من الصحف الاميركية
ابرزت الصحف الاميركية الصادرة اليوم اعلان الخارجية الأميركية إن الوزير مايك بومبيو ونائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان اتفقا خلال مباحثاتهما في واشنطن على أن الحوار هو السبيل الوحيد للحفاظ على استقرار اليمن وازدهاره ووحدة أراضيه، وأضافت الخارجية الأميركية في بيان أن بومبيو أكد دعم الولايات المتحدة لعملية تفاوضية تهدف للتوصل إلى تسوية بين الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وأشارت إلى أن الجانبين بحثا ملفات عدة، بينها وضع حقوق الإنسان والحاجة لتعزيز الأمن البحري لضمان ملاحة حرة في الخليج، بالإضافة إلى ما وصفها بالأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار في المنطقة، وقال بومبيو في تغريدة عبر تويتر “عقدت اجتماعا مثمرا مع خالد بن سلمان اليوم لمناقشة (ملف) اليمن، والأمن البحري، ومواجهة أنشطة النظام الإيراني الخطيرة، وحقوق الإنسان”. وأضاف “من المهم للغاية لوحدة اليمن واستقراره وازدهاره أن تحل الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي نزاعهما“.
كشفت صحيفة نيويورك تايمز معلومات زعمت أن الجيش الأميركي شن في يونيو/حزيران الماضي، هجوماً إلكترونياً استهدف قاعدة بيانات “مهمة” يستخدمها “الحرس الثوري” الإيراني، أضعف من قدرته على استهداف ناقلات نفط في الخليج، بعد ساعات من إسقاط طائرة استطلاع أميركية بدون طيار.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى قولهم إنّ الرئيس دونالد ترامب، وافق على “الرد الانتقامي” للقيادة الأميركية عبر استهداف النظام الذي يستخدمه “الحرس الثوري” الإيراني، بعدما ألغى الرئيس في اليوم نفسه ضربة جوية عسكرية ضد إيران، على اعتبار أنّ قتل إيرانيين لن يكون “متناسباً مع إسقاط طائرة بدون طيار“.
من جهتها ذكرت صحيفة واشنطن بوست أنّ القيادة السيبرانية الأميركية، لم تعالج أسئلتها حول العملية السرية، واكتفت المتحدثة باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) إليسا سميث، بالقول في بيان: “على سبيل السياسة والأمن التشغيلي، لا نناقش عمليات الفضاء الإلكتروني أو المعلومات الاستخباراتية أو التخطيط“.
عاد خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي والسفير السابق لدى الولايات المتحدة والشقيق الأصغر لولي العهد محمد بن سلمان إلى واشنطن لإجراء محادثات رفيعة المستوى مع أعضاء إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ليلتقى هناك مع وزير الخارجية، مايك بومبيو.
وفقاً لملاحظات الكاتب جيسون رضيان في صحيفة واشنطن بوست فقد مر أقل من عام على قيام عملاء النظام السعودي بقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، حيث شرعوا في ذبحه بطريقة بشعة لا يمكن تخيلها، وأشار كاتب الرأي إلى أن العملاء فشلوا في إخفاء الجريمة وكذبوا على العالم على الرغم من الأدلة المتزايدة على ذنب القيادة السعودية العليا، وفي نهاية المطاف، غادر خالد بن سلمان واشنطن قبل انتهاء فترة ولايته بفترة وجيزة وسط غضب شعبي متزايد حول الحادث.
وأكد رضيان أن العدالة لم تتحقق في قضية خاشقجي، ومع ذلك، يبدو أن موطئ قدم السعودية في قاعات القوة الأمريكية لا يزال اقوى من أي وقت مضى.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية مورغان أورتاغوس في بيان، إن بومبيو وخالد بن سلمان “ناقشا مجموعة واسعة من القضايا الثنائية والإقليمية” بما في ذلك “أنشطة النظام الإيراني المزعزعة للاستقرار في المنطقة، وحقوق الإنسان“.
وتطرق الحديث بين خالد بن سلمان وبومبيو إلى الجهود المبذولة لإنهاء الحرب المستمرة في اليمن، وكما لاحظت واشنطن بوست فقد استمر هذا الصراع بفضل الأخ الأكبر لخالد، ولي العهد، لأكثر من أربع سنوات حتى الآن، وقد أدت حملات القصف التي تقودها السعودية إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، وقد كان التدخل العسكري في اليمن، في البداية، مدعوماً من قبل الولايات المتحدة والحلفاء، وخاصة الإمارات، ولكن وكلاء الإمارات والسعودية يقاتلون بعضهم البعض في الوقت الحاضر.
وأشار رضيان إلى أن الولايات المتحدة أصبحت مكتفية ذاتيا على نحو متزايد في مجال الطاقة، ولأول مرة، بدأ عدد متزايد من أعضاء الكونغرس في التشكيك بعلانية في حكمة استمرار العلاقة مع السعودية، والأهم من ذلك، التوقف عن منح السعودية الترخيص لفعل أي شيء.
ولاحظ رضيان أن نجاح إدارة الرئيس السابق باراك أوباما في عقد الصفقة النووية مع إيران أدى بشكل ما إلى كبح النفوذ المتزايد للسعودية في دوائر السياسة الأمريكية، مع الاشارة إلى أن واشنطن ساعدت بسبب الظروف على تسليح وتحريض قوة في المنطقة لا تشارك أمريكا في القيم.
وقال كاتب الرأي إن عودة إدارة ترامب إلى سياسة الدعم الأعمى للعائلة المالكة السعودية يجعل الأمور أكثر حيرة، وبعبارات بسيطة، يضيف رضيان، أنه لا يمكن الدفاع عن هذه السياسة عند قراءة الحقائق، مؤكدا أن الحقيقة الموحشة هي أن السعودية ليست صديقة للولايات المتحدة وليست حليفا موثوقا به للتحقق من النفوذ الإيراني.
وخلص الكاتب إلى استنتاج غير مريح بالنسبة لصناع السياسة في واشنطن، وهو أن جميع الدلائل تشير إلى أنه لم يكن هناك تهديد أكبر لاستقرار تلك المنطقة من محمد بن سلمان في الوقت الذي يدافع فيه أعضاء إدارة ترامب عن سياسة “أقصى ضغط” ضد النظام الإيراني بسبب سلوكه الخبيث.