الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية                                

البناء : إيران تؤكد تحسّن العلاقات مع الإمارات… ‏وبوتين يسعى في السعودية لحوار الرياض ‏وطهران الجيش السوري يصل الحدود مع تركيا شرقاً ‏وغرباً ووسطاً… وأردوغان يتراجع عن مواجهته الحريري يربط موقفه من مبادرة باسيل ‏بالنتائج… و”القومي يدعو للانخراط في ‏مواجهة الغزو التركي

 

كتبت صحيفة “البناء ” تقول : ارتسمت ملامح مشهد إقليمي جديد على إيقاع الموقف الحازم لسورية وحليفيها الروسي والإيراني ‏في مواجهة الغزو التركي، وربط المعركة بعنوان رفض الانفصال والاحتلال، فتموضعت قيادة قسد ‏وراء الجيش السوري مرتضية ما قدّمت لها دمشق من استعدادات للاعتراف بخصوصيّة تحت سقف ‏وحدة سورية وسيادتها ورموزهما، الأمن الواحد والرئيس الواحد والعلم الواحد، وما عدا ذلك يقبل ‏النقاش. وعلى الضفة المقابلة تبدلت اللهجة التركيّة فتحدث الرئيس التركي رجب أردوغان عن ‏الاستعداد لتقبّل انتشار الجيش السوري في عين العرب، بعدما قال مستشاره أول أمس، إن ‏الجيش التركي سيواجه أي تقدّم للجيش السوري نحو الحدود. وكان القرار السوري المدعوم من ‏إيران وروسيا مفاجأة عربية دولية، أكملت مشهد القوة الذي ظهر عبر إسقاط إيران للطائرة الأميركيّة ‏التجسسيّة العملاقة، وعملية المقاومة اللبنانيّة في أفيفيم، وهجوم أنصار الله في أرامكو. وكما ‏تلعثم الأميركيون ارتبك الخليج ووقعت تركيا بالحرج ذاته الذي واجهته في معركتي حلب وإدلب، بين ‏مواجهة تخسر فيها كل ما بنته مع روسيا وإيران أو التاقلم مع معادلة لا مفرّ من قبولها.

في الميدان، كان الجيش السوري يواصل انتشاره في الوسط على محور الرقة، وفي الشرق على ‏محور القامشلي، وفي الغرب على محور منبج. وفي السياسة كانت إيران تعلن تحسن العلاقات مع ‏الإمارات، وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعرض وساطته بين الرياض وطهران.

تبدو الحرب التي بدأت للتوّ، وكأن الجميع صار يعرف نتائجها، ويتعامل على أساس هذه النتائج. ‏فالقرار الذي يحسمها كان معلوماً، لكنه كان مستبعداً حتى وقع، وهو قرار سوري مدعوم من روسيا ‏وإيران للتقدّم نحو الشمال، وفرض أمر واقع على طرفي النزاع الكردي والتركي، الانفصالي ‏والاحتلالي.

لبنانياً، كان اجتماع الأحزاب الوطنية في السفارة السورية لإعلان موقف تضامنيّ مع سورية في ‏مواجهة العدوان التركي مناسبة ليطلق الحزب السوري القومي الاجتماعي بلسان رئيسه فارس ‏سعد الدعوة للانخراط في مواجهة الغزو، باعتباره عدواناً على الأمة وشعوبها وقواها الحيّة ‏والمقاومة، بينما على المستوى السياسي بقيت مبادرة وزير الخارجية جبران باسيل محور ‏التفاعلات السياسية الحكومية، حيث ربط رئيس الحكومة سعد الحريري موقفه النهائي من المبادرة ‏بنتائجها، متحدثاً عن عدم ممانعته بزيارة باسيل لسورية إذا أدّت إلى عودة النازحين وتسهيل تجارة ‏الترانزيت اللبنانية عبر سورية بينما شن ثنائي حزب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي ‏هجوماً عنيفاً على باسيل طال رئيس الجمهورية ببعض شظاياه.

أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي فارس سعد، أننا معنيون بأن نخوض مع سورية معركة الدفاع عن ‏الأرض والسيادة والكرامة. وبأنّ هذا العدوان التركي يرمي إلى احتلال مناطق سورية، على غرار احتلال العدو ‏‏”الإسرائيلي” لفلسطين والجولان وجنوب لبنان.

وخلال زيارة تضامنية قام بها “لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية” إلى مقرّ السفارة السورية في ‏لبنان، استنكاراً للعدوان التركي على الأراضي السورية، أشار سعد في كلمته الى أننا في حالة حرب بمواجهة ‏العدوان التركي الغاشم، ودعا كلّ القوى الحزبية والشعبية في أمتنا إلى الانخراط في هذه المواجهة المصيرية. ‏واشار إلى أنه منذ بدء الحرب على سورية، وتركيا بدعم أميركي و”إسرائيلي” ومن بعض الأنظمة المتخاذلة، تخطط ‏وتمهّد لاحتلال أراض سورية بعنوان ما يسمّى “المنطقة الآمنة”. والدعم الذي قدّمته أميركا للتنظيمات الكردية ‏الانفصالية كان جزءاً من هذا المخطط، حيث تقاطعت وظيفة التنظيمات الكردية الانفصالية، مع وظائف أدوات تركيا ‏‏”داعش” و”النصرة” وكلّ التنظيمات الإرهابية، وهيّأوا جميعاً لهذا العدوان التركي الوحشي.

وأكد جازماً بأن الخيار هو مقاومة العدوان، وكما انتصرت المقاومة في لبنان بدعم سورية، فإنّ سورية ستنتصر ومعها ‏كلّ قوى المقاومة. وها هو الجيش السوري وبقرار القيادة السورية بدأ مهامه في الشمال السوري دفاعاً عن ‏سيادة سورية ووحدتها وكرامتها. فتحيّة الى هذا الجيش البطل المقدام ومعاً سائرون إلى النصر الأكيد.

وعلى وقع المستجدات العسكرية في شمالي سورية، عاد الانقسام السياسي حول العلاقة مع سورية ليظلل ‏المشهد الداخلي، مع تهديد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في خطابه الأخير بقلب الطاولة على القوى ‏التي تعمل لإجهاض العهد الرئاسي وضرب الاقتصاد اللبناني، في إشارة الى الاشتراكي والقوات والذين يدورون في ‏الفلك الأميركي السعودي من تيار المستقبل و14 آذار.

وإذ شنّ حزبا الاشتراكي والقوات وبعض المستقبليين هجوماً عنيفاً على باسيل رافضين قراره المنفرد بزيارة سورية، ‏بقي الغموض يلف موقف رئيس الحكومة سعد الحريري من زيارة سورية، ما فُسّر على أنه عدم ممانعة. إذ اقتصر ‏رده على كلام باسيل بنقطة سبب خروج القوات السورية من لبنان وليس بقرار الزيارة، مقرناً موقفه من الزيارة ‏بنتائجها.

وقال الحريري في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي “دم الرئيس رفيق الحريري أعاد الجيش السوري إلى سورية. إذا ‏اراد رئيس التيار الوطني الحر زيارة سورية لمناقشة إعادة النازحين السوريين فهذا شأنه، المهم النتيجة، فلا يجعل ‏النظام السوري من الزيارة سبباً لعودته إلى لبنان، لأننا لا نثق بنيّات النظام من عودة النازحين، وإذا تحققت العودة ‏فسنكون اوّل المرحّبين”. وأضاف “البلد لا تنقصه سجالات جديدة، والهمّ الأساسي عندي اليوم كيف نوقف الأزمة ‏الاقتصادية. واذا لم يحصل ذلك، ستنقلب الطاولة وحدها على رؤوس الجميع“.

