النواب الاميركي يندّد بقرار ترامب الانسحاب من سوريا
في أحدث إشارة إلى التدهور الكبير في العلاقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، منذ أن بدأت الأخيرة تحقيقًا الشهر الماضي بهدف عزل الرئيس، انسحب قياديون ديموقراطيون من اجتماع في البيت الأبيض عُقد لمناقشة السياسة الأميركية في سوريا، وذلك بعد أن توجه ترامب بكلام قاسٍ الى بيلوسي، واصفًا إيّاها بـ”السياسية من الدرجة الثالثة“.
وقال زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر والذي حضر الاجتماع إن ترامب بدأ بتوجيه “نقد لاذع ومبتذل”، بينما قالت بيلوسي إن الرئيس عانى من حالة “انهيار عصبي“.
وأضاف شومر بعد مغادرة الاجتماع المخصص لمناقشة قرار ترامب بالانسحاب من شمال سوريا: “لقد كان يوزع الإهانات، وخاصة لرئيسة مجلس النواب التي وصفها بأنها سياسية من الدرجة الثالثة”، وأشار إلى أن مشرّعين آخرين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري استمروا في حضور الاجتماع.
وقالت بيلوسي إن ترامب بدا “مهزوزًا للغاية” بعد التصويت الساحق من الحزبين في مجلس النواب لإدانة قراره سحب الجنود الأميركيين من سوريا، وتابعت: “ما شهدناه من جانب الرئيس كان حالة انهيار، وهذا أمر محزن“.
من جانبه، قال الديموقراطي في مجلس النواب ستيني هوير إنه وآخرين “شعروا بالإهانة الشديدة” بسبب معاملة ترامب لبيلوسي.
في المقابل، رفضت ستيفاني غريشام المتحدثة بإسم ترامب، الرواية الديموقراطية لما حدث، وقالت إن كلام الرئيس كان “مدروسا وحاسما” وإن خروج بيلوسي كان “غير مفهوم ولكنه لم يكن مفاجئا“.
وغرّدت غريشان عبر حسابها على “تويتر” قائلةً إن “القيادة الديموقراطية اختارت الخروج العاصف من الاجتماع والانتحاب أمام الكاميرات”، وأضافت: “بينما بقي الآخرون للعمل من أجل وطننا“.
وصوّت 354 نائبًا لصالح مشروع القرار فيما عارضه 60 آخرون، بعدما انضم العشرات من رفاق ترامب الجمهوريين إلى الأغلبية الديمقراطية المؤيدة للمشروع، بحسب وكالة رويترز.
ويسلط التصويت الضوء على الاستياء الشديد في الكونغرس من تحرك ترامب الذي يعتبره كثير من المشرعين تخليًا عن المقاتلين الأكراد الذين كانوا يقاتلون إلى جانب الأمريكيين لهزيمة مسلحي تنظيم “داعش” الارهابي.
ويعد القرار المشترك بمثابة أول إدانة للكونغرس لقرار ترامب، الذي اعتبر معارضون أنه منح الضوء الأخضر للقوات التركية لشن عمليتها شمال سوريا ومهاجمة القوات الكردية.
وينصّ القرار على أن مجلس النواب “يعارض قرار إنهاء بعض جهود الولايات المتحدة، لمنع العمليات العسكرية التركية ضد القوات الكردية السورية في شمال شرقي سوريا“.
ودعا القرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى “وقف العمل العسكري الأحادي فورًا” في المنطقة، وحض على استمرار الدعم الإنساني الأميركي في المجتمعات الكردية السورية.