من الصحف البريطانية
تناولت الصحف البريطانية الصادرة اليوم عددا من القضايا العربية والشرق أوسطية من بينها تقرير لمنظمة هيومان رايتس ووتش بشأن حقوق الإنسان في السعودية، والاحتجاجات في كل من العراق ولبنان.
نشرت صحيفة الغارديان تقريرا لمايكل صافي بعنوان “تقرير يحذر من أن الإصلاحات في السعودية تخفي واقعا مظلما“.
ويقول الكاتب إن تقريرا لمنظمة هيومان رايتس ووتش يكشف أن “النشطاء ورجال الدين وغيرهم ممن يُنظر إليهم على أنهم من منتقدي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ما زالوا يواجهون الاعتقال التعسفي بعد عام من مقتل (الصحفي السعودي) جمال خاشقجي“.
ويقول الكاتب إن محمد بن سلمان أشرف على تخفيف العديد من القيود الاجتماعية في السعودية منذ توليه مركزا قياديا في الحكومة السعودية منذ أربعة أعوام، ومن أحدث هذه الإصلاحات السماح للنساء الذين تزيد أعمارهن عن 21 عاما بالحصول على جواز للسفر والسفر للخارج دون الحاجة إلى إذن ولي الأمر.
ويستدرك الكاتب قائلا إن تقرير هيومان رايتس ووتش، الذي صدر الاثنين، يرى إن هذه الإصلاحات تخفي “واقعا أكثر قتامة”، بما في ذلك الاعتقالات الجماعية لعدد من الناشطات في مجال حقوق المرأة، اللواتي يزعم بعضهن أنهن تعرضن للتحرش الجنسي والتعذيب في السجن، بما في ذلك الجلد والصعق الكهربائي.
ويقول تقرير المنظمة الحقوقية إن نحو 20 شخصا تم اعتقالهم بصورة تعسفية العام الحالي، كما تم احتجاز ثلاين شخصا منذ مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول. ويضيف الكاتب إن مقتل خاشقجي جعل جهود ولي العهد السعودي للحد من اعتماد المملكة على النفط محل الكثير من التدقيق.
ويضيف الكاتب أن تقريرا للأمم المتحدة صدر في يونيو/حزيران الماضي افاد أنه “يوجد الكثير من الأدلة ذات المصداقية” على أن ولي العهد السعودي وغيره من المسؤولين السعوديين كانوا ضالعين في مقتل خاشقجي.
وينقل الكاتب عن تقرير هيومان رايتس ووتش قوله إن الانتقادات الدولية “لم تنجح في إيقاف الحملة ضد من يُنظر إليهم على أنهم من المعارضين داخل المملكة، حيث شهدت المملكة موجة من الاعتقالات ضد الناشطات في مجال حقوق المرأة، ومن بينهن خديدجة الحربي، التي كانت حبلى وقت اعتقالها“.
ويقول الكاتب إن أنس المزروع، المحاضر في جامعة الملك سعود، اعتقل في مارس/آذار بعد الدفاع عن الناشطات المعتقلات في ندوة في معرض الكتاب في الرياض.
نشرت الفاينانشال تايمز تقريرا لكلويه كورنيش من بيروت بعنوان “تقاسم السلطة في العراق ولبنان يواجه تحديات“.
وتقول الكاتبة إنه في كل من لبنان والعراق خرج المتظاهرون بأعداد كبيرة للمطالبة برحيل رؤوس النظام، وحققوا في احتجاجاتهم مكاسب كبيرة، حيث استقال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بينما حاول رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي تهدئة المتظاهرين، وعرض رئيس البلاد على المتظاهرين إجراء انتخابات جديدة.
وترى الكاتبة أنه بالنسبة للكثير من المتظاهرين لم تعد استقالة الحكومة أمرا كافيا، حيث يريدون التخلص من النظام الذي أوصلهم للحكم.
وقال حيدر جلال، وهو طالب يبلغ عمره 21 عاما ويشارك في الاحتجاجات في بغداد “أتمنى التخلص من جميع الأطراف التي شاركت في العملية السياسية في البلاد منذ 2003 وحتى اليوم”. وتضيف أن رأيه يعد انعكاسا للغضب المتفشي ضد النظام السياسي الذي نصبته الولايات المتحدة وحلفاؤها بعد غزو العراق والإطاحة بنظام صدام حسين.
وتقول الكاتبة إن الديمقراطيات الهشة في بيروت وبغداد جاءت وليدة النزاع والصراع بعد حرب أهلية مدمرة في لبنان وفراغ السلطة الذي اعقب الإطاحة بصدام.
وتضيف أن النتيجة في الدولتين كانت إقامة نظام معقد متشعب لتقاسم السلطة يهدف لموازنة المصالح الدينية والعرقية، على أمل تجنب المزيد من إراقة الدماء وإقامة حكومات تشمل مختلف الطوائف.
وتقول الكاتبة إن المحللين والمتظاهرين على حد سواء يرون أن هذه الأنظمة الطائفية والعرقية تقشى فيها الفساد، مما يحول دون الحكم السديد للبلدين ولا يفي بطموحات المواطنين المطالبين بمستوى أفضل للمعيشة.