من الصحف البريطانية
واصلت الصحف البريطانية صباح الاثنين اهتمامها بالتقارير التي نشرت حول “تغطية الجيش البريطاني والحكومة على أدلة تثبت ارتكاب جنود بريطانيين جرائم حرب وانتهاكات للمدنيين في العراق وأفغانستان” والاحتجاجات والمظاهرات في مختلف أنحاء العالم وعلاقتها “بتقويض سلطة النخبة السياسية الدولية الفاسدة”، علاوة على تراجع قيمة شركة أرامكو السعودية بعد الإعلان عن أسعار أسهمها استعدادا للطرح الأولي.
نشرت الديلي تليغراف مقالا للورد دانت رئيس أركان الجيش البريطاني السابق وعضو مجلس اللوردات بعنوان “يجب أن نحاسب جنودنا لكن أغلبهم ليسوا بلطجية ولا قتلة“.
ويحاول دانت الرد على الاتهامات التي تناولتها صحف بريطانية حول “تغطية الجيش والحكومة” على “أدلة تثبت ارتكاب جنود بريطانيين جرائم قتل وتعذيب واعتداء على مدنيين في العراق وأفغانستان“.
يقول العسكري السابق “لقد انفطر قلبي وأنا أقرأ القصة التي نشرت بالأمس عن جرائم الحرب المزعومة من قبل جنودنا في العراق وأفغانستان، وقلت هانحن نعود إليها مرة أخرى“.
ويضيف دانت الذي كان رئيس أركان الجيش البريطاني خلال الفترة ما بين عامي 2006 و 2009 أنه “من السهل دوما أن تلقي بالاتهامات على أي شخص لكن من الصعب أن تفند هذه الاتهامات، ففي أي قصة يصدق الناس دوما أول رواية يسمعونها“.
ويواصل قائلا “ولقد شعرت بالفزع طبعا من الأدلة التي وردت بصدد جرائم قتل الأطفال وتعذيب المدنيين التي تم التغطية عليها من قادة الجيش، لكني تساءلت أيضا هل هذه إعادة للاتهامات الفارغة التي أثيرت سابقا؟“
ويؤكد “أنا على قناعة تامة بأن أغلب العمليات التي شارك فيها جنود بريطانيون تمت بشكل صحيح وطبقا لبنود معاهدة جنيف وقانوننا البريطاني“.
ويختم دانت قائلا “لا يوجد شخص فوق القانون وعندما تكون هناك أدلة واضحة وثابتة يجب أن تتبعها محاكمات وإدانات، لكن أغلب الجنود البريطانيين ليسوا بلطجية ولا قتلة“.
نشرت الإندبندنت مقالا للصحفي بورزو دراغي بعنوان “الاحتجاجات تقوض سلطة النخبة السياسية حول العالم“.
يقول دراغي إنه كان قبل أيام مدعوا لحضور أمسية بمناسبة مرور 30 عاما على انهيار حائط برلين. لكنه مع صحفيين آخرين فوجئوا بحاجتهم إلى تصريح أمني إضافي بسبب احتجاجات تجري في برلين.
ويقول دراغي “لقد كنت في برلين عام 1989 كطالب في الجامعة وكنت أعمل صحفيا في نيويورك عام 2011 وعاصرت الأحداث في المدينتين لحسن الحظ“.
ويوضح دراغي أن الحدثين كانا مؤثرين ولهما تبعاتهما وأديا إلى تغيير وجه العالم كما كنا نعرفه مضيفا أنه “قبل كل حدث كانت هناك إرهاصات تلفت النظر إليه. فقبيل انهيار جدار برلين استمرت المظاهرات والاحتجاجات أشهرا عدة في كل دول أوروبا الشرقية، وقبيل الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول تابعنا الهجوم على المدمرة الأمريكية يو إس إس كول والهجمات على السفارات الأمريكية في دول أفريقية“.
ويقول “التغيير يحدث تدريجيا وليس بشكل مفاجي، إنه كالزلزال يتجمع الغضب رويدا رويدا قبل أن ينفجر“.
ويشير دراغي إلى أن “العالم يشهد اليوم احتجاجات مدنية مستمرة تضعف إن لم تكن تقوض سلطة النخبة السياسية الفاسدة على مستوى العالم“.
ويضيف “بغض النظر عن حجم التأثير الواقع على هذه النخبة،التي تواجه على أقل تقدير تحديا شعبيا واسعا لسلطتها، وشاهدنا ذلك في العراق والعالم العربي وفرنسا والسودان وتشيلي وهونغ كونغ والجزائر، حتى أن رفع أسعار الوقود أدى إلى احتجاجات واسعة في إيران“.
ويواصل دراغي “قبل 30 عاما انتهت الحرب الباردة وبدلا من البناء على لحظة السعادة والوفاق، قام ورثة النظام الدولي ببنائه على أسس من انعدام المساواة والعدالة الاقتصادية وصحبوا ذلك بدعم الأنظمة البوليسية التي ينفجر العالم الآن في مواجهتها تعبيرا عن الضيق وعدم الرضا أمام فشل قيادات العالم الذين يجتمعون سنويا في المنتجع الشهير للتزلج على الجليد” مشيرا إلى منتدى دافوس الاقتصادي.
ويضيف “حتى الآن نفس الصفوة السياسية وقادة نظام الشراكة العالمي يبقون في السلطة بدءا من لندن حتى برلين وواشنطن، ورغم ذلك يتعين عليهم أن يدفعوا ثمن الأخطاء التي ارتكبوها، وعلى رأسها انعدام الكفاءة، والفساد“.
نشرت الغارديان تقريرا لمراسلها الاقتصادي جوليان أمبروز بعنوان “تراجع قيمة أرامكو لأقل من تريليوني دولار“.
يقول أمبروز إن الشركة أعلنت طرح أسهمها في بورصة التداول السعودية مقابل سعر يتراوح بين 30 و32 ريالا للسهم، وهو ما يعني أن قيمة الشركة الكلية ستتراوح ما بين 1.6 و 1.7 تريليون دولار أي أن القيمة التي كان يسعى إليها ولي العهد محمد بن سلمان قد تقلصت.
ويضيف أمبروز أن السبب هو استقبال المستثمرين لعملية الطرح التي تم تأجيلها عدة مرات بشكل فاتر رغم أن السعودية أكدت طرح الأسهم للمستثمرين في الشرق الأوسط فقط خلال المرحلة الأولى حيث تضمن مساندة رجال الأعمال ودعمهم.
ويوضح أن الشركة اكتفت بطرح 1.5 في المئة من أسهمها رغم أنه من المعروف أن الطرح الأولي يكون بنسبة 5 في المائة من حجم الشركة كما كان مخططا في السابق يتم توزيعها بين بورصة التداول المحلية في المملكة وإحدى البورصات العالمية.
ويشير أمبروز إلى أن الشركة تتواصل مع مستثمرين عالميين في كل من الصين وروسيا تمهيدا لطرح أسهمها في الأسواق العالمية كما أنها التقت ممثلين عن بنوك دولية كبرى وصناديق استثمارية شهيرة استقبلتها بشكل حافل رغم التشكك في قيمة الشركة التي كان يسعى إليها محمد بن سلمان وهي تريليوني دولار.
ويوضح الصحفي أن قيمة الشركة، حسب استطلاع للرأي أجرته شبكة بلومبيرغ بين خبراء اقتصاديين دوليين، تراوحت بين 1.2 و 1.5 تريليون دولار.