من الصحف الاسرائيلية
ذكرت الصحف الاسرائلية الصادرة اليوم ان طائرة خاصة من نوع “تشالنجر” غادرت مطار بن غوريون قرب تل أبيب إلى مطار عمان بالأردن حيث توقفت لمدة دقيقتين، قبل أن تقلع إلى مطار الرياض بالسعودية لتعود أدراجها إلى إسرائيل بعد توقف لمدة 55 دقيقة، وهو ما أثار تساؤلات لدى الصحفيين الإسرائيليين عما وصفوها بـ”الرحلة الغامضة”.
فذكرت الصحف إنها رصدا حركة هذه الطائرة الغامضة من خلال تطبيق “فلايت رادار” الذي أظهر أن الطائرة تعود إلى ملكية خاصة ومسجلة في الولايات المتحدة الأميركية، ولكن سجل الطائرة يظهر حركات تنقل عديدة في الأشهر الماضية بين مطار بن غوريون ومطار القاهرة الدولي.
وكتب الصحفي المتخصص بالأمن في صحيفة معاريف الإسرائيلية يوسي ميلمان في تغريدة على تويتر أن “توقف الرحلة في عمّان من أجل “غسل الرحلة”، في إشارة إلى عدم سماح السلطات السعودية برحلات مباشرة من تل أبيب إلى أراضيها، ولذلك تتوقف الطائرة في دولة ثالثة قبل أن تتوجه إلى السعودية التي لا ترتبط بعلاقات رسمية مع إسرائيل.
مع تكليف رئيس “كاحول لافان”، بيني غانتس بتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، بات من الواضح أن المهمة ليست سهلة، وتكاد تكون شبه مستحيلة.
وفي حين ذهبت تحليلات إلى أن موقف المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، سيلعب دورا كبيرا في احتمالات تشكيل الحكومة وتجنب انتخابات ثالثة، فإن تحليلات أخرى ذهبت إلى جملة من السيناريوهات التي تبقى قيد التساؤل.
وكتب المحلل السياسي يوسي فيرتر، في صحيفة هآرتس اليوم أن احتمالات تشكيل حكومة ضئيلة، وتقترب من الصفر، ومن المؤكد أنه في حال تشكيلها ستكون أيامها قصيرة، وفي حال لم تتفكك كتلة اليمين، فإن غانتس لا يمكنه الاعتماد على أحد في تشكيل الحكومة باستثناء مندلبليت.
وكتب أنه مرت 11 سنة و5 معارك انتخابية قبل أن يكلف الرئيس الإسرائيلي سياسيا غير بنيامين نتنياهو لتشكيل الحكومة (بيني غانتس)، “تبدل خلالها رؤساء ورؤساء أركان للجيش وقضاة وعمداء، وولد أطفال وتطورت الهواتف الذكية وأطلقت مركبات فضائية“.
واعتبر أن غانتس وجه رسالتين في خطابه، الأولى تهديد لنتنياهو بأن الشعب سيحاسبه إذا وضع مصلحته الشخصية والقضائية قبل مصلحة الجميع في حال أصر على التناوب، والثانية موجهة إلى “الشريك الإستراتيجي”، أفيغدور ليبرمان، الذي تعهد مرة أخرى بتشكيل “حكومة وحدة ليبرالية“.
وبحسبه، فإن ليبرمان بات مهما جدا بالنسبة للمكلف بتشكيل الحكومة، وتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تقدما في المفاوضات الائتلافية بين “كاحول لافان” و”يسرائيل بيتينو”، وفي الوقت نفسه سيتم إيلاء الاهتمام لحزب “العمل – غيشر” كشريك محتمل في ائتلاف غانتس.
وعن احتمالات إجراء مفاوضات مع “الليكود”، فإنه في حال أصر الأخير على التفاوض باسم 55 عضو كنيست (كتلة اليمين التي شكلها نتنياهو)، فإنه “لن يساوم على رئاسة الحكومة. وحتى لو رغب بذلك، فإن شركاءه، يائير لبيد وموشيه يعالون وغابي أشكنازي لن يسمحوا بذلك“.
