من الصحف الاسرائيلية
تبقى يومن لانتخابات الكنيست والمسألة الوحيدة المطروحة في إسرائيل الآن، هي هل سيشكل بنيامين نتنياهو الحكومة المقبلة أيضا أم سيُهزم؟ ولا يوجد نقاش حول أمور أخرى، ولا حتى عن قضايا هامة. المشهد الإسرائيلي الحالي بحسب صحف اليوم ليس شبيها بأي مشهد انتخابي سواء في ديمقراطيات حقيقية أو زائفة، لا حديث عن الوضع الاقتصادي مستوى المعيشة العجز المالي في الموازنة، نتنياهو يتحدث عن ديمومة الاحتلال وضم الضفة الغربية وتوسيع الاستيطان، وقادة أحزاب اليمين والحريديين يؤيدونه.
وعلى الأرجح أن القضايا الهامة سيُعاد طرحها للنقاش العام في أعقاب تشكيل الحكومة المقبلة، لكن ما هي هوية الحكومة المقبلة، ومن سيشكلها؟ وينبغي الإشارة إلى أنه فيما يتعلق بالمواطنين العرب والصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، لا أهمية كبيرة لهوية الحكومة المقبلة، إذا أن السلام والمساواة ليسا ضمن أجندة المعسكرين المتنافسين على حكم إسرائيل.
تراجع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن شن عملية عسكرية ضد قطاع غزة في أعقاب إطلاق قذيفة صاروخية من القطاع باتجاه مدينة أشدود، حيث كان نتنياهو يلقي خطابا في مهرجان انتخابي. وأفادت صحيفة “هآرتس” اليوم الإثنين بأن نتنياهو تراجع عن شن عملية كهذه بعد أن طالبه المستشار القضائي للحكومة، افيحاي مندلبليت، بأن يتم اتخاذ قرار كهذا في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت).
ووفقا للصحيفة، فإن الصاروخ الذي أطلق حينها من القطاع كان من طراز “غراد” وأن “القبة الحديدية” اعترضته. وتعرض نتنياهو لانتقادات، في أعقاب هذا الحدث، واتهمه خصومه في كتلة “كاحول لافان” بأنه تخلى عن مؤيديه، عندما أخرجه حراسه من القاعة إلى مكان آمن بينما بقي الحاضرون في القاعة، وقال الوزير السابق نفتالي بينيت إن إطلاق الصاروخ يشكل “إهانة قومية“.
وعقد نتنياهو، بعد عودته من أشدود، مشاورات أمنية في مقر وزارة الأمن في تل أبيب، شارك فيها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، تمير هايمان، ورئيس الشاباك، ناداف أرغمان، ورئيس الموساد، يوسي كوهين، ورئيس مجلس الأمن القومي، مئير بن شبات. ولم ينشر مكتب نتنياهو مضمون هذه المشاورات، لكن في نهايتها، أغارت طائرات حربية إسرائيلية على مواقع تابعة لحركة حماس في القطاع.
وقالت الصحيفة إن هذه الغارة كان أوسع من سابقاتها، ومن دون سقوط خسائر بشرية في الجانب الفلسطيني. ويتبين أن شن غارة كهذه وليس عملية عسكرية أوسع، كالتي أراد نتنياهو شنها، نابع من تحفظات قسم من قادة الأجهزة الأمنية، وبالأساس بعد أن طالب مندلبليت باتخاذ قرار حول عملية عسكرية كهذه في الكابينيت، لأن من شأنها أن تقود إلى عملية عسكرية واسعة جدا. وتنسب إسرائيل إطلاق الصاروخ على أشدود (أسدود)، وآخر على باتجاه مدينة أشكلون (عسقلان) للجهاد الإسلامي.
وأشارت الصحيفة إلى أن موقف مندلبليت استند إلى تعديل أدخل على “قانون أساس: الحكومة”، في نيسان/أبريل 2018، وينص على أنه ينبغي أن تصادق الحكومة على عملية عسكرية كبيرة يمكن أن تقود إلى حرب باحتمال كبير وفوري. وأضاف التعديل أنه بإمكان الحكومة تخويل الكابينيت باتخاذ قرار كهذا. وجاء هذا التعديل في أعقاب استخلاص دروس من العدوان على غزة عام 2014. ورفضت الكنيست إمكانية أن يتخذ رئيس الحكومة ووزير الأمن وحدهما قرار بهذا الخصوص.
ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إنه في أعقاب موقف مندلبليت أرجأ نتنياهو نيته إصدار أمر بشن عملية عسكرية واسعة، ورجحت أن موقف مندلبليت كان منسقا مع رؤساء الأجهزة الأمنية.
ويذكر أنه في الأيام التي تلت هذه المشاورات، كرر نتنياهو التصريح بأنه لا مفر من شن حرب ضد قطاع غزة، وأن المسألة هي متى سيتم شن حرب كهذه.