بقلم غالب قنديل

شباب فلسطين هم غدها

غالب قنديل

يخرج الشباب الفلسطيني المبادر الشجاع ويسدد طعناته لجنود الاحتلال ويعتقلون مضرجين بدمائهم او يستشهدون على تراب الوطن وسط متاهة التخبط السياسي لقيادة عاجزة في وحل اوسلو باستمرار تنسيقها الأمني مع الاحتلال الصهيوني الذي يقدم فيه مخبرو السلطة الفلسطينية إحداثيات تواجد واختفاء المقاومين الأبطال ليتمكن الغاصبون من قتلهم اواعتقالهم.

 

اهل غزة يكابدون الحصار الصهيوني المتواصل من سنوات ويتحدون العدوان بإرادة صلبة ويكيلون الضربات الرادعة للكيان الصهيوني بعدما وحدوا قيادة اجنحتهم العسكرية ولم يتبق لهم سوى الدعم المتاح من الشقيقة إيران التي تعطي دعم المقاومة في فلسطين الأولوية المطلقة رغم ظروفها الصعبة تحت الحصار والعقوبات بينما سورية التي لم تقصر يوما في دعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية ما تزال منشغلة بالدفاع عن سيادتها واستقلالها ومطاردة فلول العدوان الاستعماري الصهيوني الذي استهدفها ورغم تردد من اخطأوا بحقها من الأشقاء في إعلان اعتذار شجاع ومستحق تواصل دمشق رفع راية فلسطين كفعل التزام مبدئي لم تزحزحه جميع الضغوط والتهديدات والغوايات الأميركية الغربية والعربية خلال عقود وكان ذلك سر الرباط الاخوي المشترك مع إيران منذ انتصار الثورة ومع حزب الله منذ انطلاق المقاومة وهو في صلب التحولات النوعية الجارية على مساحة المنطقة.

من قلب فلسطين المغتصبة يطلع من يروج لوهم الديمقراطية الصهيونية المزعومة ويحول الجمهور المستفز بالقهر الغاشم إلى أصوات تفاضل بين خيارات سياسية جميعها تنضح بعنصرية الاحتلال وبكراهية التهويد ويتفنن بعض قادة الداخل في التبرير والترويج لوهم المواطنة داخل الكيان الاستيطاني الاستعماري ليحولوا القضية الوطنية إلى دستة مطالب يتسولونها من ممثلي الحركة الصهيونية  وينخرطون على أساسها في انتخابات يتنافس فيها الغزاة الغاصبون على سبل استكمال احتلال فلسطين حتى الثمالة وتهويدها بعد تصفية أي بذرة مقاومة ورفض لوجود الكيان وهكذا يكمل هذا الصنف من الساسة جرم اوسلو وتآمر السلطة على الفدائيين.

يستمر الضجيج الأميركي الخادع عن حلول سياسية تبخرت وانقلبت وعودها بالرخاء لعنات مبرمة وشظف عيش لا يطاق تحت الاحتلال وتسولا لتقديمات الأونروا في الشتات بينما تغرق البلدات والمدن المحتلة في الضفة الغربية التي يتلاحق ضم أراضيها في ظل تضخم وحش استيطان استعماري لا يتوقف زحفه على الأرض التي يتوعد قادة صهيون بابتلاعها وضمها وقد قيل قبل خمسين عاما إنها ستكون أرضا للدولة الموعودة التي تبخرت وحدهم المبادرون يعرفون حقيقة التناقض مع الاستعمار الصهيوني في فلسطين وسكاكينهم وبنادقهم هي الرد الطبيعي كما صواريخ الفصائل ومسيرات أهالي غزة وشهداؤها والجرحى كل جمعة.

اما الخامدون من تنابل الصالونات والمنتديات فيعلكون الكلام المضجر والممل ويجترون السياسة القاصرة بقوة العادة وتتلاحق الأسئلة هل إن الوصل بين المقاومين في غزة والضفة بات مستحيلا وهل إن فرض وقف التنسيق الأمني معجزة وماذا عن مواقف جمهور فتح وكوادرها المقاومة الذين يسمو التزامهم الوطني والنضالي على تفاصيل أي منافسة في اقتسام سلطات وصلاحيات وامتيازات داخل أي صيغة محتملة لتوحيد الصفوف.

 مناسبة الكلام ظهور مبادرة فصائلية جديدة للوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام الفلسطيني ونداؤنا أيها الوطنيون الفسطينيون  شعبكم يتعطش لشجاعة الموقف وخلفكم محور مقاوم قوي وقادر رغم الجراح والضغوط وهو يشارككم هم التحرير وعهد المقاومة فلا تترددوا ولا تتخاذلوا واستلهموا إقدام الشباب المبادرين الذين لم يترددوا في وهب أرواحهم لتراب وطني ينتهكه الغزاة ليذلوا شعبكم الأبي … شباب فلسطين هم غدها وهم القادة ولاعذر لمن لا يلاقيهم في الميدان.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى