يأتي ولن يسمّي وفرنسا ستستمر في دعمها الاقتصادي دون تغيير تقصير من قيادة الجيش في حفظ وسط بيروت والسفارة الأميركية لـ”الديار” : “لا توجد عقوبات“
كتبت صحيفة “الديار ” تقول : قام حزب الله بضغط سياسي عبر اتصالات مع كل الأطراف لحل ازمة تشكيل الحكومة، وقد نجحت هذه الضغوطات والاتصالات فنتج عنها معــرفة قرار الرئيــس سعد الحريري من بيت الوسط، انه لن يعود لرئاسة الحكومة ولن يسمّي أي اسم من قبله كي لا يــكون محسوباً عليه ولا يكون مسؤولاً عن سياسة الحكومة، بل سيكون على طرف الحكومة بشكل لا يتحـمل تيار المستقبل أي مسؤولية في الحكومة وقد لا يشترك في الحكومة تيار المستقبل، اذا تم توزيــع بعـض المقاعد بشكل لن يرضى عنه الرئيــس الحــريري كي لا يتحمل اية مسؤولية في شأن عمل الحكومة.
واذا كان قصر بعبدا ينتظر ساعات للحصول على جواب من بيت الوسط ومعرفة موقف الرئيس سعد الحريري، فان الذين زاروا بيت الوسط ليل امس علموا جدياً ان الرئيس سعد الحريري اتخذ قراره في عدم العودة الى رئاسة الحكومة وفي عدم تسمية اسم أي شخصية سنيّة كي لا يتحمل او يشارك في الحكم، كما ان تيار المستقبل سيدرس ماليا كيفية اشتراكه في الحكــومة، فاذا كان توزيع المواقع والمقاعد الوزارية برأيه غير سليم، فقد لا يشترك تيار المستقبل في الحـكومة المقبلة.
فرنسا ستستمر بالدعم الاقتصادي رغم غياب الحريري
وفوراً اتصلت “الديار” بمصدر فرنسي هام في باريـس له علاقة بمؤتمر سيدر – 1 وله مسؤولية بالملف اللبناني وابلغ الديار ان فرنسا وأوروبا والدول التي شاركت في مؤتمر سيدر – 1 لن تغير موقفها مهما كان شكل الحكومة، سواء جاء الرئيس سعد الحـريري ام رفض ان يكون رئيساً للحكومة، لان الدعم الفرنسي والاشارات التي حصلت عليها ”الديار” من باريس تؤكـد ان الرئيس الفرنسي ماكرون مصمم على انقاذ اقتصاد لبنان وعلى دعم الاقتصاد اللبناني ونهوض لبنان من الكبوة الاقتصادية الواقع فيها.
كما ان الفريق المختص بمؤتمر سيدر – 1 أعطاه توجيهاته الرئيس ماكرون في العمل بسرعة على أساس وعد تلقاه عبر موفد فرنسي جاء الى بيروت بأن الإصلاحات التي طلبها مؤتمر سيدر – 1 ستقرها الحكومة الجديدة فور تأليفها بعد اعتذار الرئيس سعد الحريري عن ترشحه لرئاسة الحكومة المقبلة، او تسمية اسم محسوب عليه او له أي علاقة به، كما ذكرنا، لان الرئيس الحريري لا يريد ان يتحمل أي مسؤولية في شأن الشخصية السنية التي ستحكم مع الرئيس العماد ميشال عون.
واذا كانت الإشارات الفرنسية قد ذكرت ان فرنسا غير متراجعة عن دعم لبنان، حتى ولو تغيرت الحكومة بشكلها وجاء رئيس حكومة غير الرئيس سعد الحريري، او رئيس حكومة لم يسمّه الرئيس الحريري، فان مساعد وزير الخارجية البريطاني اكد الأجواء ذاتها، وبات واضحا ان بريطانيا وفرنسا لن يأتيا ولن يطلبا أي مطلب في شأن سلاح المقاومة ووضع المقاومة في لبنان في البيان الوزاري للحكومة المقبلة كي لا يحرجا لبنان، والاهم عندهما الانطلاق للخروج من الازمة الاقتصادية.
