من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: الأميركيون يئسوا من مقايضة احتلالهم بالوجود الإيراني فانسحبوا… وتركيا بدأت عمليتها العسكرية الحريري يحمل إلى الإمارات والسعودية وألمانيا وفرنسا صورة سياسية سوداء ما لم يبادروا جلسة المادة 95 على خط بعبدا عين التينة… وإعمار سورية ليس مفتوحاً للبنان بلا سياسة
كتبت صحيفة “البناء” تقول: وضع الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره المؤجل بالإنسحاب من سورية على الطاولة، دون أن يوضح ما إذا كانت الخطوة الأولى منه جزئية او تدريجية او شاملة، وواكبت وزارة الدفاع الأميركية القرار باتصال بوزارة الدفاع الروسية، بينما كان العنوان هو الاتصال الذي أعلن بعده الرئيسان الأميركي والتركي قرار الانسحاب الأميركي وبدء تركيا تنفيذ مشروعها للمنطقة الآمنة، وأتبع ترامب قراره بالتنصل من التزاماته نحو الجماعات الكردية، التي راهنت على حمايته، قائلاً لقد قدمنا لهم المال والسلاح. كما دعا ترامب أوروبا لحل مشكلة معتقلي داعش مع الأكراد، الذين وصفوا الخطوة الأميركية بالطعنة في الظهر، قبل أن ينذر ترامب تركيا بتدمير اقتصادها إذا تخطت الحدود المقبولة في عمليتها، معززاً اقتراحه بتعاون أوروبا وروسيا وسورية والعراق وإيران وتركيا والأكراد لإيجاد تسويات، لكن كل ذلك لم يمنع حقيقة أن الارتباك يسود الحسابات والمواقف الأميركية والأوروبية والتركية والكردية، بينما الهدوء يسود على جبهة سورية وإيران وروسيا. فالجبهة التي كانت واحدة بوجه سورية وحلفائها تتصدع وتتهاوى، وتدمر بعضها بعضاً. بينما تقف الجبهة المقابلة بلغة المنتصر تراقب وتنتظر التوقيت المناسب للتدخل لفرض مشروعها، سواء في جبهة إدلب أو في شمال شرق سورية. فالأتراك إن نجحوا بتدمير الجماعات الكردية سيفقدون مبرر البقاء، وإن فشلوا ودخلوا حرب استنزاف، وهذا هو المرجح سيضطرون للبحث عن مخرج، مثل القيادات الكردية. والمخرج الوحيد هو التسليم للدولة السورية التي تستعد لمبادرات سياسية وعسكرية بحجم التطورات المقبلة التي تندرج تحت عنوان هزيمة مشروع الحرب وانتصار الدولة السورية ومشروعها، مهما كانت التعرجات، خصوصا ان خلفية قرار الانسحاب الأميركي واضحة، وهي استشعار قرب نهاية فرص البقاء بعد معركة إدلب وانتصارات الجيش السوري فيها، وسقوط الرهان على مقايضة الاحتلال الأميركي بالوجود الإيراني.
قرابة منتصف ليل أمس، بدا الأتراك عمليتهم العسكرية في شمال سورية، كما قالت وكالة سبوتنيك الروسية وأكد الإعلام السوري، وتوقعت مصادر معنية عسكرياً، ان المرحلة الأولى التي تتمثل بالقصف البري لن تكون هي المحطة الفاصلة التي ستبدأ مع تقدم القوات التركية، وما سيفعله المسلحون الأكراد في مواجهتهم، وما إذا كانت قيادتهم ستبادر للتوجه نحو دمشق لتسليم مناطق سيطرتها، أم ستراهن على حرب استنزاف للهجوم التركي.
لبنانياً، ثلاثة ملفات تحركت أمس، الأول ملف جولات رئيس الحكومة سعد الحريري، التي بدأت من ابوظبي لشرح تداعيات ترك الوضع المالي اللبناني يواجه استحقاقات خطيرة وحده، ومطالبته بتحمل مسؤوليات كبيرة لا يملك قدرة مواجهتها، خصوصاً في ملف النازحين السوريين، وملف مكافحة الإرهاب، حيث سينجم عن المزيد من الضغوط المالية على لبنان درجة عالية من الفوضى والضعف في مقدرات الدولة. وبالتالي ستكون أولى التداعيات مغادرة موجات من النازحين السوريين نحو اوروبا، وتراجع قبضة الأجهزة الأمنية اللبنانية التي ستنشغل بمواجهة فوضى الشارع الغاضب، وبالتالي تفلت التنظيمات الإرهابية نحو ساحات أخرى. وقالت مصادر متابعة إن هذه الصورة سينقلها الرئيس الحريري للعواصم الخليجية والأوروبية طالبا مساهمات عاجلة مالياً تحول دون التدهور وخروج الأمور عن السيطرة، شارحاً كما تقول المصادر إنه فعل في دولة الإمارات، أن الضغوط على الواقع المالي اللبناني بفرضية إضعاف حزب الله لا تأخذ بالحساب أن حزب الله الذي يتأثر بالضغوط هو آخر من سيمسع صراخه من اللبنانيين الذين ستسقط دولتهم، وتسقط زعاماتهم من حلفاء العرب والغرب، قبل أن يصاب حزب الله إصابات مباشرة.
الملف الثاني هو مناقشة المادة 95 من الدستور في المجلس النيابي في جلسة حددها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بعد تبلغه رسالة رئيس الجمهورية ميشال عون. وقالت مصادر برلمانية إن نقاشا يجري حول كيفية تفادي تحول المناقشة إلى تجاذبات واستقطابات طائفية في توقيت دقيق يمر به البلد وسط أزمة اقتصادية خانقة، تطرح تحركات في الشارع يخشى تطييفها. وقالت المصادر إن رئيس الجمهورية ليس في مناخ التفكير باسترداد الرسالة، وإن رئيس المجلس ليس في مناخ تأجيل الجلسة بمبادرة منه ما لم يتلق من بعبدا رغبة بذلك، ولذلك قالت المصادر إن البحث يدور بين هذين السقفين عن مخرج لا يؤذي الصورة الدستورية لتصرف كل من الرئاستين في قضية لها أصول محددة وتحكمها نصوص واضحة.
الملف الثالث هو دور لبنان في إعمار سورية، الذي يسمعه المسؤولون اللبنانيون في زياراتهم العربية والدولية، ويكرره المسؤولون اللبنانيون في تصريحاتهم عن المستقبل الذي ينتظر لبنان مع الفرص التي يحملها إعمار سورية. وعلقت مصادر متابعة للعلاقة اللبنانية السورية والنظرة السورية نحو الموقف اللبناني على ذلك بالقول، إن الذين يشجعون المسؤولين اللبنانيين على حجز مقعد في إعمار سورية يمنعون لبنان من الانفتاح السياسي الرسمي بصورة واضحة على سورية، ومن دون تعاون سياسي لن تتيح سورية لأي دولة دوراً في مرحلة إعادة الإعمار. ومن يظن أن التمويل الخارجي سيحمل شروطه معه يجب أن ينتبه أن الدولة السورية لن تقبل بأي تمويل مشروط، ولديها بدائل التمويل بمجرد استقرار الأمن وتقدم المسار السياسي.
الأخبار: الحريري يرفع الفيتو الطائفي: المحاسبة في قطاع الاتصالات ممنوعة
كتبت صحيفة “الأخبار” تقول: انتقل تيار المستقبل من الدفاع إلى الهجوم. لا يملك في جعبته من وسائل سوى “غيرة الدين”. هذه المرة كان دور قطاع الاتصالات. وقد وجد أن أفضل طريقة لمواجهة ما تكشفه لجنة الاتصالات من وقائع ومعلومات هو في التركيز على أن الوزارة مستهدفة في طوائف وزرائها!
