واشنطن بوست عن إقالة جون بولتون: الملفّ الأفغاني المفصل..
كشفت صحيفة واشنطن بوست نقلًا عن مصادر مطلعة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرر إقالة جون بولتون من منصب مستشار الأمن القومي بعد نقاش حادّ دار بينهما في البيت الأبيض.
ونقلت الصحيفة عن هذه المصادر قولها إن هذا التطور جاء بعدما إتهم مسؤولون آخرون في إدارة ترامب بولتون بالوقوف وراء تسريبات لوسائل الاعلام ومحاولة جر مسؤولين أميركيين إلى صراعاته الشخصية مع وزير الخارجية مايك بومبيو، وكذلك بعدما روّج بولتون لمواقفه بدلًا من مواقف ترامب.
وتابعت الصحيفة أن ترامب إستدعى بولتون إلى إجتماع بعد ظهر الإثنين، وذلك بعد صدور تقارير اعلامية جاء فيها أن بولتون ونائب الرئيس مايك بنس يقفان في المعسكر نفسه لجهة معارضة إبرام صفقة مع حركة طالبان الأفغانية، لافتةً إلى أن بعض المسؤولين الأميركيين إتهموا بولتون بتسريب هذا الموضوع.
وأضافت “واشنطن بوست” أن ترامب قال في تغريدة له إن ما نشر في هذا السياق عبارة عن “أخبار مزيفة”، وذلك قبيل إجتماعه ببولتون.
وقالت الصحيفة إن قضية أفغانستان كانت مفصلية، على الرغم من أن بولتون نفى أن يكون قد سرّب شيء إلى وسائل الاعلام.
كما نقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي رفيع المستوى قوله إن ترامب كان منزعجًا من بولتون بسبب قيام الأخير بمحاولة دفع اعضاء الكونغرس إلى دعم سياسته وفرضها على ترامب.
“واشنطن بوست” نقلت عن المسؤولين قولها إن بومبيو ووزير الخزانة الأميركي “ستيفن منوشين” أبلغا ترامب بأن بولتون “لا يساعده”، مشيرةً إلى أن بولتون رفض خلال الاسابيع الأخيرة المشاركة في برامج تلفزيونية من أجل الدفاع عن سياسات ترامب حيال أفغانستان وروسيا، وقالت إن ترامب اعتبر أن بولتون لا يتصرف بولاء.
ولفتت الصحيفة إلى أن ملف إيران أيضًا خلق توترات بين ترامب وبولتون، ونقلت في هذا السياق عن مسؤول أميركي مطلع أن بولتون كان مستاءً جدًا عندما قرر ترامب عدم توجيه ضربة عسكرية لإيران بعدما أسقطت الأخيرة طائرة مسيرة أميركية.
واعتبرت الصحيفة أن موضوع أفغانستان كان الموضوع المفصلي، مشيرةً إلى أن بولتون كان منزعجًا من منح بومبيو الدور الأساس في ملف أفغانستان وإلى أنه كان معارضًا لفكرة التفاوض مع حركة طالبان من اجل إبرام صفقة.
مجلس تحرير صحيفة “واشنطن بوست” رأى أن رحيل جون بولتون كانت خطوة منطقية ومتأخرة، وأن بولتون “حقّق الكثير” لكن على الصعيد السلبي.
وأشار المجلس إلى أن بولتون لعب دورًا في إقناع ترامب بالتخلي عن أيّ إتفاق مع حركة طالبان الأفغانية، ولفتت إلى أنه حثّ ترامب على التخلّي عن مساعي وزارة الخارجية الأميركية الهادفة إلى التوصل إلى إتفاق مع كوريا الشمالية، وإلى أن ذلك ساهم بفشل القمة بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون في العاصمة الفيتنامية.
وبينما شددت الصحيفة على أن دور مستشار الأمن القومي الأساس هو الإشراف على عملية صنع القرار تشمل وزارة الخارجية و البنتاغون والأجهزة الإستخبارتية، قالت إن بولتون لم يلعب هذا الدور،/ مضيفة إن بولتون هاجم المبادرات التي تقدم بها مسؤولون آخرون، كالمتعلقة بكوريا الشمالية وأفغانستان،وتحدّثت عن أن بولتون بادر بحملة ضد المحكمة الجنائية الدولية، وأيّد محاولة الإنقلاب الفاشلة ضد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
وخلص مجلس تحرير “واشنطن بوست” الى أن ترامب مكّن وشجّع “هذا الإختلال الوظيفي”، وذلك من خلال تقلّب مواقفه في قضايا مثل ضرب إيران والتوصل إلى إتفاق مع طالبان وكذلك الحرب التجارية مع الصين، لذلك يجب أن يكون مستشار الأمن القومي المقبل شخصية أكثر مرونة من بولتون.