من الصحف الاسرائيلية
ذكرت الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم ان رئيسة حزب “إلى اليمين” أييليت شاكيد قالت إن حزبها لم يوافق بعد على أن يكون جزءا من كتلة “اليمين” لأغراض المفاوضات التي صرح عنها رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو.
وفي مقابلة مع إذاعة “كان” قالت إن نتنياهو طلب أن تكون جميع أحزاب اليمين في كتلة واحدة، وإنها “بحاجة للتفكير في هذا الأمر” بناء على التطورات السياسية، وقالت أيضا إن فكرة “كتلة اليمين” لا تزال فكرة “ضبابية“.
وكان نتنياهو قد اجتمع مع قادة أحزاب اليمين والحريديين، وصرح لاحقا بأنهم سيجرون مفاوضات مشتركة بقيادته، ومن المتوقع أن يجتمع صباح اليوم مرة أخرى معهم.
وبحسب شاكيد فإن أحدا من بين الأطراف يجب ألا يلتزم بتعهداته تجاه الجمهور لتجنب التوجه إلى انتخابات ثالثة، مضيفه أنها لا تعارض ضم “كاحول لافان” أو عمير بيرتس (حزب العمل) أو ليبرمان (اسرائيل بيتنا).
ولفتت الصحف الى انه عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل الفائت بدأت عملية فرز الأصوات في المغلفات المزدوجة لانتخابات الكنيست الـ22، والتي يزيد عددها بقليل عن 240 ألفا.
وتوفر المغلفات المزدوجة إمكانية التصويت لمن لا يستطيع التصويت في صندوق الاقتراع القريب من مكان سكناه، وبضمنهم الجنود والدبلوماسيون خارج البلاد وذوو الإعاقات الحركية والمرضى في المستشفيات والسجناء، وخلافا للتصويت العادي، فإن المغلف الذي يحتوي على بطاقة التصويت يتم إدخاله داخل مغلف آخر يكتب عليه تفاصيل المصوت لضمان ألا يصوت مرتين.
وبعد التصويت يتم جمع المغلفات ونقلها إلى لجنة الانتخابات المركزية في مبنى الكنيست. وبعد التحقق من عدم التصويت مرتين، يتم إخراج المغلفات التي تحتوي على بطاقة التصويت وخلطها مع باقي المغلفات قبل البدء بعملية الفرز.
جاءت نتائج الانتخابات الإسرائيلية بلا حسم ولم تفرز فائزًا صريحًا يمتلك القدرة على تشكيل حكومة مستقرة أو حتى مترنحة قد تحظى بتأييد الأغلبية (61 عضوا من أصل 120 في الكنيست)، ليبقى الباب مفتوحًا أمام سابقة سياسية في إسرائيل تتمثل بانتخابات ثالثة في أقل من عام.
وفي هذا السياق أوردت القناة 12 الإسرائيلية أربعة سيناريوهات محتملة لتشكيل الحكومة تعتمد جميعها على تراجع أحد الأطياف السياسية الإسرائيلية المركزية، عن المواقف التي عبروا عنها في تصريحاتهم الرسمية، بما في ذلك الوعود التي قدموها لجمهور ناخبيهم.
السيناريو الأول الذي تطرحه القناة، يأتي بمبادرة الشخصية التي أجبرت النظام السياسي في إسرائيل على خوض انتخابات غير ضرورية في غضون أقل من 6 أشهر، رئيس حزب “يسرائيل بيتينو”، أفيغدور ليبرمان.
وتضم الحكومة في هذا السيناريو حزب “كاحول لافان”، والليكود، بالإضافة إلى “اسرائيل بيتنا”، بأغلبية تصل إلى 73 عضوًا بالكنيست، ما يضمن لها نوعًا من الاستقرار.