استراتيجية تيار “المُستقبل” في منع مُحاسبة الفاسدين والعابثين بالمال العام لا تتغيّر. في كل مرّة تُفتح فيها “الدفاتر المالية” ويكون أحد رموزه من بين “المُشتبه” فيهم، يذهب الى أمر من اثنين: إما القول بأن العملية هي تصفية حساب مع السياسة الاقتصادية للرئيس الراحل رفيق الحريري، أو حرف الأنظار كلياً عن المسار الحقيقي وتحويلها الى قضية مذهبية، المُستهدف فيها “الطائفة السنية ورجالاتها”. أوراق الابتزاز هذه يشهرها هذا التيار، مستفيداً من ظرفين: الأول إدراكه أن جميع القوى السياسية تتمسك بسعد الحريري رئيساً للحكومة، والثاني والأهم حذر الطرف المقابِل من الانزلاق في الاتجاه الطائفي، ما يجعل الأمور تسير عكسَ ما يشتهيها من رفعوا لواء محاربة الفساد، وتجعلهم كمن يسير في حقل ألغام.
لم تمُر فترة طويلة على تجربة حسابات الدولة التي أنهت وزارة المال التدقيق فيها وإعادة تكوينها، فاستقرت مخالفاتها في أدراج القضاء. وها هي تعاد اليوم مع ملف الاتصالات الذي يريد “المُستقبل” ضبضبته، في ظل الاشتباه في “تورّط” اثنين من وزرائه بالفظائع المرتكبة فيه. ففيما رفض كل من الوزيرين محمد شقير وجمال الجراح علناً تلبية دعوة المدعي العام المالي القاضي علي إبراهيم للاستماع إليهما بشأن بعض المعلومات التي أثارتها لجنة “الإعلام والاتصالات”، كان الحريري يفعّل اتصالاته سرّاً في اتجاه حزب الله للتساؤل عمّا إذا كان استدعاء الوزيرين شقير والجراح حصراً، وتحييد وزراء آخرين من غير تيارات (المقصود هنا الوزير السابق نقولا الصحناوي)، هو استهداف سياسي لـ”المستقبل”، علماً بأن النائب حسين الحاج حسن (رئيس لجنة الإعلام والاتصالات) سبقَ أن أكد في أكثر من تصريح أن ما تقوم به اللجنة “ليسَ استهدافاً سياسياً لأحد، بل إن ما يحصل له خلفية إصلاحية”. هذه اللغة استخدمها شقير نفسه مع الحاج حسن، إذ اتصل بعضو كتلة “الوفاء للمقاومة”، وذهب في محاولاته بعيداً لفرملة عمل اللجنة، من خلال الادعاء أن استدعاءه وسلفه الجراح من قبل المدعي العام المالي علي إبراهيم يُظهر كأن الاشتباك في ملف الاتصالات هو سنّي – شيعي، خصوصاً أن إبراهيم شيعي، والملف سينتقل أيضاً إلى ديوان المحاسبة الذي يرأسه قاضٍ شيعي، وتبحث فيه لجنة الإعلام والاتصالات النيابية التي يرأسها نائب في حزب الله. كذلك علمت “الأخبار” أن شقير الذي كان تياره يشتكي من “هيمنة نائب البقاع جميل السيد على اللجنة ويبدو كأنه يديرها طوال الوقت”، طلب من الحاج حسن تأجيل الجلسة التي كانَ مقرراً عقدها يومَ أمس بسبب سفره مع الحريري الى الإمارات لحضور مؤتمر استثماري، واعداً بأنه سيحضر الجلسة اللاحقة. يأتي ذلك في ظل عودة رئيس لجنة الاتصالات عن قرار المشاركة في مناظرة مفتوحة على الهواء مباشرة مع شقير في برنامج “صار الوقت” على قناة “أم تي في”. فما الذي يجري؟ وهل هناك توجه لركن هذا الملف على الرف؟
تساؤلات كثيرة طرحها أعضاء في اللجنة حول ما إذا كان وزير الاتصالات يسعى الى كسب الوقت، خصوصاً أنه في اليومين الماضيين لم يتوقف عن “تطمين” محيطه بأن “القصة بالسياسة وتحل بالسياسة”. ويعتبر هؤلاء أن “قرار الحزب عدم المشاركة في هذه المناظرة هو نتيجة تخوف مشروع وتجنّب لمواجهة مذهبية يريدها المستقبل، لكون شقير لا يؤتمن جانبه، وربما يذهب فعلاً الى تغليب اللغة الطائفية والمذهبية خلال الحلقة على حساب الجانب التقني والمالي لتضييع الحقيقة”. لكن لا بد من الأخذ في الاعتبار أن “تمرّد وزير الاتصالات ومن يقف في ظهره لا يُمكن النظر اليه أو التعاطي معه على أنه سلوك مؤقت، بل تمرد متكرر ستستمر اللجنة في مواجهته من خلال استكمال دورها الرقابي كما ينص النظام الداخلي لمجلس النواب، من أجل محاسبة المسؤولين عن هدر المال العام والتأكيد أن محاربة الفساد ليسَت مجرد شعار”.