أما رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط فاتهم باسيل عبر “تويتر” دون أن يسميه بتزوير التاريخ. وقال: “تنهبون البلاد ‏وتدمّرون الطائف. تريدون تطويع الأمن كل الأمن لصالح احقادكم الى جانب الجيش“.

الأخبار : جنبلاط في الشارع: اختراع عدو وإحراج رئيس الحكومة | الحريري “يحرد” بعد فشله في زيادة الـTVA )

كتبت صحيفة “الأخبار ” تقول : لم ينجح النائب السابق وليد جنبلاط في نقل توتّره من الشارع إلى طاولة ‏مجلس الوزراء. فجبران باسيل وأعضاء تكتله تجاهلوا هجوم وزراء جنبلاط ‏عليه. لكن “الحرد” كان من نصيب الرئيس سعد الحريري الذي رفع جلسة ‏الحكومة بعد فشله في فرض زيادة ضريبة القيمة المضافة

فعلها النائب السابق وليد جنبلاط، وتقدّم القوى السياسيّة بالنزول الصاخب إلى الشارع. حشد كبير من الاشتراكيين ‏انطلق من الكولا، بعد ظهر أمس، ليتجمهر حول خطاب ناري للوزير وائل أبو فاعور في ساحة الشهداء، وهو يرفع ‏سقف الصراع السياسي في البلاد… من دون مبرّر!

أجندة جنبلاط ليست واضحة هذه المرّة، مثل مرّات سابقة كثيرة، وباعترافه، منها تلك التي سمّاها “لحظة تخلّ”، أو ‏تلك التي سمّى فيها نفسه “أداةً بأيدي الدول” خلال “مراسم” تكريم السفير السوري علي عبد الكريم علي في ‏المختارة، قبل سنوات قليلة.

في الداخل، تتّفق القوى السياسية، أو غالبيتها، على إبقاء الصراع الداخلي تحت التسوية الرئاسية. حتى حزب القوات ‏اللبنانية، وهو أحد أبرز المتضررين من التسوية، يحاذر التصعيد والاقتراب من أي تأثير فعلي على الاستقرار. وحده ‏جنبلاط بات يقارب لعبة الأمن، كما في قبرشمون وقبلها، كذلك في لعبة الشارع أمس.

مفهومٌ هذا القلق الجنبلاطي. فآخر الرهانات الإقليمية التي عوّل عليها… مع فارس سعيد، سقطت جميعها بالضربة ‏القاضية على أرض سوريا، مع انتشار الجيش السوري أمس في الشرق السوري وإعلان الميليشيات تسليمها مناطقها ‏لدمشق برعاية روسية مباشرة وإيرانية غير مباشرة، وترحيب دولي غير معلن، وتعاطف عربي مع سوريا. أمّا في ‏الداخل، فأتى الغطاء المقنّع الذي منحه الرئيس سعد الحريري لإعلان الوزير جبران باسيل عزمه على زيارة دمشق، ‏صاعقاً على جنبلاط، في هذا التوقيت الدقيق.

وإذا كان القلق مفهوماً، فإن ردّ الفعل الجنبلاطي غير مفهوم، بوقوعه خارج السياق الإقليمي والدولي والمحلي. فما ‏الذي يدفع جنبلاط إلى التحرّك في هذا التوقيت ضد سوريا، معاكساً المناخ المصري والإماراتي وحتى السعودي؟ وما ‏الذي يدفعه لرفع السقف ضد الرئيس ميشال عون وباسيل، بعدما سحب عون فتيل التفجير في الجبل قبل شهر، وقَبِلَ ‏بترحيب الوزير أكرم شهيّب به في قصر بيت الدين، كرمى للتهدئة، مانحاً جنبلاط شحنةً من الدعم المعنوي؟

تقتنع أكثر من شخصية سياسية بارزة في البلاد بأن التصعيد هو وسيلة جنبلاط الوحيدة اليوم للتعبير عن أزمته. ‏ويضع هؤلاء الهجوم المفاجئ على العهد وباسيل في الأيام الماضية، “كردّ فعلٍ أوّلاً على عدم قبول عون لفلفة قضية ‏قبرشمون، وقيام القوى الأمنية بتوقيف بعض الاشتراكيين أخيراً”، فضلاً عن “حاجته إلى خلق عدوّ في التجاذب ‏الداخلي يساعده على شدّ عصب مناصريه، فيستسهل الهجوم على باسيل وعون“.