ولفتت القناة إلى أن هذا السيناريو يبقى مستحيلا إلا أذا قرر بنيامين نتنياهو التخلي عن شركائه الحريديين، الذين جدد عهده معهم الأربعاء، حيث أعلن عن تشكيل كتلة يمينية حريدية مشتركة، لخوض المفاوضات الائتلافية.
السيناريو الثاني الذي تقترحه القناة، هو إقامة حكومة وحدة تضم “كاحول لافان”، والليكود وعلى رأسه نتنياهو، بالإضافة إلى الحريديين (شاس ويهدوت هتوراه(.
غير أن العداوة القائمة بين المرشح الثاني بقائمة “كاحول لافان”، يائير لبيد، وبين الحريديين، تمنع ذلك.
كما أن لبيد صرّح علنًا في أكثر من مناسبة، بأنه لن يشارك بحكومة يقودها نتنياهو إذا تم تقديم لائحة اتهام ضد الأخير في ملفات الفساد التي تلاحقه، في المقابل، يرفض الحريديون رفضًا قاطعة، المشاركة في حكومة تضم لبيد.
وحتى يبقى هذا السيناريو قابل للتطبيق، فسيتعين على رئيس “كاحول لافان”، بيني غانتس، “خيانة” لبيد، وفض الشراكة معه.
السيناريو الثالث المطروح على الطاولة، ولو بتواضع وعلى استحياء، حتى هذه اللحظة على الأقل، هو حكومة وحدة بين “كاحول لافان” والليكود، من دون مشاركة نتنياهو.
وكي يتحقق هذا السيناريو، سيتعين على قيادات الليكود، اتخاذ قرارات حاسمة تتعلق بعزل وإقصاء زعيمهم نتنياهو، الذي يواجه ملفات فساد قضائية قد تهدد مسيرته السياسية.
ورغم أن نتنياهو ما زال حريصًا على إظهار ولاء قيادات الليكود له، حتى بعد النتائج التي حققها في الانتخابات الأخيرة، وتراجعه لصالح “كاحول لافان”، إلا أن الطريق المغلقة التي يقودهم خلالها، قد تدفع بعضهم إلى التحرك في هذا الاتجاه.
والسيناريو الأخير يتمثل بحكومة يمينية تضم الليكود، وشركاء نتنياهو الطبيعيين (الحريديون والصهيونية الدينية)، بالإضافة إلى ليبرمان، الذي سيتعين عليه في هذه الحالة “خيانة” جمهور ناخبيه، والتراجع عن وعوده الانتخابية.
وحمل ليبرمان، المعروف بعلاقته الجيدة مع الحريديين وكثرة الصفقات التي عقدها معهم خلال مسيرته السياسية، لواء العلمانية مؤخرًا، وقدم لناخبيه وعودًا تؤكد أنه لن يسمح بتشكيل حكومة تمارس الإكراه الديني بمشاركة الحريديين، بما في ذلك مواقفه بما يتعلق بقانون التجنيد، وإتاحة وسائل النقل العام أيام السبت.
ويبدو أن تراجع ليبرمان عن وعوده وتصريحاته، في هذه اللحظة، غير ممكن، ما يقلل من احتمال تنفيذ هذا السيناريو.
إلى ذلك، قالت لجنة الانتخابات المركزية إن عملية فرز الأصوات لا تزال جارية، على أن يتم الإعلان عن النتائج النهائية الرسمية يوم الأربعاء 25 أيلول/ سبتمبر الجاري.
وتبدأ اللجنة خلال الساعة المقبلة في فرز “المغلفات المزدوجة”، وتشمل المغلفات المزدوجة أصوات الجنود في الجيش الإسرائيلي والسجناء والمرضى في المستشفيات والمعاقين محدودي الحركة الذين صوتوا في صناديق خاصة، إضافة إلى الممثلين الدبلوماسيين الإسرائيليين خارج البلاد.
يذكر أن عدد الأصوات في المغلفات المزدوجة في الانتخابات التي جرت في نيسان/ أبريل الماضي كان يقدر بنحو 200 ألف صوت.