النهار: اللعب على حافة الفوضى ينذر بإثارة فتنة
كتبت صحيفة “النهار” تقول: لم تردع الضجة الكبيرة التي أثارتها الإعتداءات الترهيبية التي شنّها أنصار للثنائي الشيعي “أمل” و”حزب الله” ليل الأحد على المتظاهرين عند جسر “الرينغ” والتي استمرت حتى فجر أمس، هؤلاء المناصرين ولا قادتهم أو المسؤولين عنهم عن تكرار الممارسات الاستفزازية نفسها ولو باتت تهدّد بإثارة فتنة على خلفية إطلاق شعارات وتبريرات تحمل طابعا مذهبياً فاقعاً لهذه الاعتداءات. ولعل أكثر ما أثار الشكوك والمخاوف مع انكشاف مشهد الأضرار التي خلفتها المواجهات العنيفة التي افتعلتها الجماعات المعتدية على المتظاهرين مع المتظاهرين والقوى الأمنية أن أي ردّ فعل رسمي أو سياسي أو قيادي لم يصدر على ما جرى، بل ان محاولات أخذ التداعيات في اتجاه حادث السير المفجع في الجيه الذي ذهب ضحيته المواطن حسين شلهوب وشقيقة زوجته سناء الجندي وإدراجه في إطار توظيف التعبئة ضد الانتفاضة الشعبية لم يشكل مؤشراً مريحاً لوجود رغبات جادة في منع أي انزلاقات نحو اهتزازات أمنية أو فوضوية.
كما أن تكرار الاستفزازات مساء أمس من خلال عودة انصار “أمل” و”حزب الله” الى تحدي المتظاهرين والقوى الأمنية وتنظيم مواكب استفزازية جالت في وسط بيروت ومحيط ساحات الاحتجاج أوحى بمخطط ثابت أو قرار سياسي كبير لدى القيادتين الحزبيتين بإطلاق أيدي جماعات المناصرين في هذا النوع من التحركات سعياً الى ترسيخ معادلة “توازن الردع” في مواجهة المتظاهرين واتهامهم بتعطيل حرية التنقل من خلال قطع الطرق والتسبب بمقتل شلهوب والجندي. وهو أمر برز بوضوح مع تنظيم أنصار الثنائي مواكب من مئات الدراجات النارية التي جالت ليلا في وسط بيروت ومحيطها والكثير من أحيائها حيث اتخذت القوات الأمنية والعسكرية مزيداً من الإجراءات تحسباً لأي خلل أمني. كما برز ذلك من خلال اطلاق شعار مستنكر واستفزازي في احتفال حاشد أقيم مساءً في المشرفية تضامنا مع ضحيتي حادث الجية ردده الألوف وهو “الشعب يريد 7 أيار جديد” في إشارة الى العملية المسلحة التي نفّذها “حزب الله” ضد “تيار المستقبل” في بيروت عام 2008.
اللواء : صِدامات ورصاص في الشوارع: البلد على حافة الفتنة! موسكو وأوروبا لمنع التداعيات الأمنية.. وإضراب إقتصادي إستعجالاً للحكومة
كتبت صحيفة “اللواء ” تقول :في اليوم الأربعين للانتفاضة الشعبية، شهدت الساحة سلسلة من التطورات ذات الدلالات على ما يُمكن ان تمضي إليه الأحداث. سواء لجهة الحلحلة أو الانزلاق إلى العنف المتنقّل:
1 – بعد ليلة حافلة بالعنف عند جسر “الرينغ” بين مناصرين لحركة “امل” وحزب الله والمشاركين في الحراك، الذي قرّر ناشطوه الانتقال إلى قطع الطرقات تمهيداً لإضراب دُعي إليه، تفاعل الموقف صباحاً ومساء، على الرغم من تمكن الجيش اللبناني من فتح الطرقات صباحاً، بعد ليلة الحجارة، والتي تخللتها عمليات تخريب طاولت ممتلكات وسيارات.
ولكن ما حدث على طريق الجنوب- بيروت في محلة الجيّة، فاقم من المشهد الأمني، بعد اصطدام سيّارة المواطن حسين شلهوب بعمود كهربائي قطع الطريق على سيارته، التي تعرّضت لضرب الحجارة من قِبل قاطعي الطريق، مما أدى إلى اشتعال النار بها، فاحترق السائق وشقيقة زوجته السيدة سناء الجندي، واصيبت كريمته نور بجروح..
ومساء أمس عاد مناصرو “امل” وحزب الله على متن دراجات نارية إلى محيط ساحة الشهداء، وسط بيروت، حاملين صوراً للرئيس نبيه برّي، الذي دعا إلى درء الفتنة، بفتح الطرقات، هاتفين شعارات مناوئة للحراك، قبل ان يغادروا.
