من الصحف الاميركية
ذكرت الصحف الاميركية الصادرة اليوم ان البيت الأبيض ألغى الاشتراكات في صحيفتي نيويورك تايمز وواشنطن بوست بعد أقل من يوم واحد من اقتراح الرئيس دونالد ترمب بإنهاء اشتراكهما، وقالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، ستيفاني غريشام، لصحيفة “ذا هيل” في واشنطن: “ليس لدينا خطط لتجديدها“.
وسبق ذلك تصريح ترمب بنفسه للمذيع ومقدم البرامج، شون هانيتي، من شبكة فوكس نيوز خلال مقابلة بثت: “لم نعد نريدها في البيت الأبيض” في إشارة إلى صحيفة نيويورك تايمز، وتابع: “سننتهي على الأرجح من ذلك، مع واشنطن بوست.. فهي كلها مزيفة“.
قال المعلق توماس فريدمان بمقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز إن رهان ترامب الثلاثي هو انتصار لبوتين وخسارة للأكراد وشكوك لدى الحلفاء، واعتبر الكاتب رهان ترامب بأنه “عبقرية محضة“.
وأشار في مقدمة مقالته لخطاب ألقاه رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير أمام جلسة مشتركة للكونغرس تحدث فيه عن قدر السياسة الخارجية الأمريكية: “في زاوية صغيرة من هذا البلد الشاسع، في نيفادا أو إيداهو أو الأماكن التي لم أذهب إليها أبدا مع أنني رغبت، هناك رجل يمارس حياته ويهتم بأموره ويقول لقادة البلد السياسيين: لماذا أنا لماذا نحن ولماذا أمريكا؟ والجواب الوحيد هو لأن القدر وضعكم في هذا المكان من التاريخ وفي هذه اللحظة من الزمن والمهمة هي مهمتكم“.
ويوافق الكاتب على قول بلير عن الدور الذي وضعه القدر على أكتاف الأمريكيين إلا أنهم وبعد سنوات عدة باتوا مجهدين من هذا الدور، وأمريكا تحتاج لفترة راحة بعد عقود من “الاحتواء” للاتحاد السوفييتي، التي بنيت أثناء الحرب الباردة، تبعتها سياسة “التوسع” التي جاءت بعد سقوطه وقامت على تكبير مساحة الديمقراطية في ضوء القوة التي لا تضاهى لأمريكا في مرحلة ما بعد الحرب الباردة.
وفي هذا السياق ترامب ليس مخطئا في بحثه عن خروج وراحة من مشاكل العالم، لكن مهمة الرئيس هي موازنة الرغبة المفهومة للأمريكيين الذين لم يعودوا يهتمون بالعبء أو يعارضون أي عدو للدفاع عن الحرية، بشكل يدفع الولايات المتحدة للانخراط في مشاكل العالم، وعليه عمل هذا بطريقة مستدامة، ولكن المشاركة المستدامة تتطلب عمل ثلاثة أشياء: التمييز الجيد والضغط على الحلفاء وتوسيع مساحات اللياقة. وقد خرق ترامب كل هذه المبادئ في سوريا.
في مقال له بصحيفة واشنطن بوست اعتبر كاتب أميركي أن المعركة الطويلة بين واشنطن وقاعدة ترامب الجماهيرية بشأن السياسة الخارجية اتخذت منعطفا مصيريا هذا الأسبوع عندما أقر الرئيس بأنه يعطي أولوية لآراء جماهيره على مسؤوليه وعلى الحزب الجمهوري عند اتخاذه قرارات أمن قومي مهمة.
وتنبأ الكاتب الأميركي جوش روجين بأن يتبع ترامب الغوغاء لا العقلاء خلال العام المقبل على الأقل، مشيرا إلى أنه لم يكن أكثر وضوحا في تصريحاته قبل اجتماع مجلسه أول أمس الاثنين عندما دافع عن قراره بسحب القوات الأميركية من سوريا، عبر الإشارة إلى رد فعل جمهوره أثناء تجمع حاشد في دالاس الأسبوع الماضي.
ولفت روجين إلى أشياء أخرى عدة قالها ترامب اعتبر بعضها مبالغا فيه أو مضللا أو زائفا، لكن الجزء الأكثر صدقا في كلامه عن سوريا هو الموضوع الذي كان يعود إليه مرات عدة، وهو أنه انتخب لإنهاء “الحروب اللانهائية” وقاعدته تحب ذلك، وأن خبراء واشنطن ليست لديهم فكرة عما يتحدثون عنه.
وأضاف الكاتب أن ترامب لا يرفض متفاخرا نصيحة قادة الحزب الجمهوري في السياسة الخارجية فحسب، بل إنه -كما قال العديد من المسؤولين- توقف عن التماس مشورة شريحة واسعة من بيروقراطيي الأمن القومي عند اتخاذ قرارات كبيرة.
ولهذا السبب -يقول روجين- تسعى وزارة الدفاع (البنتاغون) جاهدة إلى وضع خطط لانسحاب سريع للقوات الأميركية من أفغانستان، تحسبا لمباغتة قادة الجيش بما ليس في الحسبان.
وبعد الأزمة السورية يحاول الجميع داخل المنظومة التأقلم مع حقيقة مفادها، أن الرئيس يتخذ قرارات تتعلق بالأمن القومي بناء على حسابات إعادة انتخابه في عام 2020.
وأشار الكاتب إلى الخطأ الذي وقع فيه الرئيس السابق باراك أوباما عند إعادة انتخابه بشأن سحب القوات الأميركية من العراق، واضطر إلى إعادتها مرة أخرى لتدمير تنظيم الدولة الإسلامية الذي أعلن خلافته هناك، وكيف أن ترامب انتقد هذا الخطأ لكنه يكرره الآن بسوريا بناء على وعده لقاعدته في حملته الانتخابية.
ولخص روجين الأمر بأن لدى الغوغاء مظالم مشروعة، وأن العقلاء ارتكبوا أخطاء جسيمة في الشرق الأوسط وأماكن أخرى.
وفيما يتعلق بسوريا -يقول الكاتب- فإن العقلاء محقون والغوغاء مخطئون، لكن ترامب اتخذ قراره، والآن سنرى كيف يبدو شكل الشرق الأوسط دون قيادة الولايات المتحدة.
وختم الكاتب مقاله بأنه على مدار العام المقبل نتوقع أن يكون لحسابات ترامب السياسية تأثير أكبر على السياسة الخارجية مع الصين وكوريا الشمالية وإيران وأفغانستان، وسيحب جمهوره هذا الأمر بالتأكيد حتى تعود النتائج الحقيقية لسوء اتخاذ القرارات لمطاردة الولايات المتحدة لاحقا.