من الصحف الاميركية
ذكرت الصحف الأميركية الصادرة اليوم الى ان مصادفة أن ينتهي الانسحاب الأميركي من سورية عشية انعقاد قمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في موسكو وقبل نهاية الهدنة التركية – الكردية لا تبدو، فالرسالة أنّ الدور الأميركي في سورية انتهى إلى غير رجعة رغم الاعتراضات الواسعة على قرار الرئيس دونالد ترامب، لا ترامب في وارد التراجع والعودة إلى التحالف مع الأكراد، ولا الواقع الجديد على الأرض يسمح بذلك.
وحسب معلومات البنتاغون تكون القوات الأميركية قد دخلت العراق مع أنّ ترامب كان قد وعد بعودتها إلى ثكناتها في الولايات المتحدة الأميركية، القوة الرمزية الباقية، مئة إلى مئتي جندي، تغادر “بعد أسابيع” حسب مصادر عسكرية، مهمتها “مطاردة تنظيم داعش وحماية آبار النفط”، كما قال الرئيس ترامب.
لكن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر وضع بقاءها في سياق “إعادة انتشار القوات في المنطقة”، تضارب يعكس خلطة من الخلافات الداخلية والفوضى المقصودة لتشويش الصورة وتمرير الانسحاب على دفعات تنفتح بعدها صفحة جديدة في الأزمة السورية، بأدوار ومعادلات مختلفة قد تتبلور ملامحها بعد قمة بوتين – أردوغان.
هل فعلا يريد الرئيس رجب طيب أردوغان الحصول على السلاح النووي؟ تجيب صحيفة نيويورك تايمز بأن طموحات الرئيس التركي هي أبعد من سوريا، وفي تقرير أعده ديفيد سانغر وويليام برود جاء أن الرئيس أردوغان وقبل العملية في تركيا قال إنه “لا يستطيع القبول” بقيود الغرب التي تمنعه من الحصول على القنبلة النووية.
وقال في اجتماع أمام حزبه الحاكم في أيلول (سبتمبر): “بعض الدول لديها صواريخ برؤوس نووية” ولكن الغرب يصر على “أننا لا نستطيع الحصول عليها” وهو “ما لا أقبله”. وتعلق الصحيفة بأن تركيا في مواجهة مع الناتو وراهنت ثم فازت بالرهان بأنها قادرة على القيام بعملية عسكرية في داخل سوريا بدون مواجهة تداعيات، ولكن أردوغان يريد حسب الصحيفة نقل المواجهة نحو مرحلة جديدة، فإن لم تكن أمريكا قادرة على منعه شن حملة ضد الأكراد فكيف ستمنعه من متابعة المثال الإيراني والحصول على التكنولوجيا النووية؟.
وعلقت الصحيفة بأن حديث أردوغان عن السلاح النووي ليس جديدا ولا طموحه التحرر من معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي التي وقعتها بلاده، ولكن لا أحد يعرف حقيقة نواياه، فالرئيس التركي لديه القدرة على جعل أعدائه وحلفائه يفقدون توازنهم.
واضافت الصحيفة أن تركيا لديها كل المكونات للبرنامج النووي من خلال رصيد اليورانيوم والبحوث العلمية وعلاقة غامضة مع عبد القدير خان، وتقوم تركيا ببناء أول مفاعل نووي للأغراض المدنية لتوفير الطاقة الكهربائية بمساعدة من روسيا، وهو ما يزيد القلق حول الكيفية التي ستقوم فيها أنقرة بالتخلص من النفايات النووية والتي يمكن أن تشكل الأساس لتصنيع النفط، وكانت روسيا هي التي بنت مفاعل بوشهر الإيراني. ويقول الخبراء إن تركيا ستحتاج إلى سنوات كي تنتج سلاحها النووي إلا إذا اشترته، ولو فعلت فسيواجه أردوغان وضعا خطيرا.
لو صحت التقديرات فأردوغان في طريقه للحصول على برنامج أكثر تقدما من ذلك الذي تطمح السعودية للحصول عليه ولكنه أقل مما توصلت إليه إيران.
وتقول جيسكا فارنوم، الخبيرة بتركيا في مركز ميدلبريز جيمس مارتن لأبحاث منع انتشار السلاح النووي في مونتيري بكاليفورنيا: “يقوم أردوغان باستخدام الورقة النووية أمام جمهور محلي معاد لأمريكا وليس من الوارد أن يقوم بمتابعة السلاح النووي”، مشيرة إلى أن سمعة تركيا ستتضرر وكذا الثمن الاقتصادي سيكون ضخما وقد “تضرب جيوب ناخبي أردوغان“.