من الصحف البريطانية
هيمنت خطوة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون توقيف البرلمان عن العمل لمدة 5 أسابيع “24 يوم عمل” على عناوين جميع الصحف البريطانية الصادرة اليوم.
على الرغم من انقسام الشارع البريطاني بين مؤيد ومعارض لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بريكست” إلا أن خطوة إغلاق البرلمان أثارت غضب الكثيرين وبدا ذلك جليا في افتتاحيات الصحف.
فقد عنونت صحيفة التايمز صدر صفحتها الأولى بعبارة “جونسون يختار الكسر” في إشارة إلى أنه يدفع ببريطانيا إلى حافة أزمة دستورية.
أما صحيفة دايلي تلغراف فكان عنوان صفحتها الأولى “يجب على رئيس الوزراء أن ينفذ إرادة الأمة”، بينما كتب روس كلارك مقالا بعنوان “أخشى أن تكون هذه الخطوة هي التي ستندم عليها الحكومة في المستقبل”، حيث أن أعضاءها قد يجلسون يوما ما في مقاعد المعارضة في البرلمان ويشربون من نفس الكأس التي يسقون منها معارضيهم اليوم.
وتناولت صحيفة الغارديان الموضوع فكتبن على صفحتها الأولى “غضب شديد إزاء تعليق جونسون للبرلمان”، ونشرت مقالا قالت فيه “أوقفوا الانقلاب”، بعد أن خرج الناس بالآلاف امام البرلمان ووسط المدن البريطانية الأخرى، مباشرة وخلال ساعات من إعلان الخطوة للتظاهر، ووصفوا ما حدث بأنه “انقلاب” وطالبوا جونسون بالاستقالة.
ودعا منظمو الاعتصامات إلى الاستمرار في التظاهر وأعربوا عن الحاجة إلى حركة جماعية للاحتجاج والعصيان المدني.
نشرت صحيفة الغارديان مقالا لكل من مارتن شولوف وأوليفر هولمز ومحمد رسول بعنوان “سباق التسلح السري في حرب الطائرات دون طيار في الصراع بين إيران وإسرائيل“.
حيث أثارت موجة الهجمات بطائرات دون طيار، بحسب المقال، في سوريا والعراق والمملكة العربية السعودية واليمن والآن لبنان، شبح حقبة جديدة من الصراع في المنطقة، بسبب قدرتها على اختراق ساحات القتال البعيدة وإصابة أهداف منيعة بدقة.
ويشير الكاتب إلى أن الطائرات دون طيار، صغيرة الحجم ورخيصة الإنتاج وقادرة على التهرب من أنظمة الرادار، كانت ولفترة طويلة تمثل محور ترسانة الجيش الإسرائيلي في عملياتها على غزة، أما الآن فقد أصبحت عاملاً فعالاً في الصراع المتصاعد بين إسرائيل وإيران.
وقال دبلوماسيون غربيون في تصريح للصحيفة أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على الضاحية الجنوبية في لبنان، ربما كان محاولة اغتيال، أو محاولة لتدمير موقع حيوي للحزب يطور فيه ترسانته الصاروخية أو يستخدمه كقاعدة لإطلاق الصواريخ.
وفي العراق ادعى المقاتلون أن إسرائيل استخدمت طائرات بدون طيار أطلقت من أذربيجان لمهاجمة أهداف في شمال ووسط البلاد، وهي مناطق يقول مسؤولون إقليميون إنها أصبحت ممرا لعبور الأسلحة التي ترسل إلى مواقع إيرانية في سوريا مما يعزز النفوذ الإيراني في المنطقة وهو ما تعتبره اسرائيل تهديدا لها.
وليس بعيدا عن الحرب الدائرة بين اسرائيل وإيران، كتب ميهيل سريفاستافا وكلوي كورنيش مقالا في صحيفة الفاينانشال تايمز بعنوان ” الهجمات تسلط الضوء على حرب الظل الإسرائيلية مع إيران” إذ يشعر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالحاجة إلى تحقيق انتصار ملموس مع اقتراب موعد الانتخابات الشهر القادم.
ويشير المقال إلى أن الشارع الإسرائيلي يبدي رغبة في أن يتبنى نتنياهو أسلوب ومنهج فرض العضلات في تعامله مع إيران إذا أراد تحقيق نصر في الانتخابات المزمع إجراؤها في 17 من سبتمبر/ أيلول المقبل.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول أمني إسرائلي متقاعد قوله إن “نتنياهو وقع تحت ضغط ضرورة انتزاع نصر أمام مواطنيه ضد إيران التي يتوسع نفوذها يوما بعد يوم“.
عندما تولى نتنياهو الحكم في 2009 كانت إيران دولة معزولة، أما اليوم فهي على بعد 100 متر من اسرائيل”، كل الإجراءات التي اتخذتها اسرائيل لم تنجح، إنها مسؤولية عسكرية وسياسية، إضافة إلى كونها مشكلة نتنياهو“.
يسعى نتنياهو الذي يواجه أصعب تحد خلال 10 سنوات من حكمه ضد منافسة وخصمه اللدود بيني غانتز، إلى جمع الرأي العالمي والدولي لاتخاذ مواقف أكثر صرامة ضد إيران التي يعتبرها تهديدا وجوديا للعالم.
وعلى الرغم من وقوف الولايات المتحدة مع اسرائيل في كل القضايا تقريبا، إلا أن نتنياهو الشارع الإسرائيلي أصيب بالدهشة من اعلان الرئيس الأمريكي دوناد ترامب رغبته في لقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني.
ويرى نيري زلبر مدير البحوث في مركز الاتصالات والبحوث البريطاني الإسرائيلي “بيكوم”، الداعم لمجموعات اللوبي الإسرائيلي أن “السؤال الحقيقي هو كيف تلعب الأهداف الإستراتيجية والعسكرية (للهجمات) إلى جانب الأهداف السياسية العامة والدبلوماسية الشاملة لنتنياهو“.
ويضيف “جميع الأحداث المتسارعة حدثت خلال ثلاثة أيام، بينما كانت قمة السبع تعقد في بياريتز بفرنسا، بينما تفصل نتنياهو عن الانتخابات أيام قليلة، كما أن أي لقاء محتمل بين ترامب وروحاني سيحتاج إلى فترة طويلة للترتيب له، هذا إذا كان سيتم أصلا، فماذا عسى نتنياهو يفعل”؟.