فضل الله عن التعطيل الحكومي: نحتاج لجهد يومي لمعالجة القضايا الاقتصادية
أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أن” المحور الأميركي الإسرائيلي يلجأ اليوم إلى فرض الحصار والعقوبات ومحاولة وتشويه صورة المقاومة على امتداد العالم بدءا من أميركا اللاتينية مروراً بأوروبا وأفريقيا وصولا إلى الدول العربية، لأننا ننتصر عليهم ونهزمهم في الميدان منذ البدايات، فيحاولون إيذاء هذه المقاومة وأهلها بوسائل أخرى، ولكنهم لا يفهموننا ولا يفهمون هذه المدرسة التي ننتمي إليها، وعليه، فإن كل ما يحاولون القيام به، لا يمكنه أن يغير بالنسبة إلينا حرفا واحدا من حروف هذه المقاومة“.
كلام فضل الله جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لشهداء المقاومة الإسلامية في بلدة مارون الراس في الساحة العامة للبلدة، بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وعوائل الشهداء، وحشد من الأهالي.
وأشار فضل الله إلى “أننا قدمنا للبنانيين جميعا من خلال تجربتنا في المقاومة، بلدا عزيزا كريما حرا مستقلاً بنسبة عالية، ورفعنا بتضحيات مجاهدينا وجنود جيشنا، اسم لبنان عالياً، وجعلناه بلدناً مؤثراً في معادلات المنطقة من خلال قوته المتمثلة بمعادلة الجيش والشعب المقاومة، فنحن ربما نمنع حروباً كبرى في المنطقة، لأنه لو لم يكن هناك قوة مثل القوة الموجودة في لبنان، لكانوا استباحوا المنطقة، وهذا شيء عظيم للبنان“.
ولفت فضل الله إلى “أننا قدمنا للبنانيين جميعا هذه المنعة والعزة والكرامة، ووضعنا لبنان على الخارطة الإقليمية والدولية، وساهمنا إسهاما كبيرا في حماية لبنان والدفاع عنه، ولكن هذا يحتاج إلى من يلاقينا في الموقع الآخر من القوى السياسية سواءً كانوا بالسلطة أو غير السلطة، لتوفير الحماية الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية للناس، لأنه لا يمكننا لوحدنا أن نوفر هذه المظلة، بل يجب على الآخرين أن يلاقوننا، وقلنا لهم تعالوا لنتعاون، فنحن لم نأتِ إلى المعركة الداخلية لا لتصفية حسابات مع أحد، ولا لمواجهة أحد، ولا نريد أن نخوض حروبا مع أحد، وإنما نريد أن نُصلح البلد، ونحمي مال الناس، ونعزز الثقة بينهم وبين مؤسسات الدولة، وهذا يحتاج إلى تعاون، ففي المقاومة نحن نسير ونقاتل لوحدنا، وقد ذهبنا إلى سوريا ولم نستشر أحدا، وقاتلنا هنا العدو الإسرائيلي ولم نسأل أحدا، لأن هذا جزء من واجبنا وتكليفنا، فحماية البلد لا تحتاج لإذن من أحد، ولكن عندما ندخل إلى المعارك والمشاكل والقضايا الداخلية، تصبح المعايير والآليات مختلفة تماما“.
وتساءل فضل الله “لماذا تُعطل مؤسسات البلد وفي طليعتها الحكومة، ولماذا لا نأتي إلى مجلس الوزراء ونناقش في أي حادثة حصلت في أي مكان ما، ولئن كنا نتفهم عدم قدرة الحكومة على الانعقاد في اليوم الأول لحصول حادثة قبرشمون بسبب توتر البلد وخوفا من حدوث انفجار من داخلها، فإنه إلى متى ستبقى الجلسات معطلة، فنحن نحتاج إلى جهد يومي للحكومة لمعالجة ومتابعة القضايا الاقتصادية والاجتماعية والمالية والتعيينات وما شابه لتملأ الفراغات بمؤسسات الدولة“.
وأضاف فضل الله “نحن دائما ندعو إلى الخروج من أي لغة طائفية أو مذهبية، واعتماد اللغة المسؤولة والمؤسساتية والوطنية، واللغة التي تبني ولا تهدم، وتقرّب بين الناس ولا تفرق أو تزرع الفتن والمشاكل بينهم، وهذه لوحدها ليست مسؤولية فريق أو جهة، وإنما مسؤولية كل من يدعي الحرص على البلد وأوضاعه“.
فضل الله ختم بالقول “في تكريم شهداء المقاومة وأيام نصر المقاومة، نتطلع دائما إلى مقاومتنا التي أصبحت اليوم أقوى قوة من أي زمن مضى، لتكون مع الجيش والشعب مظلة الحماية ليبقى لنا لبنان بلدا عزيزا حرا كريما، ولتبقى لنا هذه القرى تعيش بأمان واستقرار، وتسهر حتى الصباح على الحدود، ولا يجرؤ هذا العدو على استهدافنا كما كان يفعل في الماضي، لأن لدينا هذا الشعب وهذه المقاومة وهذا الجيش”.