من الصحافة العربية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف العربية
الخليج: السلطة تُطالب بتحرك دولي عاجل.. والأزهر يندد باقتحام حائط البراق.. إغلاق «الإبراهيمي».. ومستوطنون يقتحمون الأقصى
كتبت الخليج: أغلقت قوات الاحتلال «الإسرائيلي»، صباح أمس، الحرم الإبراهيمي بالبلدة القديمة في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، أمام الفلسطينيين، وخصصته للمستوطنين مع بدء الأعياد اليهودية، على أن يتواصل حجبه عن الفلسطينيين حتى مساء اليوم الثلاثاء؛ وذلك بحجة الاحتفال ب«عيد رأس السنة العبرية». وفرضت قوات الاحتلال إجراءات أمنية مشددة، ونصبت الحواجز العسكرية في البلدة القديمة ومحيط الإبراهيمي، ومنعت الفلسطينيين من التواجد بالقرب من المكان، واعتقل جنود الاحتلال طالباً (15 عاماً) على حاجز أبو الريش غربي المسجد الإبراهيمي، أثناء توجهه للمدرسة. وسيتيح الاحتلال للمستوطنين اقتحام المسجد بجميع أروقته وساحاته في الوقت الذي يمنع فيه المصلين الفلسطينيين من الدخول إليه.
وانتقد حسام أبو الرب وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في السلطة الفلسطينية، إجراءات الاحتلال، ووصف السياسة «الإسرائيلية» في المسجد الإبراهيمي، بأنها «استفزازية». وقال أبو الرب، في بيان، إن «هذه السياسة تحمل أطماعاً، ونوايا خبيثة تحاول «إسرائيل» من خلالها الاستيلاء الكامل على الحرم خطوة خطوة؛ بعد أن استولت على أغلبيته».
على صعيد متصل، اقتحم 55 مستوطناً، المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال الخاصة. وتلقى المستوطنون الشروح عن «الهيكل المزعوم»، فيما شدد الاحتلال من إجراءاته على دخول المصلين وقام بتفتيشهم، والتدقيق بهوياتهم.
يذكر أن وزير الزراعة في حكومة الاحتلال أوري آرائيل والحاخام المتطرف يهودا غليك قادا الاقتحامات الجماعية للمستوطنين، يوم أمس الأول، وبلغ عدد المستوطنين الذين اقتحموا الأقصى نحو 310.
ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية، تصعيد سلطات الاحتلال وعصابات المستوطنين المتطرفين والمجموعات اليهودية المختلفة اقتحاماتها لباحات المسجد الأقصى المبارك، وإغلاق الحرم الإبراهيمي الشريف.
وندد الأزهر الشريف باقتحام عشرات الآلاف من المستوطنين ساحات «البراق»، بالمسجد الأقصى، بزعم الاحتفال برأس السنة العبرية، وقيامهم بأداء طقوس وترانيم بحضور كبار الحاخامات.
البيان: رفض الطعون في الانتخابات الرئاسية.. هزيمة تلوح بوجه «النهضة» في اقتراع برلمان تونس
كتبت البيان: أظهرت حركة النهضة، مخاوف كبيرة من هزيمة أخرى في الانتخابات البرلمانية التي ستجرى، الأحد المقبل، حيث اعترف رئيسها راشد الغنوشي أن حزب قلب تونس الذي يتزعمه نبيل القروي لا يزال متفوقاً على حركته في نوايا التصويت للانتخابات البرلمانية التي ستشهدها البلاد.
فيما قضت دائرة الاستئناف بالمحكمة الإدارية في تونس، برفض جميع الطعون في النتائج الأولية من الدور الأول للانتخابات الرئاسية، والمقدمة من قبل خمسة مرشحين.
ويبدو أن انتخابات الأحد قد تنهي وجود حركة النهضة في الحكم وتحدّ من دوره السياسي في المرحلة المقبلة، بعد نكسة الانتخابات الرئاسية ، وهو ما دفع الغنوشي إلى تهديد وتخويف الناخبين التونسيين من مصير مظلم ينتظر البلاد، في حال عدم فوز حركته بالأغلبية البرلمانية، والتلويح بإمكانية دخول البلاد في فوضى في حال منح أصواتهم لمرشحين منافسين لها.