أما السبب الثاني بالنسبة إلى هؤلاء، فهو محاولة جنبلاط المزايدة على الحريري وإحراجه في ملفّ العلاقة مع سوريا، ‏بعدما شعر بأن رئيس الحكومة لم يعد في موقع المعرقل لحصول تواصل رسمي حكومي مع الحكومة السورية.

أبو فاعور عبّر عن الموقف الجنبلاطي العالي السقف أمس، في ساحة الشهداء، بقوله: “أنتم المؤامرة الاقتصادية على ‏لبنان، تدمرون الاقتصاد لأنكم تبحثون عن تجديد تواجدكم في السلطة، وهناك فريق سياسي يتحكم في كل الوزارات ‏والقرار السياسي والأمني. تضعون الأزلام وأولاد الأزلام ونساء الأزلام في السلطة، استقيلوا. تتحدثون عن قلب ‏الطاولة، على من؟ الطاولة طاولتكم والأزلام أزلامكم، تحتكرون الطاولة ومن عليها. أنتم عاجزون”. وأضاف أبو ‏فاعور عن باسيل من دون أن يسميه: “قال قائدهم بالأمس في مشهد بطولي إنه يريد الذهاب الى سوريا من أجل إعادة ‏النازحين، قلتم سابقاً إنكم ستذهبون لاستعادة المفقودين، وأنتم اليوم لا تذهبون الى سوريا من أجل إعادة النازحين، بل ‏تذهبون لتتوسلوا الرئاسة، لأنه قيل لكم إن طريق الرئاسة يمر من دمشق، وآن الأوان لأن يقول لكم الشعب ارحلوا“.

هذا الموقف قاله وزير الصناعة بعد خروجه من جلسة مجلس الوزراء التي عُقِدت أمس في السراي. وعلى طاولة ‏الحكومة، قال أبو فاعور، مع زميله شهيّب، الموقف نفسه، وبمنسوب الصراخ نفسه. الوزير باسيل، في المقابل، ترك ‏مقعده، واتجه نحو “البوفيه”، وصبّ لنفسه الشاي. وبعد انتهاء أبو فاعور، طلب وزير الدفاع الياس بوصعب الكلام، ‏فقال له شهيّب: انتظر لأنني أريد أن أضيف شيئاً. هاجم شهيّب العونيين بحدّة أيضاً. وما إن انتهى حتى قال بوصعب ‏متوجهاً إلى الحريري: “تعرفون أنني مدعو إلى مؤتمر وعليّ المغادرة، لكن أريد أن ألفت نظركم إلى مسألة الموازنة ‏العامة”. فوجئ الحاضرون بتجاهل بوصعب، وجميع زملائه في تكتل لبنان القوي، لكلام شهيب وأبو فاعور. فقد ‏طلب وزير الدفاع تأجيل بتّ البنود الخاصة بموازنة الجيش وقوى الأمن إلى حين عودته من السفر. وهذا ما كان.

