من الصحف البريطانية
اهتمت الصحف البريطانية الصادرة الأربعاء بمصير الاحتجاجات في هونغ كونغ، واحتمالات وأشكال التدخل الصيني لقمعها.
نشرت صحيفة الغارديان مقالاً تحليلياً للكاتبة إيما غراهام هاريسون بعنوان “الصين تتباهى بقوتها العسكرية، ولكن هل ستتحرك؟“.
إلى أي مدى الصين جادة في تهديداتها للمتظاهرين في هونغ كونغ
تقول غراهام هاريسون إن رسائل بكين إلى المتظاهرين في هونغ كونغ تنذر بالسوء بشكل متزايد. فمن اللقطات التدريبية لجنود صينيين بدوا وكأنهم يتدربون على قتال مكثف داخل مدينة في مايشبه حرب أهلية، إلى اللقطات التي تظهر فيها مركبات عسكرية مدرعة تجوب الحدود بين البلدين، وبث وسائل إعلام صينية صور ناقلات لقوات الشرطة العسكرية المحتشدة في شنتشن، على الحدود مع هونغ كونغ، إضافة إلى تصاعد خطاب بكين، ووصفها للاحتجاجات بأنها تحمل “مؤشرات إرهاب”، ووعدها بالرد بـ”قبضة حديدية”، ولكن الأكثر مدعاة للقلق ربما كما ترى الكاتبة، هو وصفها للاحتجاجات بأنها “ثورة ملونة“.
وهذا يعيد إلى الأذهان الكيفية التي نظرت فيها الصين إلى الاحتجاجات التي اجتاحت دول الاتحاد السوفيتي السابق في بداية القرن الحالي، وأبرزها الثورة البرتقالية في أوكرانيا عام 2004 ، على أنها تهديدات وجوديّة يجب معالجتها بأي ثمن تقريباً. لذلك فحين تطلق الصين هذا الوصف على المحتجين في هونغ كونغ فلهذا معنى واحد، وهو أن بكين من غير المحتمل أن تتوقف قبل سحق الحراك.
والسؤال الذي يطرحه الكثيرون في هونغ كونغ الآن هو ما إذا كان ذلك قد يشمل إرسال قوات صينية إلى شوارع المدينة، أو أن بكين تحاول ببساطة تخويف المحتجين للتراجع عن طريق التباهي علناً بعضلاتها العسكرية.
ونقلت الكاتبة عن البروفسور ستيف تسانغ، مدير قسم الدراسات الصينية في كلية الدراسات الشرقية بجامعة لندن (سواس) قوله “اللقطات هي محاولة واضحة للتخويف، لكن من المحتمل أيضاً أن ينفذوها بالفعل“.
وأضاف “إذا كانوا يعتبرون حقاً أن ما يحدث في هونغ كونغ ثورة ملونة، فسيفعلون كل ما يتطلبه الأمر (لإيقافها)، ولهذا السبب أشعر أن الوضع أكثر خطورة مما كان عليه قبل بضعة أسابيع“.
كما تنقل الكاتبة عن كينيث تشان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة هونغ كونغ المعمدانية قوله إن نشر قوات جيش التحرير الشعبي بغض النظر عن قدرتها على السيطرة سيعني نهاية هونج كونغ، وبالتالي من المرجح أن بكين تعتبر ذلك هو “الحل الأخير”. كما سيكون لذلك آثار سيئة على الصين نفسها خصوصاً أن معدل النمو الاقتصادي هذا العام وصل لأدنى مستوى له منذ 30 عاماً. ولذلك فمن المتوقع أن تبحث بكين عن طرق أخرى لسحق الاحتجاجات، من خلال مزيج من الضغط السياسي والاقتصادي، والاعتقالات الجماعية وتصاعد عنف الدولة ضد الناشطين والمتظاهرين، إضافة إلى عقوبات اقتصادية ضد الشركات، وغيرها من أساليب الضغط الخفية.