من الصحف الاسرائيلية
أظهر استطلاع جديد نشرته الصحف الاسرائلية الصادرة اليوم أن انتخابات جديدة للكنيست لن تخرج إسرائيل من المأزق السياسي الحاصل منذ انتخابات نيس/أبريل الماضي، ولم تحله انتخابات أيلول/سبتمبر الماضي أيضا. وبحسب الاستطلاع، الذي نشره صحيفة “اسرائيل اليوم” فإن 40% من الإسرائيليين يفضلون تشكيل حكومة وحدة تضم حزب الليكود وكتلة “كاحول لافان” وحزب “اسرائيل بيتنا“.
وقال 28% إنهم يفضلون حكومة يمين ضيقة، بينما أيد 17% حكومة وسط – يسار ضيقة. وتبين أن 81% من ناخبي “يسرائيل بيتينو”، برئاسة أفيغدور ليبرمان، يؤيدون حكومة وحدة، وكذلك 68% من ناخبي “كاحول لافان” برئاسة بيني غانتس. وفي المقابل، ينخفض التأييد لحكومة وحدة بين ناخبي حزب الليكود، برئاسة بنيامين نتنياهو، إلى 38%، ويؤيد 53% منهم تشكيل حكومة يمين. كذلك يؤيد 75% من ناخبي كتلة “يهدوت هتوراة” و73% من ناخبي حزب شاس تشكيل حكومة يمين.
وأظهر الاستطلاع أنه لو جرت انتخابات ثالثة للكنيست، الآن، فإن المشهد السياسي لن يتغير، ولن يحصل أي معسكر على أغلبية 61 مقعدا في الكنيست. وسيحصل معسكر الوسط – يسار، المؤلف من “كاحول لافان” وحزب العمل وكتلة “المعسكر الديمقراطي”، على 45 مقعدا، ومعسكر اليمين والحريديين سيتراجع من 55 مقعدا في الكنيست اليوم إلى 53 مقعدا.
تشير تقديرات سياسية أن رئيس تحالف “كاحول لافان”، بيني غانتس، سيعيد التفويض إلى الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، دون أن يتمكن من تشكيل الحكومة.
وتنتهي مهلة تفويض غانتس لتشكيل الحكومة بعد 6 أيام، فيما لا تزال الأحزاب في حالة من عدم الوضوح وعدم اليقين حيال التطورات المقبلة، وما يخطط له كل حزب.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن جلسة لقادة “كاحول لافان”، انتهت مساء الخميس، دون الحسم بكل ما يتعلق تشكيل حكومة وحدة وطنية مع الليكود، بتناوب ما بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ورئيس “كاحول لافان”، غانتس.
وأوضحت أنه لا يوجد أي تقدم بالمفاوضات بين الحزبين، وتشير التقديرات إلى أن غانتس سيعيد التفويض إلى رئيس الدولة دون أن يتمكن من تشكيل الحكومة.
وذكرت القناة أنه في هذه المرحلة، فإن موازين القوى داخل “كاحول-لافان” معقدة للغاية وغير واضحة، إذ لا يعتبر غابي أشكنازي وموشيه يعالون التوضيحات التي تلقاها التحالف حيال مقترح ريفلين بالتناوب مع نتنياهو واستعداده للاستقالة في حال قدمت ضده لوائح اتهام بقضايا الفساد التي يواجهها، وهو المقترح الذي يرفضه أيضا يائير لابيد.
وبحسب القناة، أبدى غانتس موقفه الرافض أيضًا لمقترح ريفلين، ووجه أصابع الاتهام إلى الليكود واتهمه بعدم الاستعداد للتنازل بكل ما يتعلق بالتناوب على رئاسة الحكومة، ورفضه كذلك تفكيك كتلة اليمين.
وقال غانتس إنه “لا يوجد أي تقدم في المفاوضات مع الليكود”، وفي المقابل يدعي الليكود أن الخلافات الداخلية في “كاحول لافان”، هي التي تحول دون التقدم بالمفاوضات لتشكيل حكومة وحدة وطنية واسعة.
وفي وقت سابق أعلن حزب العمل برئاسة عمير بيرتس، عن تقدم جدي في الاتصالات مع “كاحوللافان”، الأمر الذي يرجح أن غانتس لم يستبعد بعد إمكانية تشكيل حكومة ضيقة، علما أن بيرتس صرح بأنه لن ينضم لحكومة برئاسة نتنياهو.
وبعيدا عن المفاوضات بين الأحزاب، فإن قرار المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، بشأن التوصيات بتوجيه الاتهام إلى نتنياهو قد يحسم وجهة التطورات، وهو القرار الذي من المتوقع أن يصدر في الأسابيع المقبلة.
ووفقا لتقديرات القناة 12، يبدو أن قادة تحالف “كاحول لافان”، يخشون توقيع اتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية مع الليكود برئاسة نتنياهو، ليتبيّن لهم في اليوم التالي أنه قد وجهت لوائح اتهام ضد نتنياهو.
وفي ظل هذه التعقيدات، تنقل القناة عن أوساط في “كاحول لافان”، إن “كل شيء لا يزال مطروحا للتفاوض، بما في ذلك حكومة أقلية، ومن المحتمل أن يبذل غانتس جهودا حتى لحظة اتخاذ القرار، ولكن في الوقت الحالي، لا تزال هذه المعادلة بعيدة المنال”.