وفي معرض دفع الناخبين للتصويت إلى حركة النهضة، حذّر الغنوشي من صعود محتمل للقائمات المستقلّة في الانتخابات البرلمانية، معتبراً أن التصويت للمستقلين الذين وصفهم بالفوضويين والمناهضين للثورة وأهدافها، يعني التصويت للفوضى وتسليم البلاد للمجهول. وتعليقاً على خطاب النهضة، رأى المحلل السياسي عبدالرحمن زغلامي، أن خطاب التخويف والترهيب الذي اعتمده الغنوشي في الحملة الانتخابية البرلمانية، «ليس بجديد وغريب ويكشف الوجه الحقيقي للحزب.
كما أنه واحد من أهم الوسائل التي يعتمدها تيار الإسلام السياسي للوصول إلى غاياته وتحقيق أهدافه»، مبيناً أن «النهضة بدأت تستشعر الهزيمة في الانتخابات البرلمانية المرتقبة تبعاً لنتائجها في الرئاسيات والتي أظهرت تآكلاً في خزانها الانتخابي، وهي الآن بصدد توجيه نداءات استغاثة إلى أنصارها من أجل التصويت لها، والتهديد بالفوضى في صورة سقوطها».
إلى ذلك، قال مصدر بوزارة العدل التونسية إن إجراءات إيقاف المرشح الرئاسي نبيل القروي كانت سليمة من الناحية القانونية.
وكانت الوزارة تعهدت في وقت سابق بالتحقيق في إجراءات إيقاف القروي منذ 23 أغسطس الماضي بعد إصدار بطاقة إيداع بالسجن ضده وشقيقه غازي، في قضية تتعلق بفساد مالي قامت بتحريكها منظمة «أنا يقظ» الناشطة في مجال مكافحة الفساد منذ سبتمبر عام 2016. ونقلت وكالة الأنباء التونسية عن مصدر بالوزارة قوله إن مجلس القضاء العدلي تلقى تقريراً من التفقدية العامة (جهاز رقابي) يتعلق بإجراءات الإيقاف، وقد أقر التقرير بأنها سليمة وتتوافق مع قوانين المجلة الجزائية.
في الأثناء، قال عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، أنيس الربوعي، إن دائرة الاستئناف بالمحكمة الإدارية رفضت جميع الطعون في النتائج الأولية من الدور الأول للانتخابات الرئاسية.
والمقدمة من قبل 5 مرشحين هم سيف الدين مخلوف ويوسف الشاهد وناجي جلول وحاتم وبولبيار وسليم الرياحي. يشار إلى أن المرشحين طعنوا أمام المحكمة الإدارية بنتيجة الانتخابات، وتراوحت مطالبهم بين إسقاط مرشح تأهل للدورة الثانية وإعلان بطلان النتائج برمتها. وقرار المحكمة الإدارية يؤكد أن الدورة الثانية من انتخابات الرئاسة التونسية ستجري بين الأستاذ الجامعي قيس سعيد ورجل الأعمال المحبوس نبيل القروي.
“الثورة”: افتتاح مركز البوكمال – القائم الحدودي مع العراق بعد توقفه لسنوات بسبب الإرهاب
كتبت “الثورة”: أعيد بشكل رسمي اليوم افتتاح معبر البوكمال-القائم الحدودي مع العراق أمام حركة عبور الأشخاص والبضائع بعد إنجاز جميع الترتيبات من الجانبين السوري والعراقي.
وذكر مراسل سانا من المعبر أنه تم افتتاح المعبر بحضور وزير الداخلية اللواء محمد خالد الرحمون والدكتور كاظم العقابي رئيس هيئة المنافذ الحدودية العراقية ممثل رئيس الوزراء العراقي.
وفي تصريح للإعلاميين أكد الوزير الرحمون أن هذا الإنجاز الكبير بافتتاح المعبر اليوم جاء بفضل تضحيات الجيش العربي السوري والجيش العراقي وانتصارات شعبينا على المجموعات الإرهابية المسلحة بمختلف مسمياتها وعلى رأسها تنظيم “داعش” الإرهابي.