لكن الجلسة لم تنتهِ من دون “مشكلة”. فعندما بدأ مجلس الوزراء البحث في “الأوراق الاقتصادية” التي تلقّتها “لجنة ‏الإصلاحات” من المكوّنات الحكومية، اقترح الحريري زيادة نقطة مئوية على ضريبة القيمة المضافة، لتصبح 12 في ‏المئة، فضلاً عن زيادة الضريبة نفسها على الكماليات، طالب وزراء حزب الله بوضع لائحة لتحديد الكماليات لكي لا ‏يُستغل ذلك لكي تشمل الضريبة سلعاً أساسية. كذلك أبلغ وزير الشباب والرياضة الوزير محمد فنيش الحريري رفض ‏حزب الله لزيادة الضريبة على القيمة المضافة. مباشرة، عبّر باسيل عن رفض تكتل لبنان القوي لزيادة الـTVA، ‏فوقف الحريري ورفع الجلسة “حرداناً”. ولم يُعرف مصير نقاشات الموازنة التي ينبغي أن تُحال على مجلس النواب ‏قبل الثلاثاء المقبل.

 

النهار : استنفار واسع في مواجهة التهويل

كتبت صحيفة “النهار ” تقول : لم تكن تظاهرة منظمة الشباب التقدمي في الحزب التقدمي الاشتراكي التعبير الوحيد عن مدى الاحتقان الذي خلّفه مناخ ‏التهويل والتهديد الذي أشاعه في البلاد خطاب وزير الخارجية جبران باسيل أول من أمس، مع أن السقف السياسي ‏المرتفع والسخونة البالغة اللذين طبعاً الخطاب الاشتراكي في الساعات الأخيرة شكلاً العينة الأكثر تعبيراً عن حجم ‏الأخطار التي تسبب بها هذا المناخ. ذلك أن الاستنفار السياسي سرعان ما ارتد على الحكومة التي تعرضت في جلسة ‏مجلس الوزراء مساء أمس لهزة عنيفة كان من نتائجها المباشرة تأخير انجاز اقرار الموازنة من جهة وشحن المناقشات ‏بجرعات كبيرة من التوتر، الأمر الذي وضع مختلف الاستحقاقات الداهمة التي تواجهها في عين العاصفة.

وبدا واضحاً أن الاستنفار السياسي الواسع الذي أثارته مواقف باسيل والاتجاهات المتفردة التي عبر عنها في شأن ‏زيارة دمشق مرشح لمزيد من التفاقم في ظل ما بدأ يتضح في الساعات الأخيرة من تلازم مكشوف في المناخ ‏التصعيدي المفتعل بين خطاب باسيل ومواقفه من جهة والاتجاهات الطارئة لـ”حزب الله” حيال المصارف من جهة ‏أخرى علماً أن الاندفاع في التهويل المزدوج جاء عقب اللقاء الطويل بين الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله ‏وباسيل الأسبوع الماضي. فالحزب بدأ عملية تسريبات متعمدة عن قرار اتخذه بالتحرك ضد المصارف أو بعضها في ‏شأن التزامها العقوبات الاميركية عليه قد يتجسد في تحرك في الشارع أو سواه من وسائل التعبير عن سخطه كما قيل.

ويسود الاعتقاد بان موجة التصعيد التي باشرها “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” تستهدف الضغط على مجمل ‏القوى السياسية لنقل البلاد الى مرحلة جديدة محكومة بالشروط التي يطرحها تحالفهما مع اقتراب ولاية رئيس ‏الجمهورية العماد ميشال عون من طي السنة الثالثة في نهاية الشهر الجاري، بما يعني أن ثمة أجندة مزدوجة يسعى ‏هذا التحالف الى تحقيقها. الأولى تعني التيار وهي رمي كرة المخاوف المتصاعدة من الأخطار المالية والاقتصادية ‏واحتمالاتها المتعاظمة في مرمى القوى الأخرى وتبرئة العهد منها لئلا يتحمل تبعة التدهور الخطير الذي بلغته البلاد. ‏والثانية تعني الحزب وهي توظيف العوامل الداخلية والاقليمية للدفع بقوة نحو انجاز ديبلوماسي لمصلحة المحور ‏السوري – الايراني من خلال رعاية الانفتاح اللبناني الرسمي على النظام السوري وفي الوقت نفسه محاولة الضغط ‏داخليا لتقليص الضغوط المالية التي يتعرض لها عبر العقوبات الاميركية.

