الصحافة البريطانية

من الصحف البريطانية

تناولت الصحف البريطانية الصادرة اليوم عددا من القضايا العربية والشرق أوسطية من بينها غضب الشباب في العديد من الدول العربية إزاء الفساد في بلدانهم، والانسحاب الأمريكي من شمال شرق سوريا. كما اهتمت الصحف بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مع اقتراب الموعد المحدد لذلك في نهاية الشهر الجاري.

البداية من صحيفة الفاينانشال تايمز، ومقال لأندرو إنغلاند بعنوان “غضب الشباب العرب يصل درجة الغليان إزاء الحنث بالوعود”. ويقول الكاتب إنه حين فرض لبنان ضرائب على اتصالات واتس آب لدعم مدخولات خزينة الدولة، كان ذلك مثال آخر على إخفاق الساسة العرب في قراءة المزاج العام ورأي الشارع. وفي غضون ساعات من ذلك من القرار كان الآلاف من اللبنانيين قد خرجوا للإعراب عن غضبهم وبدأت مظاهرات حاشدة في بيروت وغيرها من المدن.

ويرى الكاتب أن الاحتجاجات التي يشهدها لبنان هي أحدث نموذج على الغضب الذي يعتمل في شتى ارجاء الوطن العربي “حيث تشرف الصفوة السياسية على أنظمة سياسية متعفنه تخفق حتى في توفير الاحتياجات الاقتصادية الأساسية“.

ويقول الكاتب إنه في الشهر الماضي تأججت اكبر احتجاجات تشهدها بغداد منذ اعوام، وقبل ذلك اشتعلت احتجاجات في مصر إثر الانتقاد اللاذع الذي وجهه رجل أعمال غير معروف للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وأدت مزاعم الفساد ضد السيسي التي أفشى أسرارها رجل الأعمال محمد علي إلى احتجاجات نادرة في “واحدة من اشد دول الشرق الأوسط قمعا“.

ويقول الكاتب إن نقاط البدء كانت مختلفة ولكل دولة آلياتها المختلفة، ولكن جذور الغضب متشابهة، وتعد صدى للأسباب التي أدت إلى انتفاضات الربيع العربي عام 2011: إخفاق القادة في تحقيق آمال وتحقيق متطلبات الشباب.

ويقول الكانب إن الخبراء طالما حذروا من هشاشة الوضع القائم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، “وهي منطقة قامعة تتفشى فيها البطالة وسط الشباب“.

ويضيف أن المتظاهرين في لبنان ومصر والعراق رددوا شعارات متشابهة: يجب لهذا النظام أن يسقط.. وفي الأردن أجبرت المظاهرات العام الماضي رئيس الوزراء على الاستقالة.

ويقول الكاتب إنه في إبريل/نيسان الماضي أدت الاحتجاجات إلى الإطاحة بزعيمين مخضرمين في غضون أيام من بعضهما: الرئيس السوداني عمر البشير والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.

ويضيف أنه مع تزايد الغضب، تتزايد أيضا الضغوط الاجتماعية في منطقة تقدر فيها أعداد الذين تقل أعمارهم فيها عن 30 عاما بنحو 60 في المئة من عدد السكان. ويقدر صندوق النقد الدولي عدد الشباب الذين سيدخلون سوق العمل في الأعوام القادمة يقدر بنحو 27 مليونا.

ويقول إن الدولة هي أكبر جهة للتوظيف في العديد من البلدان، ولكن الشباب يشكون من تفشي الواسطة. كما أن العديد من الدول فرضت إجراءات تقشف في محاولة للسيطرة على الدين العام، ولكن هذا يعني خفض الدعم على الغذاء والوقود والكهرباء، مما يضع المزيد من الأعباء على ميزانية الأسر.

نقلت صحيفة التايمز التي جاءت افتتاحيتها بعنوان “نفوذ روسيا”، وتقول الصحيفة إنه عندما سحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قوات بلاده من شمال شرق سوريا، فإنه عرض حلفاء الولايات المتحدة الأكراد إلى هجوم كبير من القوات التركية عبر الحدود.

ويضيف أن الأكراد لم يجدوا خيارا إلا طلب المساعدة من روسيا ومن القوات الحكومية السورية. وأدى ذلك إلى وصول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى منتجع سوتشي الروسي للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وتقول الصحيفة إن ذلك اللقاء قد يعني نهاية الهجوم التركي على شمال سوريا، ولكن ثمن ذلك سيكون باهظا للمنطقة والعالم، حيث سيقوي الرئيس السوري بشار الأسد وسيؤكد رسوخ روسيا كقوة دولية دبلوماسية وعسكرية.

وترى الصحيفة أن تخلي إدارة ترامب عن الأكراد منح بوتين الفرصة الدبلوماسية لتوطيد سلطة الدولة السورية مع تقديم روسيا على أنه وسيط سلام يتمتع بمصداقية.

نشرت صحيفة الغارديان مقالا للصحفية التركية إيشية تيميلكوران بعنوان “المقاتلات الكرديات يجدن أنفسهن مجددا رهينات لعبة اكبر”، وتقول الكاتبة إنه في أغسطس/آب نشرت مجلة ماري كلير جلسة تصوير غير معتادة، فيدلا من العارضات، خصصت الصفحات لمقاتلات كرديات في وحدات حماية الشعب الكردية يرتدين سترات مموهة ويحملن بنادقهن.

وتقول إن هؤلاء النساء لقين من الثناء الكثير لشجاعتهن في التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية. وتقول الكاتبة إنه بعد انسحاب القوات الأمريكية من شمال سوريا، تصدرت صور هؤلاء الشابات الشجاعات الجميلات الصحف مجددا، ولكن لأسباب تثير الحزن والألم في الأنفس.

وتقول الكاتبة إنه بعد الخذلان الذي تعرض له الأكراد جراء الانسحاب الأمريكي والهجوم التركي الموسع الذي تبعه على المناطق ذات الأغلبية الكردية شمال شرق سوريا، كان العدد الأكبر من القتلى من هؤلاء المقاتلات وهن في ريعان شبابهن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى