من الصحف الاسرائيلية
مع انسداد أفق التوصل إلى مخرج للأزمة السياسية التي تواجهها إسرائيل بعد جولتين انتخابيتين لم تأتيا بنتائج حاسمة توفر أغلبية كافية في الكنيست لتشكيل ائتلاف حكومي، ازداد التوقعات بالتوجه لانتخابات ثالثة، فيما أشار تقرير صحافي إلى أن “كاحول لافان” تدرس تقديم عرض لليكود، قد يقود إلى تسوية قد تؤدي إلى تشكيل حكومة وحدة.
وبعد نحو 24 ساعة من تكليف الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفيلن، لرئيس قائمة “كاحول لافان”، بيني غانتس، بمهمة تشكيل الحكومة الإسرائيلية اللاحقة، كشف تقرير للقناة 12 الإسرائيلية، أن الأخير يدس عرض تسوية على الليكود من شأنها أن تؤدي إلى انفراجة بالمشهد السياسي الإسرائيلي.
وقالت القناة إن العرض الذي يدرسه غانتس قبل عرضه على الليكود يقترح على نتنياهو التنازل عن أحد الشرطين الصعبين اللذين حددهما للمشاركة في حكومة تضم “كاحول لافان”، وهما أن يتولى رئاسة الحكومة أولا بموجب اتفاق تناوب مع “كاحول لافان”، والشرط الثاني يتمثل بتمسكه بـ”كتلة اليمين” وإصراره على التفاوض باسم جميع مركبات الكتلة.
وبموجب مقترح التسوية الذي بدأ طاقم تفاوض “كاحول لافان” بالعمل على صياغته عقب تكليف غانتس، سيكون نتنياهو مخيرًا إما بالتخلي عن شراكته بـ”كتلة اليمين”، وتولي رئاسة الحكومة أولا، وإما القبول بحكومة وحدة واسعة مع “كاحول لافان” تضم شركائه في كتلة اليمين، على أن يتولى المنصب ثانيًا بموجب اتفاق تناوب مع غانتس.
في ظل الأوضاع السياسية الداخلية في إسرائيل واستمرار محاولاتها منع التمركز العسكري الإيراني في سورية وتصريحات إيران بالرد على هجمات إسرائيلية سابقة، فإن ذلك يبقي الاحتمالات مفتوحة، بحسب تحليلات إسرائيلية، على تدهور الأوضاع إلى مواجهات، في الجبهتين الشمالية والجنوبية.
وكتب المحلل العسكري لصحيفة هآرتس عاموس هرئيل أن الجولة قادمة سواء عاجلا أم آجلا،وأضاف أن طهران ألمحت في عدة مناسبات أن “الحساب” لا يزال مفتوحا مع إسرائيل بسبب الهجمات السابقة، مشيرا إلى أن إيران وضعت “معادلة” جديدة، ترد عسكريا بموجبها على كل هجوم إسرائيل، كما حصل في نهاية آب/ أغسطس ومطلع أيلول/ سبتمبر.
وبحسبه فإن الجولة القتالية القادمة باتت وشيكة وربما تحصل نتيجة إحباط إسرائيل لـ”خطة انتقامية” إيرانية، أو بسبب مبادرة الجيش الإسرائيلي إلى عملية ضد تعاظم القوة الإيرانية في مناطق نقل الأسلحة إلى حزب الله.
ويشير إلى أن التقديرات تتأكد من واقع عدم الاستقرار في ساحات مختلفة قد يستمر لفترة طويلة، علاوة على التأثيرات المتبادلة.
وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، قد “حذر” من أن الأوضاع على الجبهتين الشمالية والجنوبية “متوترة وهشّة”، وأنها من الممكن أن تتدهور إلى مواجهات رغم أن “أعداء إسرائيل” ليسوا معنيين بالحرب، على حد تعبيره.
وبحسب الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية، فإن تصاعد التوتر في الشمال قد يتسبب باحتكاكات عسكرية في الجنوب، حيث أنه بالرغم من أن حركة حماس تسعى للاستقرار وتجنب الحرب، فإن حركة الجهاد الإسلامي تعتبر “لاعبا حرا” لها اعتباراتها الخاصة، ولا يقلقها حجم الأضرار التي قد تحصل لقطاع غزة نتيجة تدهور الأوضاع إلى مواجهة عسكرية أخرى.
وكتب هرئيل أنه لا يمكن على هذه الخلفية تجاهل الوضع السياسي الداخلي في إسرائيل، مشيرا إلى أن اللاعبين المركزيين في المفاوضات الائتلافية، الرئيس رؤوفين ريفلين ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ورئيس “كاحول لافان” بيني غانتس، يكثرون الحديث بلهجة قاتمة عن تغيير حقيقي في الوضع الأمني، والتلميح بأن “الإسرائيليين ليسوا مدركين لخطورة الوضع“.
وكان نتنياهو لدى إعادة التفويض بتشكيل الحكومة إلى ريفلين، قد حاول اتهام غانتس بتجاهل هذه الأخطار، وادعى أنه واصل رفضه مناقشة تشكيل حكومة وحدة حتى بعد أن استجاب نتنياهو لطلبه الاجتماع مع رئيس أركان الجيش الذي عرض عليه (على غانتس) مجمل التحديات والتهديدات التي تواجهها إسرائيل.