صحف اسرائيلية: فرص تشكيل حكومة تتضاءل والمشهد يزداد تعقيدا
لا تزال السيناريوهات المطروحة لتشكيل الحكومة الإسرائيلية تصطدم بطرق مسدودة، حيث تبدو فرص التوافق ضعيفة جدا بين جميع الأطراف، وأي تراجع عن المواقف المتصلبة التي عبّر عنها قادة الأحزاب السياسية التي نجحت في الحصول على تمثيل برلماني في الكنيست الـ22، قد يكلفهم ثمنًا سياسيًا باهظًا، يسعى الجميع إلى تجنبه.
وكشف تقرير صحافي عن قلق في كتلة “كاحول لافان”، من توافق محتمل بين رئيس حزب “يسرائيل بيتينو”، أفيغدور ليبرمان، ورئيس الحكومة المكلف، بنيامين نتنياهو، قد يفضي إلى حكومة وحدة برئاسة الأخير، خلافًا لرغبة “كاحول لافان” بتشكيل الحكومة.
وكان ليبرمان قد أمهل الحزبين الكبيرين، الليكود و”كاحول لافان” حتى “يوم الغفران” العبري، وأعلن أنه “إذا لم يحدث أي تطورات حقيقية على المفاوضات بين الطرفين، سنقوم بتقديم عرضنا الخاص على الجانبين“.
وأشار تقرير للقناة 13 الإسرائيلية، نشر مساء اليوم، الخميس، أن المسؤولين في “كاحول لافان” يخشون من أن العرض الذي قد يقدمه ليبرمان، قد يقتصر على إغراء نتنياهو بالتناوب مع رئيس قائمة “كاحول لافان”، بيني غانتس، على رئاسة الحكومة على أن يتولى نتنياهو المنصب أولا.
بالمقابل، يتنازل نتنياهو عن تمسكه بكتلة اليمين، وينهي شراكته مع الأحزاب الحريدية، “شاس” و”يهدوت هتوراه”، وتشكيل حكومة وحدة ليبرالية تضم الليكود و”كاحول لافان”، و”يسرائيل بيتيو”، وتحظى بدعم 73 عضو كنيست.
ولم يتمكن نتنياهو من تشكيل ائتلاف حكومي بعد جولتي انتخابات في نيسان/ أبريل الماضي، ثم في منتصف الشهر الماضي، لم تكن نتائجها حاسمة لكتلته، ولا للكتلة التي يقودها غانتس.
وكان نتنياهو قد اجتمع بليبرمان، على أمل أن يقنعه بالانضمام لكتلة اليمين؛ غير أن الاجتماع انتهى بعد أقل من ساعة على بدئه ومن دون أية نتائج يممكن أن تقود ليبرمان إلى الانضمام إلى حكومة يشكلها نتنياهو، حسب بيان لليكود.
ورفض ليبرمان العرض وبقي مصرا على تشكيل حكومة وحدة “لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجهها إسرائيل”، حسب ما نقلت صحيفة “معاريف” عن حزب “يسرائيل بيتينو” في تعقيبه على فشل الاجتماع بين ليبرمان ونتنياهو.
وبعد اللقاء تداولت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنباء عن بحث نتنياهو إمكانية ذهاب الليكود إلى انتخابات تمهيدية لاختيار زعيم للحزب، غير أنه سرعان ما نفت قيادات الليكود هذه الأنباء وأكدوا أنهم متحدون خلف نتنياهو.
غير أن غريم نتنياهو داخل الليكود، غدعون ساعر، سارع بنشره تغريدة على “تويتر” كتب فيها “أنا مستعد”، في إشارة إلى استعداده للمنافسة على الانتخابات التمهيدية المزعومة في الليكود وقيادة الحزب بعد إزاحة نتنياهو عن زعامته.
وأوضحت التقارير الصحافية أن التسريبات حول انتخابات تمهيدية جاءت في محاولة من نتنياهو “للقضاء على أي توهم بوجود تمرد داخل الليكود”، وبالون اختبار سرعان ما وقع به ساعر عبر الكشف عن نيته منافسة نتنياهو على المنصب.
ومن شأن التصويت على زعامة الحزب أن يمنح نتنياهو فرصة للفوز بتفويض جديد من حزبه، بعد إخفاقه في تشكيل حكومة بعد انتخابات نيسان/ أبريل وأخرى جرت في الـ17 من الشهر الماضي، مما أضعف موقفه السياسي، على ضوء الاتهامات بالفساد التي يواجهها في استجواب أمام المستشار القضائي للحكومة انطلق أمس، الأربعاء.
وقال متحدث باسم حزب الليكود إن نتنياهو يبحث إجراء انتخابات مبكرة لزعامة الحزب وذلك لـ”إقناع أي منافسين سياسيين يشكون بأنه المرشح الأوحد للحزب وكتلة اليمين، والانضمام لحكومة وحدة وطنية بقيادته“.
في حين، ذكرت القناة 13 أن المقترح الذي قدمه عضو الكنيست حاييم كاتس، هو أن يدعو نتنياهو اللجنة المركزية لليكود للاجتماع الأسبوع المقبل، والإعلان عن تنظيم انتخابات على زعامة الحزب خلال عام من اليوم.
ولفت الموقع إلى أن نتنياهو لم يتخذ قراره بعد بهذا الخصوص.
وقال نتنياهو في خطابه بافتتاح أعمال الكنيست، اليوم، إن “الحل للأزمة هو المقترح الذي قدمه الرئيس ريفلين، بتشكيل حكومة وحدة”، إلا أن غانتس سارع للرد عليه قائلا “ارحل عن الليكود، وسنشكل معه الحكومة غدا”، حسبما نقلت عنه القناة 13 الإسرائيلية.
ودعا الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، في خطابه أمام الكنيست، نتنياهو وغانتس إلى الاتفاق من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال “أنتم المسؤولون المنتخبون وقادة الشعب، لديكم فرصة لتشكيل حكومة موسعة”، وأضاف “على الجميع وضع الخلافات جانبا والعمل على إيجاد السبل للاتفاق“.
وبالنسبة لنتنياهو، ازداد المشهد تعقيدا بعد إعلان المرشح الثاني في قائمة “كاحول لافان”، يائير لبيد، أنه يتنازل على التناوب مع رئيس الكتلة، بيني غانتس، مشترطا ذلك بتشكيل حكومة وحدة.
وعكف الليكود، خلال الفترة الماضية، على تحميل لبيد مسؤولية رفض “كاحول لافان” الانضمام لحكومة وحدة يقودها نتنياهو، في ظل فشل المفاوضات بين الجانبين؛ وادعى أن لبيد يصر على التناوب مع غانتس ولذلك يدفع النظام السياسي الإسرائيلية إلى انتخابات ثالثة.
وفي إشارة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قال لبيد صباح الخميس، إن “شخصا واحدا مع ثلاثة لوائح اتهام يفصل بيننا وبين حكومة وحدة قومية. وهذه الدولة بحاجة إلى حكومة وحدة برئاسة كاحول لافان، مع الليكود، ومع أفيغدور ليبرمان وحزب العمل. ونحن لن نجلس تحت رئيس حكومة مع لائحة شبهات أو لائحة اتهام.