أسامة سعد: الانتفاضة الشعبية مستمرة حتى إلغاء كل الضرائب الجائرة
حيا الأمين العام ل”التنظيم الشعبي الناصري” النائب الدكتور أسامة سعد في مداخلة عبر اذاعة “صوت الشعب”، “الانتفاضة الشعبية” واعتبرها “انتفاضة مشروعة ومحقة”، داعيا إلى الحفاظ على زخمها وسلميتها”. وأكد “أن المنتفضين سيستمرون في نضالهم“.
ونبه سعد من المحاولات التي تسعى للتخفيف من الزخم الشعبي لهذه التحركات”، مؤكدا “أن المعارضة الشعبية التي تبلورت ستنجح في بناء دولة عصرية ديمقراطية”. وقال:” إن الشعب اللبناني له حقوق أساسية من صحة، وتعليم، ونقل عام، وكهرباء ومياه، وأن يعيش في مستوى معيشي لائق، وأن يحصل على الضمانات ومنها ضمان الشيخوخة، وغيرها من الحقوق .. إن السياسات الحكومية أهدرت هذه الحقوق الطبيعية والإنسانية للشعب اللبناني. الناس انتفضت لتطالب بهذه الحقوق، ولتناضل من أجل تغيير السياسات الاقتصادية والاجتماعية. ولا بد من إدانة نهج السلطة الذي يرفض سماع صوت الآخرين، هذا النهج الذي يحرص ويستمر في تلبية المطالب الخارجية، وهو مصر على معالجة الأزمات من منظور طائفي ومذهبي، وعلى خلفية وقاعدة التوازنات التي تحمي كل أشكال الفساد، وتهدر حقوق المواطنين في المجالات كافة“.
أضاف:”إن الوضع المتفجر في الشارع جاء للضغط في اتجاه تغيير السياسات، وتغيير رجالات السياسة المسؤولين عن تدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين. إن توجهات السلطة هي توجهات تريد أن تحمل كلفة وأعباء الأزمات التي أنتجتها خلال سنوات طويلة للفئات الكادحة المنتجة والمحدودة الدخل. هذه السلطة تعفي الفئات القليلة العدد والتي استفادت بشكل كبير من هذه السياسات“.
وتابع سعد:” إن الانتفاضة الشعبية هي انتفاضة مشروعة ومحقة. والمطلوب أن تحدد أهدافها بشكل واضح وصريح، وأن تحافظ على قوة وزخم وسلمية هذه التحركات في مواجهة سياسات السلطة وصولاً إلى صياغة أهداف واضحة قابلة للتحقق. نحن بحاجة لتحديد سقوف معينة لهذه المرحلة لنصل إلى تحقيق خطوات باتجاه الدولة الديمقراطية العصرية المنيعة في مواجهة كل الأوضاع الداخلية، والتحديات الخارجية المرتبطة بتهديدات حقيقية وملفات أساسية، ومرتبطة بالتهديد من قبل العدو الصهيوني، مرتبطة بالتبعية لإرادات خارجية، ومعالجة الملف الفلسطيني، والعلاقات السياسية السورية التي يجب أن تكون على أسس سليمة، ومعالجة أزمة النازحين، هي ملفات مرتبطة بتوجهات اقتصادية تخدم مصالح الشعب اللبناني، ومرتبطة بتوجهات مالية تطمئن اللبنانيين على عملتهم وقدراتهم الشرائية المهددة الآن بالصميم. كل هذه المسائل بحاجة لإعادة نظر ولرؤية جديدة. وهذه التركيبة الحالية غير قادرة على وضع رؤية جديدة للمرحلة القادمة، وهي غير قادرة على تلبية مطالب هؤلاء الشباب المنتفضين الذين طال تهميشهم والضغط عليهم باتجاه الهجرة. هم يعيشون أزمة وحالاً من العوز، وانتفضوا لأنهم يشعرون بألم ، وأنينهم طال أمده، والسلطة غائبة عنهم وعن سماع صوتهم. ومن حق الشباب المطالبة بدولة عصرية تشبههم.
وردا على سؤال حول تخوفه من ضبابية المرحلة، وأن تراوح هذه الحالة مكانها، قال سعد:
” هي مسؤولية وطنية. ويجب على القوى الوطنية تصويب الأمور وأخذها بالاتجاه الذي من شأنه إنتاج مرحلة جديدة ورؤى جديدة في المجالات كافة. وهناك غياب للحالة الوطنية المعارضة الوطنية التي لها بعد سياسي واجتماعي واقتصادي، هذه المعارضة الوطنية يجب أن تأخذ دورها فورا، وأن تحقق ما يمكن تحقيقه في هذه المرحلة“.
وقال:”شعبنا يمتلك الوعي والجرأة وأثبت ذلك اليوم وفي المحطات السابقة، كما أثبت أن لديه وعي كامل وأنه يريد دولة عصرية“.
وردا على سؤال حول الحكومة وما إذا كانت ستستمع إلى مطالب المنتفضين، أم أنها ستستمر في التجاهل، قال سعد:” الحكومة ستلتف على المطالب وستحاول احتواؤها وإسقاطها. هي لن تستطيع تجاهل الانتفاضة الشعبية العارمة من أقصى الجنوب إلى الشمال إلى البقاع. هي سيصدر عنها تركيبات وصياغات جديدة للالتفاف على الانتفاضة الشعبية. نحن كوطنيين لبنانيين مطالبون بأخذ دورنا كاملا، وأن نكون شركاء مع شعبنا . نحن معنيون بوضع خارطة طريقة لإنقاذ البلد، ولا نريد سلطة تدفع باتجاه الفوضى .. لأن الفوضى هي لمصلحة أطراف السلطة. نحن لا مصلحة لنا بالفوضى .. نحن لدينا رؤية ..
وردا على سؤال حول رأيه بمظاهر التكسير التي تشهدها بعض المناطق، قال سعد:” إن الزخم الشعبي أقوى من أي عمل عنفي ضد الأملاك العامة والخاصة. هذه المسألة يجب أن ننتبه لها. لقد تبلورت معارضة شعبية مهمة .. ويحاول البعض الإساءة لهذه المعارضة الشعبية، لذلك علينا امتلاك الوعي الكافي لمحاصرة هذه الحالات التي تحاول التخفيف من الزخم الشعبي لهذه التحركات من خلال ممارسات عنفية لا لزوم لها ولا تفيد بشيء“.
وردا على سؤال حول تحضر التنظيم الشعبي الناصري للمشاركة في التحركات الشعبية، قال سعد:” نحن موجودون ونواكب التحركات في كل المناطق. وسنستمر في مواكبتها. وسنجري أوسع مروحة من الاتصالات السياسية لوضع خارطة طريق في ظل هذا التطور الإيجابي الذي حصل في لبنان ولنرى كيف ستترجم تطلعات الناس ومطالبها بمشروع سياسي يحمل هذه المطالب ويوصلها إلى بر الأمان“.
وردا على سؤال حول إمكانية الوصول إلى بر الأمان، قال سعد:” هي مسألة تراكم نضالي . في المحطات السابقة مشروع السياسي كان غائباً. والتجارب الماضية يتعلم منها الناس. نحن لدينا برنامج سياسي، والحكومة ستحاول احتواء الوضع، ولكن الناس لا تثق بهم، ولن تصدقهم. الناس تريد القيام بإعادة نظر في كل السياسات القائمة”.