النهار : المبادرة الإماراتية تنطلق برفع حظر السفر
كتبت صحيفة “النهار ” تقول : كانت النتيجة العملية الأولى للمنتدى الاماراتي – اللبناني الذي انعقد أمس في أبوظبي، اعلان دولة الامارات العربية المتحدة رفع الحظر عن سفر رعاياها الى لبنان بما يشكل فاتحة لجرعات دعم اماراتية لاحقة. واختصر مشهد اللقاء الدافئ بين ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الامارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس الوزراء سعد الحريري في قصر البحر في أبوظبي عصراً، النتائج المتوخاة للمبادرة الاماراتية التي تجسّدت في انعقاد مؤتمر الاستثمار الاماراتي – اللبناني في أبوظبي والذي شكل تطوراً بالغ الأهمية في دلالاته وأبعاده لجهة دعم لبنان في أزمته الراهنة وتطوير العلاقات الثنائية من خلال عرض سبل الاستثمارات وفتح الطريق أمام المشاركة الاماراتية المؤثرة في المشاريع في عدد من القطاعات البارزة في لبنان.
وبرزت الأجواء الايجابية التي غلفت جلسات المؤتمر ومن ثم اللقاء الثنائي الذي جمع الشيخ محمد بن زايد والرئيس الحريري من خلال تصاعد الآمال اللبنانية في دعم اماراتي يتجاوز التحضير للاتفاقات التي تم وضع الأسس الرئيسية لها خلال أعمال المنتدى، اذ سادت توقعات على نطاق واسع لمبادرة اماراتية تتصل إما برفع الحظر عن سفر مواطنيها الى لبنان واما بوديعة مالية في مصرف لبنان لتعزيز قدراته على مواجهة التحديات المالية والنقدية الراهنة. وبدا واضحاً أن تصاعد نسائم الدعم الاماراتي بما قد يستتبعه من مبادرات اضافية مماثلة شكّلت ملامح جديدة في مشهد المعالجات المطروحة للازمة الاقتصادية والمالية في لبنان بما يوفّر للرئيس الحريري زخماً مميزاً سينسحب على الوضع الداخلي باعتبار أنه صاحب المساعي الأساسية لتوفير شبكة الدعم الطارئ هذه من خلال الجولة التي بدأها بأبوظبي وينتظر أن تتواصل في اتجاه السعودية والمانيا ودول أخرى قريباً.
وأفادت وكالة أنباء الإمارات “وام” أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان شدّد على دعم الإمارات للبنان “على المستويات المختلفة”. وقالت إن ولي العهد أكد خلال اجتماع مع رئيس وزراء لبنان الزائر أن الإمارات “حريصة على دعم علاقاتها مع لبنان الشقيق على المستويات المختلفة وتقف إلى جانبه في كل ما يحفظ أمنه واستقراره ويحقّق طموحات شعبه الشقيق إلى التنمية والتطور”. وصرح للحريري عقب اللقاء بأن “الجو كان إيجابيا جداً… وإن شاء الله يكون في إعلان منيح اليوم“.
ونقلت “رويترز” عن الحريري أن حكومته تأمل في أن تضخ الإمارات العربية المتحدة سيولة في المصرف المركزي للمساعدة في دعم الاقتصاد. وعلى رغم عدم الإعلان رسمياً عن أي اتفاق، وصف المسؤولون اللبنانيون المحادثات بأنها كانت إيجابية، بينما أكدت أبوظبي دعمها للبنان. واستجابة لذلك ارتفعت السندات الدولارية الصادرة عن لبنان.