وكان المراسل أشار في وقت سابق صباح اليوم إلى أن الجهات المعنية أنهت التجهيزات اللازمة لإعادة افتتاح معبر البوكمال-القائم الحدودي مع العراق بريف دير الزور الشرقي بعد توقف العمل فيه لسنوات ليكون بوابة العبور الرئيسة بين البلدين.
وحررت وحدات الجيش العربي السوري مدينة البوكمال ومحيطها في الـ 19 من تشرين الثاني عام 2017 بعد القضاء على آخر بؤر تنظيم “داعش” التكفيري.
ويربط سورية بالعراق ثلاثة معابر حدودية أهمها مركز البوكمال الحدودي الذى يقع بين مدينة البوكمال في محافظة دير الزور ومدينة القائم العراقية في محافظة الانبار ويعد المعبر الرئيس بين البلدين.
الاهرام: صحيفة أمريكية: روحاني رفض التحدث هاتفيا مع ترامب في نيويورك بوساطة ماكرون
كتبت الاهرام: ذكرت صحيفة “نيويوركر” الأمريكية، أن الرئيس الإيراني حسن روحاني، رفض محاولة من جانب نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بإجراء محادثات هاتفية ثلاثية تضم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وحسب الصحيفة، قام ماكرون بزيارة غير معلنة لمقر إقامة روحاني في فندق ميلينيوم هيلتون بالقرب من مقر الأمم المتحدة في نيويورك ليلة الثلاثاء الماضي، وذلك بعد أن جهز فنيون خطا آمنا مع ترامب في قاعة اجتماعات في الطابق الذي يقيم به روحاني.
لكن روحاني رفض الخروج من غرفته، تاركا ماكرون وترامب في الانتظار، وفقا للصحيفة.
وجاءت محاولة ماكرون الفاشلة بعد الخطاب الذي أدلى به ترامب في الأمم المتحدة، وقال فيه إن إيران “تسفك الدماء” وحمل طهران مباشرة مسئولية الهجوم على شركة أرامكو السعودية.
وكان روحاني قد ألقى كلمة أمام الجمعية العام للأمم المتحدة يوم الأربعاء، دون الإشارة إلى الاتصال الهاتفي الذي رفضه.
واستبعد روحاني إجراء محادثات مع ترامب ما لم ترفع الولايات المتحدة عقوباتها عن إيران.
وبعدها بساعات، علق ترامب دخول كبار مسئولي الحكومة الإيرانية وأفراد أسرهم إلى الولايات المتحدة.
وجاءت تلك الأحداث بعد أشهر من تصاعد حدة التوترات في منطقة الخليج، حيث تخضع إيران لما يعرف بأقسى حملة ضغط ممكنة، والتي تم فرضها بعد انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق 2015 الذي يقيد أنشطة إيران النووية.
ويقود ماكرون جهود الدول الأوروبية لإنقاذ الاتفاق النووي.
وكان ماكرون قد ظهر في لقطات فيديو يوم الثلاثاء الماضي، قال خلالها، عبر مترجم، لروحاني إن مغادرته للولايات المتحدة بدون مقابلة ترامب، بمثابة “فرصة ضائعة”.
القدس العربي: إيران تؤكد تلقّي رسائل من السعودية… وعبد المهدي: الرياض مستعدة للحوار مع طهران
كتبت القدس العربي: أعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، الإثنين، أن بلاده تلقت رسائل من السعودية عبر وسطاء، دون الكشف عن محتوى تلك الرسائل. وأضاف خلال مؤتمر صحافي: «تلقى الرئيس حسن روحاني رسائل من السعودية عبر قادة بعض الدول»، حسبما نقلت وكالة أنباء العمال الإيرانية (شبه رسمية). وقال ربيعي: «إذا كانت السعودية تريد فعلا تغيير سلوكها فنحن نرحب بذلك»، متابعاً: «نود أن تكون إحدى الرسائل العلنية للسعودية هي إنهاء حرب اليمن».
