600 معتقل سياسي يخوضون معركة أمعاء خاوية في البحرين
يواصل 600 معتقل سياسي بحريني منذ 15 الشهر الجاري إضرابهم المفتوح عن الطعام، تنديدًا باستمرار بقائهم في العزل الممنهج في سجن جو المركزي.
الإضراب كان قد بدأه 15 معتقلًا احتجاجًا على الظروف القاسية التي يعيشونها، لتتسع الدائرة ويتضامن معهم 169، ثم يزداد العدد ويصل عددهم إلى 600 سجين سياسي، وهو أكبر عدد يشترك في إضراب جماعي مفتوح عن الطعام في البحرين.
إزاء هذا الخطوة، دعت جمعية “الوفاق” البحرينية الى ضرورة التحرك لإنقاذ سجناء الرأي الذين يتعرضون لمختلف أنواع التضييق والقمع والحرمان داخل المعتقلات، مؤكدة أن سجناء الرأي في البحرين رهائن يستخدمهم النظام للضغط على الحراك الشعبي الكبير المطالب بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحرية.
ولفتت “الوفاق” إلى أن النظام يمارس التضييق والقمع والحرمان من خلال استمرار المعاملة الحاطة للكرامة ومنع العلاج وحجز السجناء في ما يعرف بالعزل وهي أماكن للعقاب تخلو من أي بعد إنساني.
ونقلت مصادر من داخل سجن جو قولها إن السلطات هناك تعاقب من يصلي جماعة او يقرأ دعاء بالسجن الانفرادي حتى ولو كان لديه إذنا أمنيا.
وعلى مستوى الحرمان من العلاج، أشارت “الوفاق” إلى ان هناك حالات مستعصية وخطيرة، وهناك من يتعرضون لظروف اضطرت بعض السجناء لاقتلاع أسنانهم بمساعدة زملائهم بطرق بدائية من دون تخدير موضعي أو ظروف صحية مناسبة.
وقالت “الوفاق” إن على المجتمع الدولي والعالم الحر أن يتحرك قبل فوات الأوان لحماية سجناء الرأي الذين تتحدث بعض المصادر عن أن عددهم يفوق الـ 5000 سجين سياسي.
ولفتت “الوفاق” إلى أن سجون النظام البحريني تكتظّ بالنشطاء والأكاديميين والإعلاميين والقيادات السياسية وعلماء الدين، وأن هناك نساءً وأطفالًا ومرضى وكبار سنّ بين السجناء السياسيين.
وذكّرت “الوفاق” العالم بأن هناك عددًا من السجناء السياسيين خرجوا من السجون جثثًا بعدما قضوا بسبب الظروف السيئة داخل السجون، وهو ما قد يتضاعف إذا لم يتم التحرك لإنقاذهم بشكل عاجل.
والعزل الممنهج ليس سجنا انفراديا، بل سجن يضمّ أكثر من سجين لا يتشاركون فيما بينهم أيّة لغة أو دين أو تقاليد أو ثقافة، ولا يتشابهون حتى في التهمة الموجهة إليهم والتي على أساسها هم محتجزون، إنه نموذج من العزل تتفنّن السلطات البحرينية في تطبيقه على السجناء الذين تريد الانتقام منهم بشكل خاص، وقد مارسته مع الحقوقي البحريني البارز نبيل رجب.
إنه عزل حاقد يتعمّد الأذى النفسي، ويُتيح للسلطة وإدارة السجن أن تتملّص مما تفعله بالمعتقلين أمام المنظمات الحقوقية، بزعم أن السجناء لا يقبعون في الزنازين الانفرادية.