الديار: ترقب لنتائج زيارة الامارات.. فاي “رسالة” من ابوظبي لطهران عبر بيروت؟ اتفاق بين المستقبل والقوات ضد حزب الله والاسد.. وجعجع : الخطر الاكبر حزب الله بعد هزيمة الجيش الاميركي في سوريا والعراق واليمن ترامب يبرر انسحابه
كتبت صحيفة “الديار” تقول: على وقع استمرار “مسلسل” هزائم الولايات المتحدة الاميركية في اليمن والعراق وسوريا نتيجة صمود الشعب اليمني والعراقي والسوري وفشل السياسات الاميركية في المنطقة برر الرئيس الاميركي دونالد ترامب انسحابه من سوريا بوصفه ما يجري بالحروب العبثية والقبلية مصراً على الانسحاب، كي لا يقتل الجيش الاميركي في مواجهات في هذه المنطقة وعودة جثث الجنود الاميركيين الى بلادهم مما سيؤدي حتماً الى استياء كبير لدى الشعب الاميركي سيؤثر حتماً على اعادة انتخاب الرئيس ترامب كرئيس للولايات المتحدة الاميركية.
وبالتالي، هذه هي استراتيجية ترامب حالياً وهذا يعني فشل السياسة الاميركية في المنطقة رغم ان ترامب وكل القادة الاميركيين كانوا من اشد المتحمسين لبقاء الجيش الاميركي في سوريا واسقاط الرئيس بشار الاسد وقطع الطريق بين ايران والعراق وسوريا ولبنان. وبالتالي، فان كل الخطط الاميركية سقطت وانسحب الاميركيون امام صمود الشعب اليمني والعراقي والسوري والفلسطيني. فالولايات المتحدة الاميركية هي اكبر حليف لتركيا والعلاقات بينهما ممتازة وواشنطن تعمل على تأجيج الخلافات في شمال سوريا عبر انسحابها بين الاتراك والاكراد لكن انسحابها ايضاً سيكون لصالح تركيا واسرائيل حيث ستنفذ القوات الجوية الاسرائيلية والتركية مناورات جوية في اول تشرين الثاني والتدريب على كيفية تجنب الطائرات الاسرائيلية “اس-400” التي تسلمتها تركيا من روسيا.
وعلى وقع هذه التطورات، فتحت زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري والوفد اللبناني المرافق الى الامارات العربية المتحدة باب “التساؤلات” حول النتائج المحتملة للقاءاته هناك ببعديها الاقتصادي والسياسي، واذا كان رئيس الحكومة قد “شرح” بواقعيته المعهودة اسباب عدم القدرة على مواجهة حزب الله متبرأ” من سياساته الاقليمية، واذا كانت اجواؤه الايجابية ترجمت على ارض الواقع بخطوة رفع الحظر عن سفر الاماراتيين الى لبنان بدءا من اليوم، فان الخطوات الاماراتية اللاحقة لها ابعاد تتجاوز الساحة اللبنانية الى الاقليم الساخن، وستكون نتائج الزيارة محط اهتمام اكثر من دولة تنظر الى هذا الحراك بانه يتجاوز العلاقات الاماراتية- اللبنانية…
في هذا السياق، اكدت اوساط دبلوماسية في بيروت ان اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب انسحابه وترك قوات سوريا الديمقراطية بعد هزيمته وهزيمة مخططاته تاركا الاكراد يواجهون مصيرهم في مواجهة التهديدات التركية، وهذا ما وصفه الاكراد بانه “طعن بالظهر” فيما اعتبره الرئيس الاميركي دونالد ترامب خروجا من الحروب السخيفة التي لا نهاية لها وكثير منها “قبلية”، لكنه كان اكثر وضوحا عندما تخلى عن السعوديين بعد ضربات ارامكوا معتبرا انه لن يقاتل عن احد، ونفط الشرق الاوسط لم يعد مهما لبلاده.. وما قاله الرئيس الاميركي في العلن تبلغه حلفاء واشنطن في بيروت قبل ايام حيث نقلت شخصية نيابية في 14 آذار عن السفيرة الاميركية في بيروت اليزابيت ريتشارد تأكيدها ضرورة استعداد الجميع لانسحاب اميركي مرتقب وممنهج من المنطقة خصوصا في حال التجديد للرئيس دونالد ترامب.. وهذا يؤكد على هزيمة اميركا في هذه المنطقة وتبرير انسحابهم باسباب كثيرة امام حلفائهم، لكن الاساس في الانسحاب الاميركي هو هزيمتهم في كل هذه المنطقة.