إلى ذلك، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، أمس الإثنين، أن بلاده مستعدة لخفض التوتر مع السعودية إذا ما كان الطرف الآخر مستعدا. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية «إرنا» عن المتحدث عباس موسوي القول: «هناك دائما إمكانية لحل النزاعات من خلال الحوار، وإيران لا ترفض جهود أولئك الذين يرغبون في تجنب انعدام الأمن في المنطقة. نعلن دائما أننا ندعم هذه الإجراءات، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر». وأضاف: «في السابق، كانت هناك دول في آسيا وأوروبا بذلت جهودا، وأبلغت إيران، ورحبت إيران بهذه الجهود، لكن الجانب الآخر ليس مستعدا وفقا لبعض الحسابات والأوهام، وعندما يكون الطرف الآخر مستعدا فنحن مستعدون أيضا لخفض التوتر».
وكانت تقارير أشارت إلى أن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، قدم خلال زيارته للسعودية الأسبوع الماضي مقترحا للحوار مع إيران «يتلخص في مطالبة السعودية بالجلوس إلى طاولة حوار مع إيران لتخفيف التوتر في المنطقة».
وقال عبد المهدي إنه يجب العمل على إبعاد شبح الحرب عن المنطقة لأن الدمار والأذى سيصيبان الجميع. وأضاف في مقتطفات من مقابلة مع قناة «الجزيرة» بثت أمس الاثنين، أن السعودية تبحث عن السلام والتهدئة، مشيرا إلى أن هناك استعدادا لتقديم تنازلات وفتح ملفات كانت مغلقة. وأعرب عبد المهدي عن اعتقاده بأن هناك الكثير من المؤشرات على أنه لا أحد يريد الحرب في المنطقة، باستثناء إسرائيل.
وأوضح أن زيارته إلى السعودية كانت من أجل التهدئة، وأن حل الأزمة في اليمن يمكن أن يشكل مفتاحا لحل أزمة الخليج.
وأكد رئيس الوزراء العراقي أن جميع الدول المعنية بالأزمة في الخليج ، ومن ضمنها أمريكا، تتحدث عن المفاوضات، وأن السعودية وإيران مستعدتان للتفاوض.
وأوضح عبد المهدي «أن الحديث عن كيفية صياغة نهايات لحل أزمة الخليج سيضعنا أمام طريق مسدود».
وقال قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، أمس الإثنين، إن تدمير إسرائيل «لم يعد حلما بل هو هدف يمكن تحقيقه».
ونقل موقع الحرس الثوري عن اللواء سلامي قوله إنه مع نهاية الأربعين عاما الأولى «من الثورة الاسلامية، بلغنا مستوى القدرة على تدمير الكيان الصهيوني».
وأضاف «لا بد في الخطوة الثانية (من الثورة) من محو هذا الكيان المقيت من جغرافيا العالم، وهو أمر لم يعد حلما بل هو هدف يمكن تحقيقه».
وأدلى اللواء سلامي بهذه التصريحات في طهران خلال اجتماع نصف سنوي لقادة الحرس الثوري، فيما يخشى عدد من المراقبين تصعيدا في التوتر بين طهران من جهة وواشنطن وحلفائها من جهة أخرى يشعل الشرق الأوسط.
وأوردت تصريحاته أيضا وكالة الأنباء الإيرانية (ارنا) في إطار خبر تحت عنوان «الأعداء يعانون من ضعف لا يمكن الخروج منه»، مشددة على قول اللواء سلامي إنه رغم «العداء» لإيران فإنها تزداد قوة «وستخرج منتصرة على خصومها». وتزامن خطاب المسؤول الإيراني مع إحياء اليهود بداية من الأحد العام الجديد.
تشرين: الجعفري: تشكيل لجنة مناقشة الدستور والاتفاق على أسس عملها بملكية وقيادة سورية نجاح وطني تجاوز المعوقات التي وضعتها الدول المعادية
كتبت تشرين: أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن تشكيل لجنة مناقشة الدستور والاتفاق على مرجعيات وأسس عملها بملكية وقيادة سورية بعيدا عن أي تدخل خارجي نجاح وطني تجاوز المعوقات التي وضعتها الدول المعادية لسورية لإطالة أمد الأزمة وعرقلة الحل السياسي.
