من الصحف البريطانية
تناولت الصحف البريطانية الصادرة اليوم العديد من الموضوعات من بينها حركة طالبان وصفقة سلام مع أمريكا، وشعبوية دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020.
نشرت صحيفة التايمز مقالا كتبه هيو توملينسون و هارون جانجوا بعنوان “متشددو طالبان يفضلون اللجوء لـ “تنظيم داعش” على عقد صفقة سلام مع الولايات المتحدة الأمريكية“.
تشير الصحيفة إلى ظهور علامات الانقسام داخل حركة طالبان، إذ يستعد آلاف المقاتلين للانشقاق إلى دولة إسلامية ناشئة بسبب محادثات السلام التي تجريها الحركة مع الولايات المتحدة.
وكان المسؤولون الأمريكيون استأنفوا المحادثات التي يجروها مع طالبان في قطر لمحاولة إنهاء الحرب، الأطول في التاريخ الأمريكي، التي دامت 18 عامًا. ولايزال يتعين حل التفاصيل الرئيسية للصفقة، بما في ذلك توقيت الانسحاب الأمريكي ووقف إطلاق النار من جانب طالبان.
ويبدو أن الحركة بحسب المقال تبدو واثقة إذ تشير التقارير إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حريص على التخلص من الاضطرار إلى التعامل مع أفغانستان، مما يعني أن إنهاء “الاحتلال” الأجنبي يلوح في الأفق.
ورغم ذلك فإن الأحداث على أرض الواقع، كما ترى الصحيفة، تشير إلى أن طالبان معرضة لخطر الانشقاق، نتيجة غضب معسكر المتشددين في الحركة من قرار قادة الحركة الجلوس والتفاوض مع الأمريكيين.
وقد عزز ذلك إعلان المنشقين من الحركة مسؤوليتهم عن محاولة الاغتيال التي تعرض لها زعيم الحركة المولوي هبة الله أخند زاده.
وتخشى قيادة الحركة من أن أي اختلاف في الوقت الحالي قد يبدد مكاسبها التي تحققت بشق الأنفس في ساحة المعركة، حيث قال أحد قادتها في اقليم قندوز شمال أفغانستان في لقاء مع الصحيفة إننا “نقاتل منذ سنوات ونحن على وشك هزيمة القوات الأجنبية وطرد دميتها الحكومة الأفغانية“.
وأضاف “العديد من القادة العسكريين للحركة يريدون الاستمرار في القتال، لأن هذا الاتفاق يحفظ ماء الوجه بالنسبة للأمريكيين ويجنبهم الظهور بمظهر الذل“.
وبحسب المقال، فقد كان لإعلان تنظيم الدولة الإسلامية عودته إلى أرض المعركة في أفغانستان، بعد حادث تفجير عرس في كابول في 17 أغسطس/ أب الجاري، الدور الكبير في استمالة القادة المتشددين للانشقاق من الحركة.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تشترط على الحركة، إخراج تنظيم القاعدة وعدم السماح له باستخدام الأراضي الأفغانية لتنفيذ هجمات على الغرب، لإبرام أي اتفاق سلام، فإن الصحيفة تعتقد أن الوعود والضمانات التي تقدمها الحركة تبقي غير كافية في الوقت الذي يبدو من المرجح أن تبقى أفغانستان ملاذا أمنا للإرهاب، إذ يسعى تنظيم الدولة الإسلامية إلى أن يحل محل تنظيم القاعدة.
وقد عبر المفاوضون من جميع الأطراف في قطر في حديث للصحيفة عن قلقهم من أن الاتفاق قد يفكك حركة طالبان، في ظل انشقاق المقاتلين المتشددين لتنظيم الدولة الإسلامية.
وفي الوقت الذي تقدم فيه حركة طالبان نفسها كبديل مستقبلي للحكومة الأفغانية الحالية، هناك تخوف من أنها اذا انتصرت في الحرب لربما تدخل في أتون حرب أهلية اخرى.