وسط هذه الأجواء الضاغطة حاول رئيس الوزراء سعد الحريري ابقاء التوازن بين رده على باسيل وعدم تعريض ‏حكومته في ذروة معالجتها للاستحقاقات المالية لاهتزاز خطير فاصدر عبر مكتبه الاعلامي بياناً جاء فيه: “للتذكير فقط ‏دم الرئيس رفيق الحريري أعاد الجيش السوري إلى سوريا. إذا أراد رئيس التيار الوطني الحر زيارة سوريا لمناقشة ‏إعادة النازحين السوريين فهذا شأنه. المهم النتيجة، فلا يجعل النظام السوري من الزيارة سبباً لعودته إلى لبنان، لأننا لا ‏نثق بنوايا النظام من عودة النازحين. واذا تحققت العودة فسنكون أول المرحبين. البلد لا تنقصه سجالات جديدة، والهمّ ‏الأساسي عندي اليوم كيف نوقف الأزمة الاقتصادية. واذا لم يحصل ذلك، ستنقلب الطاولة وحدها على رؤوس ‏الجميع“.

الديار : الحدث في سوريا “والانفجار” في بيروت: “الاشتراكي” “يكسر الجرة” مع العهد باسيل الى دمشق وزيرا للخارجية.. والحريري “يتنصل” ولا يمانع الزيارة.. عدم الاصلاحات سيكلف المواطن اموالاً… وجلسة “متوترة” لا تسقط الحكومة

كتبت صحيفة “الديار ” تقول : على وقع التحولات “الدراماتيكية” في سوريا، انفجرت “القلوب المليانة” بين التيار الوطني الحر، والحزب التقدمي ‏الاشتراكي في بيروت على نحو غير مسبوق، ما اعاد العلاقات بينهما الى ما قبل “تفاهمات” حادثة “قبرشمون”، ‏واذا كانت الانتقادات اللاذعة من قبل مسؤولي القوات اللبنانية وفريق 14 آذار لوزير الخارجية جبران باسيل امرا ‏معتادا في الاونة الاخيرة، فان “السقف العالي” من قبل “الاشتراكي” يطرح اكثر من علامة استفهام حيال توقيت هذا ‏التصعيد خصوصا انه تقصد هذه المرة “كسر الجرة” مع “العهد“..‎‎

لكن اوساطاً وزارية بارزة تؤكد ان “عاصفة” الردود على وزير الخارجية لن تسقط الحكومة، ولن تمنع زيارته الى ‏دمشق في الزمان المناسب، فيما عطلت “المزايدات” “الاصلاحية” بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر “ولادة” ‏الموازنة بالامس على وقع توتر داخل الجلسة فشل في احتوائه رئيس الحكومة سعد الحريري الذي منح “ضوءا ‏اخضر” لباسيل لزيارة سوريا، ولكن دون توريطه في ظل “تعطيل” اميركي- سعودي لاعادة سوريا الى الجامعة ‏العربية..

‎‎في هذا الوقت لم تنجح مساعي رئيس الحكومة سعد الحريري في ابقاء التوتر السياسي خارج مجلس الوزراء الذي لم ‏ينجح بالامس باقرار موازنة 2020 بعدما عرقل التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية “التفاهمات” السابقة واصرا ‏على ادخال تعديات اصلاحية كان سبق واتفق على ابقائها خارج الموازنة، وعندما حصل نقاش حول امكانية زيادة ‏الضريبة على القيمة المضافة رفض وزراء “القوات” “والتيار” الخوض بالنقاش دون اصلاحات في “متن” ‏الموازنة، وهذا ما اثار “غضب” رئيس الحكومة الذي رفع الجلسة، فيما عبر وزير المال علي حسن خليل عن ‏‏”استيائه” بكلام متوتر قال فيه بعد الجلسة: نحن لسنا دولة، نحن بيت بغرف كثيرة، هناك من لا يتحمل مسؤولياته، ‏نحن في واد والناس في واد آخر.. وقد اكد وزير الاعلام جمال الجراح بعد الجلسة ان هناك تلكؤاً في إقرار بعض ‏البنود المتعلّقة بمشروع قانون الموازنة وهذا ينعكس سلباً ويؤخر اقرارها.. وستعقد جلسة الاربعاء لاستكمال النقاش..