ووفقا لتلك الاوساط، هذا القلق ينسحب على كل حلفاء واشنطن في المنطقة، بعدما اعلن البنتاغون بالامس انه تبقى الاوامر لتنفيذ انسحاب كامل من سوريا بمهلة زمنية قصيرة، واذا كان حلفاء اميركا اللبنانيين قد دخلوا في “تسوية” مع حلفاء طهران في بيروت، فان الازمة الحقيقية تكمن لدى دول الخليج التي تحاول الان استكشاف “الحضن” الروسي في ظل محاولة الكرملين “ملء الفراغ” الاميركي في المنطقة، لكن اسرائيل تبقى الاكثر قلقا على المستقبل خصوصا بعدما هاجمت إيران بشكل مفاجئ منشآت النفط السعودية، وهو الهجوم الذي لم يتوقع وقوعه الاسرائيليون ولا الاميركيون الذين تعاملوا مع الحادث الخطير “برعونة” وبالتالي سقطت الرهانات على ايران من الانجرار إلى مواجهة مباشرة وأليمة مع الولايات المتحدة واكتشفت طهران ان واشنطن ليس في وارد شن حرب ضدها وهذا ما سيجعلها اكثر جراة في المستقبل، ولم يعد مستبعدا ان تكون اسرائيل هدفا متاحا اذا ما توفرت الظروف المناسبة للايرانيين الذين باتوا يدركون انهم قادرين على فعل كل شيء دون عواقب محتملة..
اللواء : مؤتمر أبوظبي يُنعِش البورصة والإمارات ترفع حظر السفر الحريري “متفائل جداً”.. وسلامة يؤكِّد على الملاءة المصرفية بالدولار لضمان الإستثمار
كتبت صحيفة “اللواء ” تقول : على إيقاع تجدد الحرب المدمرة في الشمال السوري، ودخول تركيا طرفاً بعد الانسحاب الأميركي المزمع من ”الحروب السخيفة” التي لا نهاية لها (في إشارة إلى سحب الولايات المتحدة قواتها من شمال شرق سوريا)، وتداعيات المواجهة في العراق بين الحكومة العراقية ومحتجين بالآلاف على الفساد وعدم توفير فرص العمل، يندفع لبنان الرسمي بقوة إلى التغلب على الوضع الاقتصادي الصعب، والوضع المالي الدقيق.. مستفيداً من سلسلة إجراءات محلية عطّلت إضراب محطات البنزين، وساهمت باحتواء “هيجان الدولار” في سوق القطع، وسط تفاؤل مشوب بحذر من إمكانية تجاوز أزمة الاكتتاب في السندات الدولارية، لتمويل الدين العام وتسديد مستحقاته قبل نهاية العام إفساحاً في المجال امام تدفق مليارات “مؤتمر سيدر” حول البنية التحتية وانعاش الاقتصاد اللبناني.
ولعلّ المؤتمر الاستثماري اللبناني – الاماراتي الذي عقد في أبو ظبي أمس، عزّز التوقعات، بأن جهوداً وخطوات ستبدأ للمساهمة في إطفاء القلق الاقتصادي والنقدي في لبنان..
وأول الغيث تأكيد ولي عهد أبو ظبي الأمير محمّد بن زايد أكثر خلال الاجتماع مع الرئيس سعد الحريري على ان الإمارات “حريصة على دعم علاقاتها مع لبنان الشقيق على المستويات المختلفة وتقف إلى جانبه في كل ما يحفظ امنه واستقراره ويحقق طموحات شعبه الشقيق إلى التنمية والتطور“.
اما الرئيس الحريري فقد عبر عبر “تويتر” “الإعلام اللبناني ينتظر مني ان أعلن عن مبادرة لكنني سأترك هذا الأمر لدولة الإمارات.. رح تطلع إشاعات كثيرة بس الحمد لله الأجواء جيدة جدا“.
