من الصحف البريطانية
واصلت الصحف البريطانية تركيزها على ملف إقالة مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون وتأثير ذلك على الساحة السياسية العالمية، وكيف تختبر تونس تجربتها الديمقراطية.
نشر روبرت فيسك مقالا في الإندبندنت أونلاين يتناول فيه الإقالة المفاجئة لبولتون قائلا إن “إقالة بولتون أسعدت إيران لكن العالم مستمر في معاناته تحت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأصدقائه الطغاة شديدي الهشاشة“.
واضاف فيسك أن “أكثر التعليقات تعقلا على الاغتيال السياسي الذي جري بحق بولتون جاء من إيران حين أشار بيان للخارجية في طهران إلى أنهم لا يتدخلون في الشؤون الداخلية للولايات المتحدة“.
وواصل فيسك قائلا “هذا النمط من الاغتيالات مشابه لعمليات الاغتيال إبان حكم الملك ريتشارد الثالث-أحد ملوك انجلترا وأيرلندا في القرن الخامس عشر- حيث كان يتم خنق الضحايا أو طعنهم كما يحدث الآن باستخدام التعليقات على موقع تويتر وهذا ما أصبح أمرا معتادا إلى حد سخيف“.
وقال فيسك إن الملايين حول العالم يدفعون ثمن سياسات ترامب وأصدقائه الطغاة في مختلف بقاع العالم مشيرا إلى أن “هذا هو ما يحدث يعندما يتولى المجانين سدة الحكم في الدول الديمقراطية“.
وخلص فيسك إلى أنه “كان لدينا خلال الحرب العالمية الأولى مصطلح رجل أوروبا المريض وهو الذي استخدمته بريطانيا وروسيا لوصف الإمبراطورية العثمانية، والآن لدينا رجل مريض آخر في أوروبا وآخر في أمريكا“.
وختم فيسك قائلا “هكذا تتفكك الإمبراطوريات، عندما يمارس الحكام أوهام عظمتهم على نمط الخلفاء متجاهلين الضغوط النفسية التي لايمكن تجنبها ولا يلتفتون إلى سلوكياتهم المندفعة، ويولون ظهورهم للفقراء“.
نشرت التايمز تقريرا عن الانتخابات التونسية المقبلة بعنوان “تونس تختبر تجربتها الديمقراطية“، اوضحت الصحيفة أن المقاهي في مختلف أنحاء تونس وفرت لروادها شاشات عرض كبيرة مشيرة إلى أن ذلك ليس كما اعتاد التونسيون من قبل بهدف مشاهدة مباريات كرة القدم ولكن بهدف متابعة المناظرات بين مرشحى الانتخابات الرئاسية المنتظرة الأحد المقبل والتي من الممكن أن تعيد صياغة شكل البلاد.
واضافت الصحيفة أن “المرشحين الستة والعشرين تناظروا على مدار 3 أيام في أول مناظرات رئاسية تشهدها تونس، الديمقراطية الوحيدة التي أسفر عنها الربيع العربي الذي انطلق عام 2011“.
ورغم المناظرات التي تابعها المواطنون في تونس تعتبر التايمز أن “التحدي الأكبر لازال يكمن في عملية التصويت وإحصاء الأصوات الأحد المقبل حيث يتنافس الإسلاميون والعلمانيون وجيل جديد من الشعبويين على السيطرة على سدة رئاسة البلاد“.
ويلقي التقرير الضوء على المرشحين الساعين لخلافة الباجي قايد السبسي الرئيس السابق الذي توفي عن عمر يناهز 92 عاما موضحا أن أحد المرشحين البارزين هو رجل الأعمال نبيل القروي الذي يقبع في السجن منذ الشهر الماضي لاتهامه في قضايا فساد وغسيل أموال يصفها بأنها اتهامات مسيسة وتهدف للتأثير على حملته الانتخابية.
واشار التقرير أيضا إلى المرشح عن حزب النهضة الإسلامي ونائب رئيس البرلمان عبدالفتاح مورو بالإضافة إلى عبير موسى وهي إحدى مرشحتين في السباق الرئاسي والمؤيدة لنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
واعتبر التقرير أن الساحة السياسية في تونس كانت مستقرة بشكل كبير خلال السنوات الماضية بفضل اتفاق تقاسم السلطة الذي عقده حزب النهضة والسبسي في أعقاب الإطاحة ببن علي.