من الصحف الاميركية
زعمت الصحف الأميركية الصادرة اليوم ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فتح الباب أمام كابوس حقيقي يتمثل بعودة تنظيم “داعش” الإرهابي، بعد موافقته على بدء عدوان تركي شمال شرق سوريا.
واعتقدت أن الخطر لا يكمن فقط في الخلايا النائمة، بل يتمثل بمقاتلي “داعش” الذين اعتقلتهم “قوات سوريا الديمقراطية – قسد” البالغ عددهم حوالي 11,000 مقاتل، محذرا من أن هؤلاء قد يحاولون الفرار في اي لحظة.
ونقلت عن مسؤولين أميركيين أن “الوضع الأمني في محيط أماكن احتجاز مقاتلي “داعش” من المرجح ان يتدهور بينما تستعد “قسد” للتصدي لقوات التركية وأدواتهم” ، مشيرًا إلى أن الجيش الأميركي وحلفاء أميركا الاوروبيين قالوا إنهم لن يتدخلوا من أجل ضبط الوضع الامني في محيط أماكن احتجاز إرهابيي “داعش” شمال شرق سوريا”.
قالت نيويورك تايمز إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غالبا ما يجد أذنا مصغية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإن العلاقة بينهما غير عادية، حيث اعتاد خلالها الرئيس التركي على إقناع ترامب باتخاذ مواقف تضعه في عداء مع مساعديه للأمن القومي وحلفائه الجمهوريين.
وأوضحت الصحيفة أن أردوغان تحدث ثلاث مرات مع ترامب خلال العام الجاري وأن ترامب وافق له على ما يريد.
فقد أدهش ترامب فريق أمنه القومي في ديسمبر/كانون الأول الماضي بقراره المفاجئ سحب القوات الأميركية من سوريا لإفساح الطريق أمام تركيا لدخول سوريا.
والأحد الماضي كانت هناك محادثة بين الرجلين أصدر عقبها ترامب قرارا مماثلا. وبين التاريخين وفي يونيو/حزيران المنصرم خرج ترامب من اجتماع مع أردوغان ليردد ما يردده الرئيس التركي من لوم للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، إذ يقول إن أوباما هو الذي دفع أنقرة لشراء نظام الدفاع الصاروخي الروسي أس 400.
وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقة بين الرجلين لم تخلُ من بعض التوتر في بعض الأحيان، فقد حذر ترامب على تويتر -وهو يواجه رد فعل عنيفا من الجمهوريين الاثنين الماضي- من أنه “سيدمر الاقتصاد التركي تماما ويقضي عليه” إذا تجاوز أردوغان حدودا معينة في سوريا.
وسيمنح ترامب مرة أخرى أردوغان أذنا مصغية، فقد أعلن ترامب على تويتر أمس أن الرئيس التركي سيزور البيت الأبيض في الثالث من الشهر المقبل.
وأضافت أن أردوغان هو واحد من العديد من القادة الأجانب الأقوياء الذين تنتقدهم جماعات حقوق الإنسان ويحرص ترامب على بناء علاقات شراكة معهم، مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتمضي نيويورك تايمز في رسم التشابه بين ترامب وأردوغان لتقول إن كليهما قوميان من صلب الشعب، وقد وقفا في وجه مؤسسات بلديهما الأمنية، كما أنهما يتمتعان بنظرة متشابهة للعالم، وإن ترامب يرغب في أن يحكم بالطريقة التي يحكم بها أردوغان.
وقالت إن ترامب يعرف تركيا من قبل أن يصبح رئيسا عبر العقارات، فقد باع اسم علامته التجارية إلى أبراج ترامب إسطنبول في عام 2010، لكنه مثل الرؤساء الذين سبقوه فقد وجد صعوبة في وضع سياسة ثابتة تجاه تركيا.
وبدلا من وضع سياسة لأميركا مع تركيا، ركز ترامب على علاقته الشخصية مع أردوغان في المحادثات التي يصفها الأشخاص المطلعون بأنها “مليئة بالتملق” من قبل ترامب، وقد رصد مراقبون خلال قمة لحلف الناتو ببروكسل في يوليو/تموز الماضي ترامب وهو يضرب أردوغان بقبضة يده، في تودد واضح.
وبالنسبة لبعض المسؤولين السابقين في الولايات المتحدة الذين عملوا عن كثب مع حكومة أردوغان، فإن العلاقة بين الرجلين هي لغز لم يجد حلا بعد.
ونسبت الصحيفة لفيل غوردون المسؤول السابق بالخارجية الأميركية في عهد أوباما قوله، إنه لا يفهم ما يمكن أن يعود على ترامب أو أميركا من هذه العلاقة وإن ذلك يتسق مع علاقته الغامضة مع بوتين التي تخدم مصالح روسيا أكثر مما تخدم مصالح أميركا.
وقال مدير برنامج الأبحاث التركية بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى سونر كاجابتاي، إن ترامب يحاول بكل جهد تجنب فرض عقوبات على تركيا، وذلك لأنه يحاول عدم الإضرار بعلاقته بأردوغان.