وقال الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن اليوم حول الوضع في سورية: لقد نجحت سورية بالتنسيق الوثيق مع الأصدقاء في روسيا وإيران وبالتعاون مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غير بيدرسون في التوصل إلى إنجاز تشكيل لجنة مناقشة الدستور التي أعلن عنها الأمين العام وفي الاتفاق على مرجعيات وأسس عملها بملكية وقيادة سورية بعيدا عن أي تدخل خارجي وجاء ذلك نتيجة تصميم سورية على تشكيلها بمتابعة حثيثة من السيد الرئيس بشار الأسد ليكون هذا الإنجاز نجاحا وطنيا سوريا بامتياز تجاوز كل المعوقات التي وضعتها حكومات الدول المعادية لسورية لإطالة أمد الأزمة وعرقلة الحل السياسي.
وبين الجعفري أن تزامن الإعلان عن إنجاز تشكيل لجنة مناقشة الدستور مع رئاسة روسيا لمجلس الأمن يؤكد مجددا دور موسكو المهم في السعي إلى إرساء السلم والأمن الدوليين وإعلاء مبادئ القانون الدولي وأحكام الميثاق وفي مقدمتها مبادئ السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وأوضح الجعفري أن الدستور هو التشريع الأسمى الذي يعبر عن تطلعات كل شعب من شعوب العالم ويحدد رؤاه وخياراته الوطنية السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية ولذلك فإن الملكية الوطنية للدستور هي حجر زاويته وجوهر بنيانه مشددا على أن السوريين وحدهم من يملك الحق الحصري في مناقشة دستورهم الوطني واعتماده بإرادتهم الحرة دون أي تدخل خارجي أو شروط مسبقة أو ممارسات ابتزاز تسعى الى تحقيقها الأطراف والحكومات التي راهنت على زعزعة أمن سورية واستقرارها وتدمير ونهب مقدراتها وانتهاك سيادتها والمساس باستقلال قرارها الوطني عبر الاستثمار في الإرهاب بكل أشكاله السياسية والعسكرية والاقتصادية.
وأشار الجعفري إلى أن سورية واصلت المشاركة في اجتماعات استانا باعتبارها إطارا حقق نتائج ملموسة على الأرض كما تعاملت بكل إيجابية مع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي والمتمثلة بالاتفاق على إنشاء لجنة لمناقشة الدستور وهو ما تجلى بشكل واضح في الاتفاق مع المبعوث الخاص على مرجعيات وقواعد الإجراءات المتعلقة باللجنة والمبادئ الناظمة لعملها وفي مقدمتها عدم المساس بمبدأ الالتزام الكامل والقوي بسيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدتها أرضا وشعبا والملكية والقيادة السورية للعملية السياسية وألا يتم فرض أي شروط أو استنتاجات مسبقة بشأن عمل اللجنة ولا على التوصيات التي يمكن أن تخرج بها أو فرض أي مهل أو جداول زمنية لعملها وأن يكون كل تحرك مدروسا وواضحا باعتبار أن الدستور سيحدد مستقبل سورية لأجيال قادمة مشددا على أن اللجنة سيدة قرارها وليس لأي دولة ولا لأي طرف آخر ولا سيما ما تسمى “المجموعة المصغرة” أن يتدخل في عملها.
وشدد الجعفري على حرص سورية على تحقيق تقدم في المسار السياسي بناء على أسس سليمة تحقق تطلعات الشعب السوري لافتا إلى أن دور المبعوث الخاص إلى سورية سيتمثل بتيسير عمل لجنة مناقشة الدستور وتقريب وجهات النظر بين الأعضاء من خلال بذل مساعيه عند الحاجة ومجددا التأكيد على استعداد سورية للعمل النشط مع الدول الصديقة ومع المبعوث الخاص لإطلاق عمل اللجنة وهي بانتظار الزيارة التي سيقوم بها إلى دمشق بعد أيام للتحضير المشترك مع الدولة السورية لعقد الاجتماع الأول للجنة مناقشة الدستور ولتنسيق الخطوات الكفيلة بخروج اللجنة بمخرجات جادة تلبي تطلعات الشعب السوري.
وأوضح الجعفري أنه في الوقت الذي تؤكد فيه سورية استعدادها للانخراط الإيجابي في أعمال هذه اللجنة فإنها تستند في مقارباتها إلى الواقعية والمسؤولية وتدرك أن مسار العملية السياسية “لن يكون معبدا بالورود” لافتا إلى أن ذاكرة مجلس الأمن تردد صدى ما كانت سورية وغيرها من الدول الأعضاء تحذر منه من إطلاق يد البعض للعبث بأحكام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي كما كان عليه الحال بالنسبة لغزو العراق وتدمير ليبيا.