وكانت عشرات السيّارات والمحال التجارية تعرّضت للتكسير والتخريب في الاحياء المجاورة لوسط بيروت، وصولاً إلى شارع الجميزة، وصولاً إلى صور، حيث حاول مناصرو “امل” وحزب الله تحطيم خيم المعتصمين.
الجمهورية : دعوة أمميّة للتهدئة.. وبرّي: لحكومة بمعزل عن إسم رئيسها
كتبت صحيفة “الجمهورية ” تقول : تجلّت الأزمة بأبشع صورها في الساعات الأخيرة، وقف فيها لبنان على حافة تطورات غير محمودة النتائج. الصورة التي شاهدها كل اللبنانيين؛ من تحرّكات اختلط فيها السياسي بالمطلبي، إلى حد لم تعد تعرف وجهتها الحقيقية، وقطعٍ غير مبرر للطرقات وشعارات اظهرت البعد المذهبي الكامن لكل اللبنانيين، ناهيك عن الاعتداء على املاكهم وارزاقهم. تلك الصور يتربّع في اطارها سؤال برسم الطبقة السياسية والحراك الشعبي في آن معاً: أيّ عبرة استخلصتمونها مما حصل؟ وإذا كنتم تعانون المأزق، فلماذا تسحبون البلد واهله معكم الى هذا المأزق؟
40 يوماً، والشعارات ذاتها، والحراك ذاته، والسلطة ذاتها، والكيد هو الحاكم بأمر الجميع والمتحكّم بطرفين يقف كل منهما خلف متراسه في معركة شتم وقدح وذمّ لا اكثر، استجلبت اليها زعران الشوارع والزواريب ليعيثوا في الأرض فساداً وترويعاً للمواطنين. أما المواطن، فقابع في زاوية الخوف، حاضره مهدّد، وغَده مجهول، ورزقه ومدخراته ابتلعها غول المصارف حتى أفلس، الى حدّ لم يعد يملك حتى ثمن قوت يومه.
لقد اثبتت هذه التجربة المريرة التي يمرّ بها اللبنانيون، انّ الشعارات الطويلة والعريضة التي تُطلق من السلطة او من تلاوين الحراك، لم تعد قادرة على ان تجد سبيلاً الى إقناع المواطن بأنّ ثمة صادقاً تتملكه الحماسة للانتقال بالواقع اللبناني فعلاً، الى برّ أمان صار مفقوداً، جرّاء العشوائية والمنحى الفوضوي الذي تُساق فيه الأمور منذ 17 تشرين الاول. فالجميع، ومن دون استثناء، في نظر الناس، متهمون الى ان يثبت العكس.
لقد اكّدت هذه التجربة انّ الحراك، هو مجموعة حراكات كل منها يغني موّاله. اما الطاقم السياسي، فتجده نازلاً الى حلبة تصفية حسابات مع بعضهم البعض، وخصوصاً بين شركاء الأمس القريب في المكاسب والمغانم والصفقات والسمسرات، التي لم تكن خافية على احد لسنوات طويلة. على انّ الطامة الكبرى في هذا المجال، انّ هذه المعركة التي بلغت اعلى درجات الاحتدام، يصوّرها اطرافها بأنّها معركة بين ملائكة وشياطين، فيما هي على حقيقتها الساطعة معركة بين مجموعة شياطين تلبس اقنعة الملائكة والقديسين.
هذه الصورة السوداء، بما رافقها من مواجهات بين شوارع متصادمة، تبدو انّها أطلقت العدّ التنازلي السلبي لإسقاط البلد نهائياً في رمال أزمة متحرّكة توشك ان تبتلعه. وأسوأ ما في هذا الواقع هو انّ اصحاب الأمر والنهي على مستوى السلطة الحاكمة، ليسوا عابئين الّا بما يحصّن عروشهم فقط، بينما بيوت الناس توشك ان تنهار على رؤوسهم. ويرفضون التنازل، ولو بشيء ضئيل لا يُذكر من نعمهم، لإطفاء الحريق.
ثمة تسليم عام بأنّ الواقع المعقّد سياسياً، يتطلب صدمة لإحداث خرق ايجابي فيه، وأولى الخطوات المؤدية اليها، تتجلّى في المسارعة الى تشكيل حكومة تعيد لملمة اجزاء البلد التي بدأت تتناثر. لكن المشكلة الكبرى تكمن في التباينات السياسية التي تبقي الحكومة الجديدة بعيداً من المتناول، وفي إصرار بعض الجهات السياسية على رمي المسؤولية على “مجهول” خارجي يمنع تشكيلها!