وعلى الرغم من أن الحرب الطويلة في أفغانستان قد أضعفت التنظيم إلا أنه لا يزال يشكل خطرا على المدن الكبيرة حيث يقدم نفسة كمدافع عن الشريعة الإسلامية والجهاد في الوقت الذي تفاوض فيه حركة طالبان على حل وسط مع “الصليبيين” الامريكيين.
ويخلص المقال إلى أنه إذا أدى استعجال الامريكيين بالخروج من أفغانستان إلى حدوث فوضى في البلد، فإن تنظيم الدولة الإسلامية مستعد لملء الفراغ.
نشرت صحيفة ديلي تلغراف مقالا لتيم ستانلي بعنوان “يحتاج ترامب إلى التصرف كشعبوي إذا أراد الفوز مرة أخرى” مع استعداد الرئيس الأمريكي والحزبين الجمهوري والديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة الامريكية 2020.
ويشير ستانلي إلى أن ترامب على وشك أن يخسر الانتخابات الرئاسية القادمة. حيث لم تصل نسبة تأييده إلى 45 في المائة منذ أكثر من عامين، بينما يبدو بعض منافسيه الرئيسيين من الديمقراطيين أفضل حظا حسب استطلاعات الرأي.
ويرى الكاتب أنه في حالة خسارة ترامب، فإن الكثير من الناس سيلومون سياساته الشعبوية. وسيقول اليمين: “هذا ما يحدث عندما تخرج عن رأسمالية السوق الحرة”، بينما سيقول اليسار: “كانت الشعبوية مجرد عنصرية البيض، وليس هناك ما يكفي من البيض لإبقاء ترامب في السلطة”، فالشعبوية لا تحظى بالشعبية.
لكن هناك قراءة بديلة لرئاسة ترامب، تقول إن المشكلة الحقيقية تكمن في أن ترامب لم يكن شعبويا بما فيه الكفاية.
ويقارن الكاتب بين سباق الرئاسة الحالي وسباق أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات، حيث كانت الأزمة الاقتصادية هي السبب في انخفاض نسبة مؤيدي كارتر وخسارته وبالمقابل ارتفاع نسبة مؤيدي ريغان ونجاحة، لكن الوضع يختلف مع ترامب حيث أن الاقتصاد الامريكي في أفضل حالاته.
إذا لما تنخفض نسبة مؤيدي ترامب؟ يتساءل الكاتب؟ فيقول إن هناك جدلا متزايدا بين مفكري الشعبوية حول احتمالية أن يكون ترامب قد أتلف مشروع الشعبويين، حيث أن شعبوية اليمين تحلق بجناحين، أحدهما الثقافة المحافظة والآخر، النهج الاقتصادي الذي يحد من الحرب الطبقية، أي بمعنى “الناس البسطاء مقابل طبقة النخبة“.
ويمضي الكاتب ليقول إن ترامب استغل الثقافة المحافظة حين اتخذ مواقف صارمة من الاجهاض والسلاح وبالتالي حافظ على السلم في المجتمع. فمعارضة الشعبوية اليمينية للحرب أربكت النقاد، حيث كان من المفترض أن يكون مواليا للجيش.
وقلصت سياسات ترامب الائتلاف الجمهوري من خلال طرد الرأسماليين القدامي، لكنها لم توسع نطاق الحزب بشكل كاف من خلال جذب الشعوبيين من الطبقة العاملة. فسياسته في خفض الضرائب خدمت الأغنياء أكثر من الطبقة العاملة.
كما أن حديثة الدائم عن الهجرة والمهاجرين واصراره على بناء الجدار الحدودي مع المكسيك لم يمنع المهاجرين من التدفق إلى الولايات المتحدة.
ويختم الكاتب بالقول إن كثيرا من قيادات الشعبوية الذين ناصروا ترامب في حملته الانتخابية السابقة، غيروا انتماءهم السياسي لأنهم كانوا يقولون إن ترامب يفهم الشخصية الامريكية المتوسطة أكثر منهم، لكنهم الآن يقولون إنهم يريدون أن يذهبوا أبعد من ترامب، أي أنهم يريدون أن “يتوغلوا في الترامبية أكثر من ترامب“.