ولفت الجعفري إلى أن أهم ما تحتاجه دولنا اليوم هو إخماد لهيب كرة النار التي سعى البعض الى دحرجتها في منطقتنا على مدى عقود من الزمن لزعزعة أمنها واستقرارها ونهب مقدراتها وتشريد شعوبها لكن رغم كل ذلك فإننا نبقى واثقين بقدراتنا الوطنية وبدعم ومساعدة الأصدقاء والحلفاء الذين يريدون الخير والاستقرار لسورية والمنطقة والعالم ويرفضون التدخل الخارجي في شؤونها ويتمسكون بالعملية السياسية بملكية وقيادة سورية.
وبين الجعفري أن سورية تتطلع للعمل مع شركاء وطنيين مخلصين يسعون إلى شراكة حقيقية في بناء مستقبل الدولة السورية ويلتزمون بمصلحة شعبها العليا وبسيادة واستقلال الجمهورية العربية السورية ووحدة وسلامة أراضيها وهي لا تريد شركاء وهميين يسعون الى فرض أجندات مشغليهم أو شروط خارجية تدخلية وتبرير أعمال العدوان والاحتلال والإرهاب تحت أي مسمى كان كما تتطلع إلى العمل مع شركاء وطنيين حقيقيين يتصدون لسياسات وممارسات حكومات الدول المعروفة التي تسعى الى فرض إرادتها على حساب القرار الوطني السوري عبر دعم الإرهاب والميليشيات الانفصالية المسماة “قسد” واستغلال منبر مجلس الأمن للإساءة للدولة السورية وحلفائها وكذلك عبر الاستمرار في فرض إجراءات اقتصادية قسرية أحادية الجانب على الشعب السوري والسعي إلى عرقلة عملية إعادة الإعمار ومنع عودة المهجرين السوريين إلى مدنهم وبيوتهم.
وأكد الجعفري أن نجاح أي مسار سياسي في سورية يتطلب إنهاء وجود القوات الأجنبية الأمريكية والبريطانية والفرنسية والتركية غير الشرعي على الأراضي السورية مشيرا إلى أن إيمان سورية بضرورة المضي قدما في العملية السياسية لا يعني بأي حال من الأحوال تخليها عن حقها والتزامها الدستوري بتحرير كل شبر من أراضيها من الإرهاب ومن الوجود العسكري غير الشرعي.
وأشار الجعفري إلى أن سورية ستواصل العمل بشكل متزامن على مسارات عدة تتمثل بمسار الحل السياسي ومكافحة الإرهاب والوجود الأجنبي غير الشرعي وإرساء المزيد من المصالحات وإعادة إعمار ما دمره الإرهاب وما يسمى “التحالف الدولي” معتمدة في ذلك على إمكانياتها الذاتية ودعم حلفائها الحقيقيين لافتا إلى أن ما يريده السوريون اليوم من أجل دعم تحقيق حل سياسي جاد ومستدام هو دعم جهود الدولة وحلفائها لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابع دعمه وتمويله ووضع حد للإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى على الشعب السوري.
ولفت الجعفري إلى أن أعداء مسار الحل السياسي لن يتخلوا عن توظيف أي خيار أو خيال غير علمي لديهم لعرقلة أعمال لجنة مناقشة الدستور وهو ما تجلى بمجرد الإعلان عن تشكيل اللجنة في الترويج لأكاذيب وافتراءات كتلك التي سمعنا عنها قبل يومين والمتعلقة باتهام الحكومة السورية باستخدام مواد كيميائية ضد مواطنيها مؤكدا أن من يسعى الى عرقلة عمل اللجنة يتحمل مسؤولية أفعاله وأن التوصل إلى مخرجات جادة للجنة مناقشة الدستور يستلزم توقف حكومات الدول المعروفة عن ممارساتها العدوانية وعن فبركة الاتهامات والأكاذيب وكذلك عن محاولة إقحام نفسها في شؤون سورية الداخلية.