الجمهورية: إيجابيات إماراتية في فضاء الأزمة.. والبنك الـــدولي يمنح فرصة
كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: إتجهت الانظار الى ابو ظبي أمس، منتظرة مبادرة ما لدولة الامارات العربية المتحدة تساهم في تفريج الازمة الاقتصادية والمالية، كان قد لمّح اليها رئيس الحكومة سعد الحريري قبَيل لقائه ولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد وبعده، لكنه ترك الأمر للمسؤولين الاماراتيين مؤكداً انّ “الاجواء جيدة جداً” وأنه “متفائل جداً”. وليلاً، بَدا أول الغيث الاماراتي المنتظر، فكان إعلان رفع الحظر عن سفر الرعايا الاماراتيين الى للبنان. وفي الموازاة وردَ توضيح لمجموعة البنك الدولي إنطوى على حرص على لبنان أكثر من السلطة والطبقة السياسية نفسها، حيث أكد جهوزية هذه المجموعة لتقديم المساعدة في حال التزمت الحكومة الاصلاحات المطلوبة للخروج من الازمة. ولوحظ أنّ البيان ـ التوضيح ركّز على الجرح النازف في لبنان والمسبّب عجز الموازنة، وهو قطاع الكهرباء، حيث شدد على انّ هذا القطاع “في حاجة ماسة للاصلاح، وهو أمر يتوجّب على الحكومة اللبنانية ان تضعه في أعلى اولوياتها”. واذا كان هذا البيان قد لحظ انّ المحفظة المالية لمجموعة البنك الدولي للبنان لا تتضمن اي مشروع في قطاع الكهرباء، فإنه أكد في الوقت نفسه انّ الحكومة اللبنانية “اذا التزَمت الاصلاحات، ستجد البنك الدولي مستعداً لتقديم مزيد من الخبرات والتمويل المُيسّر لتحقيق الاهداف الاصلاحية المرجوّة في هذا القطاع الحيوي”. وقرأ مراقبون في هذا البيان إشارة ايجابية تنطوي على رعاية خارجية للبنان وحرص على عدم سقوطه، خصوصاً انّ البيان بَدا وكأنه يمنح الحكومة فرصة للخروج من عجزها الذي أوصَل الأوضاع الى ما وصلت إليه.
جاء في البيان ـ التوضيح، الذي أصدرته مجموعة البنك الدولي أمس، الآتي:
“بالإشارة إلى المعلومات التي تداولتها بعض وسائل الإعلام، تود مجموعة البنك الدولي التأكيد على التعاون الوثيق بين الدول والجهات المانحة التي تساهم في دعم لبنان في إطار مؤتمر CEDRE. وتفادياً لأيّ تضليل، توضِح مجموعة البنك الدولي أنّ محفظتها المالية في لبنان، والتي تبلغ قيمتها 1.7 مليار دولار أميركي (لجهة القروض والمنح)، لا تتضمن أي مشروع في قطاع الكهرباء.
إنّ قطاع الكهرباء في حاجة ماسة للإصلاح، وتقف مجموعة البنك الدولي على أتم الاستعداد للنظر في أي طلب من الحكومة اللبنانية للاستثمار في إصلاح هذا القطاع، خدمةً لتخفيض عجز الموازنة وتحقيق النمو والاستقرار المالي. إنّ قطاع الكهرباء في حاجة ماسة للإصلاح.
ومن هذا المنطلق، يتوجّب على الحكومة اللبنانية أن تضع إصلاح هذا القطاع في أعلى أولوياتها لتحفيز النمو واستقرار المالية العامة. يقوم البنك الدولي حالياً بتقديم المشورات التقنية وسَرد الخبرات العالمية للحكومة اللبنانية لتسهيل عملية إصلاح قطاع الكهرباء. وإذا كانت الحكومة ملتزمة بهذه الإصلاحات، فسوف تجد مجموعة البنك الدولي على أتمّ الاستعداد لتقديم المزيد من الخبرات التقنية والتمويل الميسّر لتحقيق الأهداف الإصلاحية المرجوّة في هذا القطاع الحيوي.