إعلام المقاومة انتصر في جولة جديدة
غالب قنديل
صدرت كمية من المواقف والاعترافات الصهيونية التي تعكس مرارة الخيبة والخسارة في المواجهة الإعلامية خلال الأسبوعين الماضيين وبالذات منذ العدوان الصهيوني الفاشل على الضاحية الجنوبية اما عن ملامح هذه النتيجة التي تكرر الاعتراف بها على لسان كتاب وساسة في الكيان الصهيوني وشهدت بها وسائل إعلام العدو فقد تبدت عبر جملة وقائع دامغة :
اولا احتلت قناة المنار بما بثته وتابعته من ملفات ومعطيات صدارة الاهتمام وكانت ريادية في مفصلين حاسمين من المعركة الإعلامية :
– مفارقة المشهد المتناقض على مقلبي الحدود اللبنانية الفلسطينية حيث أبرزت رسائل الإعلامي المقاوم علي شعيب بدقة شديدة حقيقة التهتك الصهيوني بعد إنذار قائد المقاومة بالتقاطه لمشاهد الدشم الفارغة والمستعمرات الخامدة التي خلت طرقاتها تقريبا من المارة والسيارات مقابل الحركة الطبيعية والتوافد الشعبي لتحدي العدو على الجهة اللبنانية.
وقد فضحت عدسة شعيب عبر المنار استخدام العدو للدمى في سياراته العسكرية تجنبا للخسائر كما رصدت تفاصيل الخمود الصهيوني على طول خط النار من الناقورة إلى مزارع شبعا على امتداد أكثر من أسبوع بشكل متواصل وتبدت فاعلية ذلك في تحول تقارير الزميل علي شعيب إلى مادة رائجة في وسائل إعلام العدو لم يجرؤ احد على الطعن بها وبما حملته من شواهد عنيدة.
– المتابعة الدقيقة لإعلام العدو والتقاط ثغرات واعترافات سياسية وإعلامية عديدة في واقع الكيان كانت تبرزها قناة المنار وإذاعة النور يوميا في اخبارهما وقد تألقت وحدة الرصد العبري بما جمعته وراكمته على مدار الساعة من اعترافات صهيونية بمصداقية المقاومة وبكلفة المغامرة بشن الحرب عبر توسيع العدوان وبما تلقاه نتنياهو من لوم وتقريع على مغامرته العدوانية في سورية ولبنان والعراق فأقوى الحقائق هي ما تلتقطه على لسان عدوك.
ثانيا نجح إعلام المقاومة والإعلام الوطني عموما بوسائله ومتحدثيه ومحلليه في الاستثمار السياسي والتعبوي لخطب قائد المقاومة وفي إبراز التضامن الوطني اللبناني الذي انعكس في مواقف مؤسسات السلطة السياسية ورموزها انطلاقا من الكلمات الأولى لرئيس الجمهورية عن حق الرد وساهم ذلك في اختناق الأصوات الناشزة وعدم تشتيت الانتباه بالانشغال في الرد على تفاهات محدودة الانتشار والتأثير.
وقد تم عن طريق العملية الإعلامية تثبيت قناعة شعبية لغالبية لبنانية كاسحة بان الصهاينة هم من بادروا إلى العدوان ( استخدم الرئيس الحريري في مجلس الوزراء عبارة “العدوان الواضح ” التي أسكت بها من استحضروا معزوفة قرار الحرب والسلم ) فهذه المرة كانت الحقيقة ساطعة لا تحتمل أي التباس او تحايل قد يستثمره خصوم المقاومة في الداخل الذين عادة ما يسوقون روايات العدو وقد بنى الإعلام الوطني على هذه الحقيقة مسلمة ان للمقاومة حق الرد المشروع لردع العدو ولمنع إغراق البلد في دوامة استنزاف ترده إلى عهود ماضية حافلة بالاضطراب وكان من ادوات التأثير استناد هذا الخطاب إلى حقيقة فوق النقاش هي ما عاشه لبنان من هدوء واستقرار منذ انتهاء حرب تموز وقد تم البناء سياسيا وإعلاميا على عبارات الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري في تظهير قوي لفكرة التضامن حول المقاومة وردها المشروع دفاعا عن لبنان.
ثالثا نجحت وحدة العلاقات الإعلامية لحزب الله في التواصل والتفاعل مع سائر وسائل الإعلام المحلية والخارجية وحققت بذلك مواكبة حثيثة للمعركة الإعلامية المتواصلة بين المقاومة والكيان الصهيوني وقد تمكنت بفضل تاريخ من العلاقات المهنية الجيدة وسنوات من التعاون والمصداقية في تواصلها مع غرف التحرير وفرق المراسلين من انتزاع مساحة جيدة لموقف المقاومة وقائدها ولمضمون خطابه وردودهما على العدو بحيث لم تفلح أدوات التأثير الاخرى الأميركية الغربية والخليجية في حجب تلك الوقائع عن المشهد الإعلامي في الداخل والخارج.
تكثفت تلك المشاهد لتفوق المقاومة في إدارة المعركة الإعلامية خلال مواجهة فاصلة ضد الغطرسة الصهيونية في مواكبة رد المقاومة وفي فضح كذبة نتنياهو الذي حاول إنكار الوقائع ومرة اخرى تجلى الدور الحاسم للإعلام الحربي المتمرس في مواكبة المقاومين خلال عملياتهم منذ عقود والذي طور من قدراته التقنية ومن مهارة كوادره الذين اكتسبوا خبرات واسعة في تعيين اللقطات وانتزاعها من سير العمليات الحربية خلال وجودهم في سورية منذ تحرير القصير حتى اليوم وأضافوا حصادا لايستهان به لكفاءاتهم على ما راكموه منذ التسعينيات حتى حرب تموز التي كانوا من علاماتها الفارقة وقد كان توزيع مشاهد العملية بسرعة وبعيد كلام نتنياهو في اعقاب الرد دليلا دامغا ضد اكاذيب ومزاعم رئيس حكومة العدو وقد فرض نفسه بسرعة توزيعه وبثه عبر قناة المنار ليتحول إلى قرينة حاسمة احتلت حجما اكبر في وسال الإعلام من تصريحات نتنياهو الكاذبة وهو ما جعل المقاومة بوضوح صانعة للخبر حتى في إعلام العدو وحلفائه كالعادة.