من الصحف الاسرائيلية
ابرزت الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم تفاصيل خطاب السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله والتوتر الذي يسود اسرائيل، كما لفتت الى ان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو كرر التهديدات التي أطلقها مرارا ضد إيران و”حزب الله” بما في ذلك “الدول التي تنطلق منها” هجمات ضد إسرائيل، وذلك خلال جولة ميدانية في الجولان السوري المحتل، برفقة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي.
وذكر تقرير إسرائيلي أن العبوة الناسفة التي استخدمت في “عملية العين” التي نفذت يوم الجمعة الماضي وأسفرت عن مقتل إسرائيلية وإصابة آخرين، كانت تزن 3 كيلوغرامات على أقل تقدير، وتم تثبيتها تحت صخرة بزاوية تزيد من قوة انفجارها.
ولفت تقرير للقناة 12 في التلفزيون الإسرائيلي إلى أن العبوة الناسفة من نفس الطراز الذي استحدثه المقاومون واستخدموه إبان الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 ما اعتبرته القناة “يستدعي تحقيقات جادة ودراسات خاصة من قبل قوات الأمن الإسرائيلية وقوات الأمن الفلسطينية”.
تسود حالة تأهب وجهوزية مرتفعة في الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية اليوم الإثنين وذلك في أعقاب تصاعد التوتر الأمني بين إسرائيل وحزب الله، في اليومين الأخيرين، وفقا لتقرير نشرته الإذاعة الإسرائيلية. وهدد أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في خطاب ألقاه أمس، بالرد على الغارات الإسرائيلية في سورية، التي أسفرت عن مقتل اثنين من الحزب، وانفجار طائرة مسيرة في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل الحزب، في ساعة متأخر من مساء أول من أمس، وقال إن حزب الله سيستهدف جنودا إسرائيليين عند الحدود، وسيسقط طائرات إسرائيلية مسيرة لدى دخولها إلى الأجواء اللبنانية.
ونقلت الإذاعة عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إن التخوف في جهاز الأمن الإسرائيلي هو من أن الأحداث في شمال البلاد ستكثف الأنشطة في جبهات أخرى، وقد تؤدي إلى تصعيد شامل. وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن إيران وأذرعها ستبحث عن طريقة لتوجيه ضربة لإسرائيل أو أهداف إسرائيلية أخرى في العالم.
على هذه الخلفية، يعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اجتماعا للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، اليوم. ويتوقع أن يبحث الكابينيت في التصعيد الأمني الحاصل عند حدود إسرائيل الشمالية، مقابل حزب الله، وفي قطاع غزة، بعد إطلاق 4 قذائف صاروخية من القطاع، مساء أمس، وقصف إسرائيلي في القطاع، الليلة الماضية. كما قرر الاحتلال الإسرائيلي تقليص كمية السولار الداخل للقطاع لصالح محطة توليد الكهرباء. وأعلنت حركة حماس أنها لم تطلق القذائف الصاروخية أمس.
واعتبر الوزير الإسرائيلي يوءاف غالانت، العضو في الكابينيت، في مقابلة أجرتها معه الإذاعة العامة الإسرائيلية، صباح اليوم، أنه “لن نقبل بخرق الهدوء في الجنوب، وعندما تكون هناك حاجة فإننا سنعمل، وسنعمل بقوة. ورغم ذلك، فإن الحرب هي الخيار الأخير، ولذلك فإنه قبل أن نصل إلى هذا الوضع ينبغي استنفاذ كافة الإمكانيات. ونحن نمارس القوة بصورة تناسبية. ويحظر أن نتسرع، وسوف نحدد التوقيت والشروط“.
من جانبه، انتقد رئيس حزب “يسرائيل بيتينو” ووزير الأمن السابق، أفيغدور ليبرمان، خرق سياسة التعتيم بأن أعلنت إسرائيل شنها غارات في سورية، أول من أمس. وقال للإذاعة نفسها إن “هذه الثرثرة كلها، وهذه العلاقات العامة، ليس ضرورية أبدا، ولا مكان لها وهي تمارس المزيد من الضغوط على الجانب الآخر كي يرد. وقد صنعنا بأيدينا حلفا بين قطاع غزة وبين حزب الله والإيرانيين”. ويتهم نتنياهو في إسرائيل بأنه استغل الأحداث الأمنية في اليومين الأخيرين لأغراض انتخابية.
ورأى المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أليكس فيشمان اليوم، أن تهديد نصر الله باعتراض طائرات إسرائيلية هو “تهديد جدي”، مشيرا إلى أن تقارير نُشرت في الماضي حول محاولة حزب إسقاط طائرات إسرائيلية من دون طيار لم تكن ناجحة.
لكن فيشمان أشار إلى أنه جرى إسقاط طائرتين أميركيتين من دون طيار، في الشهرين الأخيرين، واحدة أسقطها الإيرانيون والثانية أسقطها الحوثيون. ولفت إلى أنه “ليس صدفة أن الطائرات الأميركية من دون طيار بدأت تسقط فجأة. وأي شيء تعلمه الإيرانيون ويمارسه الحوثيون موجود هنا أيضا. وينبغي أن نأمل أنه في إسرائيل استخلصوا الدروس من الأميركيين وهم مستعدون لمواجهة تهديد نصر الله“.
وحول تهديد نصر الله باستهداف جنود إسرائيليين عند الحدود مع لبنان أو سورية، أشار فيشمان إلى أن الجيش الإسرائيلي “عزز منظومات متعلقة بجمع المعلومات الاستخبارية وقدرات إطلاق النار، من أجل مواجهة أي تطور عند الحدود“.
وأضاف فيشمان أن الإيرانيين أيضا قد يحاولون تنفيذ هجوم انتقامي عند الحدود وأن الجيش الإسرائيلي “يأخذ ذلك بالحسبان”. وأردف أنه “يجري الفحص عندما إذا كان صبر الإيرانيين قد نفذ، والتأهب في الشمال سيستمر لفترة، وفي إسرائيل يصدقون (تهديدات) نصر الله“.
ورجح فيشمان أن لا علاقة بين أحداث أول من أمس، عندما شنت إسرائيل غارة في قرية عقربا قرب دمشق، وعندما انفجرت طائرة مسيرة صغيرة في المركز الإعلامي لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت. “العملية في بيروت تبدو كأنها خلل عسكري خلال عملية استخبارية لجهة ما استخدمت طائرات مسيرة صغيرة، وفجرت نفسها كي لا تقع بأيدي اللبنانيين. وفي المقابل، فإن قصف المزرعة في قرية عقربا جرى على أساس معلومات استخبارية“.
وتابع فيشمان أن “القاسم المشترك، وليس الوحيد، لكلتا العمليتين هي حقيقة أنه في كلتاهما كُشفت الطائرات المسيرة الصغيرة كسلاح نموذجي تقريبا في المواجهات في الشرق الأوسط، سواء كأداة استخبارية أو كسلاح. وانفجار الطائرة المسيرة الصغيرة في الضاحية الجنوبية يعزز الاعتقاد بأن هذه كانت عملية جمع معلومات استخبارية”.