ووفقا لمصادر وزارية، اصر وزيرا الاشتراكي، وائل ابو فاعور، واكرم شهيب، ونائب رئيس الحكومة الوزير غسان ‏حاصباني على مناقشة كلام الوزير باسيل حول سوريا في بداية الجلسة، وعندما توجه ابوفاعو بالكلام الى باسيل تعمد ‏الاخير عدم الاستماع اليه وخاض نقاشا جانبيا مع الوزير محمد فنيش، وعندما طالب ابوفاعور برد من وزارء “التيار” ‏رفض طلبه، وامتنع الوزراء عن الكلام، فتوجه وزير الصناعة الى الرئيس الحريري وطالبه بتسجيل هذا الرفض في ‏محضر الجلسة، فرد رئيس الحكومة بالتاكيد على ان هذه الجلسة مخصصة فقط لنقاش الموازنة وليس اي شيء آخر.. ‏وكان الرئيس الحريري قد اجرى محادثات ايجابية مع نقابة الافران، واعلن نقيبهم كاظم ابراهيم من السراي، تعليق ‏الاضراب واضاف “رئيس الحكومة طلب منا مهلة 48 ساعة لحل الموضوع وكلنا ثقة به“.

اللواء : باسيل يُفجِّر مجلس الوزراء.. و”المزايدة المسيحية” تصيب الموازنة!

كتبت صحيفة “اللواء ” تقول : سبق الحزب التقدمي الاشتراكي بشبابه وطلابه ونوابه التيار الوطني الحر إلى الشارع، ساحة الشهداء أو ساحة ‏الحرية.. قطع وزير الصناعة وائل أبو فاعور جلسة مجلس الوزراء، بعد اشتباك كلامي خطير مع الوزير جبران ‏باسيل، رئيس التيار الوطني الحر، وتوجه إلى وسط بيروت، ومن هناك وجه خطاباً نارياً للعهد وتياره ووزرائه، ‏وحتى إلى جمهوره داعياً رئيس الجمهورية ووزراء التيار للاستقالة والرحيل، متهماً العهد وفريقه بأنهم هم “المؤامرة ‏الاقتصادية”، ومطالباً الرئيس سعد الحريري بالحد من “الدور البوليسي” لأحد الأجهزة الأمنية، في ما يشبه الهجوم ‏الاستباقي، من زاوية ان الهجوم هو اسلم وسائل الدفاع..

التصعيد السياسي بلغ اوجه بمطالبة الحزب الاشتراكي على لسان الوزير أبو فاعور في ساحة الشهداء باستقالة رئيس ‏الجمهورية، في وقت تمكن فيه الرئيس الحريري من إعادة النقاش إلى سكة الموازنة التي عادت واصيبت بسهام ‏‏”المزايدة المسيحية” على خلفية التراجع عن زيادة TVA والمزايدة في التراجع، بعدما كان تمّ الاتفاق في لجنة ‏الإصلاحات المالية، التي سيعاد إليها هذا الملف، قبل تحديد موعد جلسة جديدة لمجلس الوزراء.