وتوقع فيرتر ألا يحصل أي تقدم في الأسابيع الأربعة الأولى، وأن التقديرات تشير إلى أنه ترتيب الأوراق قد يحصل بعد العشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر، مع انتهاء مدة تكليف غانتس، وفي المدة الزمنية التي تصل إلى 21 يوما الأخيرة، التي ستأتي بعدها الانتخابات المقبلة.
ويخلص إلى أن حكومة الأقلية التي سيجري الحديث عنها كثيرا في الأسابيع القريبة ستكون على الورق فقط، فاحتمالات تشكيلها ضئيلة لدرجة تقترب من الصفر. وفي حال تشكلت فإن أيامها ستكون “قصيرة وعاصفة ومريرة. وإذا لم تتفكك الكتلة اليمينية – الحريدية في الأيام الـ28 القريبة، فإنه لا يمكن لغانتس الاعتماد على أحد لتشكيل الحكومة إلا المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت“.
تجدر الإشارة إلى أن قادة كتلة اليمين اجتمعوا، يوم أمس، في مكتب رئيس الحكومة، واتفقوا على أن الوزيرين ياريف ليفين زئيف إلكين يمثلان الكتلة في أية مفاوضات مستقبلية مع “كاحول لافان“.
وأكدت أييليت شاكيد على أن “كتلة اليمن قوية ومستقرة”، بينما قال نائب الوزير ليتسمان أنه في حال تم استدعاؤه للمفاوضات مع “كاحول لافان”، فإنه سيوفد ليفين وإلكين.
إلى ذلك، كتب المحلل الإسرائيلي بن كسبيت، في “معاريف”، اليوم، أن جميع المحللين يجمعون على أن تكليف غانتس بتشكيل الحكومة لا يشكل حدثا مجديا في العقدة السياسية، ولكن، بحسبه، فإن ذلك ليس صحيحا بالضرورة، حيث أن نتنياهو يدرك أهمية الصورة والحواجز النفسية على الإسرائيلي المتوسط، وأنه “أردك ذلك جيدا عندما توسل رئيس الشاباك، يعكوف بيري، عندما أشغل منصب رئيس المعارضة في تسعينيات القرن الماضي، للحصول على حراسة رسمية، باعتبار أن ذلك يجعله يبدو كرئيس حكومة.
وكتب أن نتنياهو يعرف أن حياته السياسية كرئيس للحكومة كانت بسبب أن أحدا من بين خصومه السياسيين لم يتمكن من الظهور كمن يستطيع أن يحتل مقعد رئيس الحكومة، أمثال تسيبي ليفني وشيلي يحيموفيتش ويائير لبيد ويتسحاك هرتسوغ، حيث لم يتمكنوا من إقناع الوعي الجماعي الإسرائيلي بأنهم قادرون على الجلوس هناك.
واعتبر أن غانتس مختلف، فهو “زعيم له شعبية وحضور وقادر على احتلال مقعد رئيس الحكومة“.
ويهاجم نتنياهو بالقول إنه “حيوان سياسي لا مثيل لها في العالم، فقد خطط لتأميم مؤسسة رئيس الحكومة في إسرائيل لسنوات، وبنى نفسه كسيد أمن وزعامة، وسيد العالم وإسرائيل“.
واعتبر بن كسبيت أن غانتس تحدث يوم أمس كـ”رئيس حكومة، وتصرف كرئيس حكومة”، ولكنه يضيف أن المهمة ليست سهلة، وتكاد تكون غير ممكنة.
ولفت إلى تصريحات غانتس والتي جاء فيها “في انتظارنا أيام ليست سهلة، فالأعداء في الخارج يراقبون وينتظرون اللحظة المناسبة. نحن ملزمون باتخاذ قرارات صعبة بسبب العجز والنمو المتوقف. سبق وأن اتخذت قرارات صعبة في الماضي، وإذا اقتضت الضرورة سأفعل ذلك في الأيام القريبة“.
ويتساءل بن كسبيت “هل سيقوم غانتس بتفكيك كاحول لافان لتشكيل حكومة مع نتنياهو؟ هل سيشكل حكومة أقلية بدعم العرب من الخارج؟ سيشكل حكومة مع الحريديين رغم نتنياهو؟“.