وبخلاف ما كان متوقعاً بأن ينسف كلام الوزير جبران باسيل في احتفال ذكرى 13 تشرين، جلسة مجلس الوزراء التي ‏انعقدت أمس، خصوصاً وأن هذا الكلام اثار ردود فعل سياسية ومواقف هاجمت موقفه، داخل الحكومة وخارجها، من ‏دون ان تلقى رداً منه أو من وزرائه في “التيار الوطني الحر”، مكتفياً، كما يبدو ببيان المكتب الإعلامي للرئيس ‏الحريري الذي “امتص” عزم وزير الخارجية على زيارة سوريا لإعادة النازحين السوريين، حينما ذكّره بأن دم ‏الرئيس رفيق الحريري هو الذي أعاد الجيش السوري إلى سوريا، وبالتالي فإنه “إذا أراد زيارة سوريا فهذا شأنه”، فإن ‏الذي اثار غضب الرئيس الحريري ودفعه إلى رفع الجلسة من دون تحديد موعد جديد، لم يكن بسبب لا موقف باسيل ‏من موضوع زيارة سوريا، ولا الهجوم الناري الذي شنّه الوزير وائل أبو فاعور على باسيل و”التيار العوني”، والذي ‏كان ما قاله بعد ذلك في ساحة الشهداء لم يكن سوى 10 في المائة مما قاله في مجلس الوزراء، بل كان بسبب تراجع ‏قوى سياسية في الحكومة، على حدّ تعبير وزير الإعلام جمال الجراح، عن بنود إصلاحية تمّ التوافق عليها بأن ‏تتضمنها الموازنة.

 

الجمهورية : الأزمة الإقتصادية تتحوَّل سياسية… وتؤخِّر إقرار الموازنة

كتبت صحيفة “الجمهورية ” تقول : إحتقنَت في الاقتصاد والمال وانفجرت في السياسة، لتنثر في الاجواء ‏علامات استفهام حول الغاية من دفع الوضع اللبناني الى هذا ‏المستوى من التوتر، خصوصاً أنّ من شأنه أن يُلقي تعقيدات إضافية ‏تُفاقم الأزمة على مختلف المستويات. فالمواطن انتظر حلولاً للأزمات، ‏فإذا به يلقى مساجلات بين من يفترض بهم إيجاد المعالجات، وقد ‏تفاجأ كثيرون باستحضار ملفات خلافية سياسية مثل ملف العلاقة مع ‏سوريا وغيره، طارحاً البحث في العلاجات اللازمة لها فيما الأزمة ‏الاقتصادية والمالية هي التي تحتاج الى معالجة سريعة ومُلحّة من ‏خلال إقرار موازنة 2020 مُتضمّنة إصلاحات تستجيب لمتطلبات مؤتمر ‏‏”سيدر” والدول المانحة، وكذلك من خلال اتخاذ مزيد من الاجراءات ‏والضوابط التي توقِف الهدر في المال العام وتَضع البلاد على سكّة ‏المكافحة الفعلية للفساد. أوّل غيث الخلافات السياسية كان بين ‏الحزب “التقدمي الاشتراكي” و”التيار الوطني الحر”، وشَكّلت ‏تغريدة رئيس الحزب وليد جنبلاط، تعليقاً على إعلان رئيس “التيار” ‏الوزير جبران باسيل انه ذاهب الى سوريا، بداية التصعيد الذي ‏استُكمِل بمسيرة منظّمة “الشباب التقدمي” في يوم إضراب الافران ‏أمس من الكولا الى ساحة الشهداء، والتي انتهت بانتقادات نارية ‏وَجّهها الوزير وائل ابو فاعور الى باسيل، حيث اتهمه بأنه ذاهب الى ‏سوريا لـ”تَوَسّل” رئاسة الجمهورية، لينتقل التوتر بعدها الى طاولة ‏مجلس الوزراء في السراي الحكومي حيث كانت جلسة عاصفة بين ‏المُتساجلين الاشتراكيين والعونيين، الأمر الذي اذا استمرّ فإنه قد ‏يؤدي الى عدم إقرار موازنة 2020 ضمن المهلة الدستورية لإحالتها ‏الى مجلس النواب التي تنتهي الثلثاء المقبل، حيث يبدأ العقد ‏التشريعي العادي الثاني لهذا المجلس.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى