تحليلات اسرائيلية: السنوار يقرأ إسرائيل جيدا
حاول المحللون العسكريون الإسرائيليون التكهن بأسباب العملية التي وقعت عند السياج الأمني بالقرب من خان يونس، بعدما تمكن المقاتل في حركة حماس، هاني أبو صلاح، من اختراق السياج وإطلاق النار وإلقاء قنابل، ما أدى إلى إصابة ضابط وجنديين إسرائيليين، قبل أن يستشهد. ورغم أن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي رجح أن تكون هذه عملية فردية، إلا أن محللين اعتبروا أن لا أحد في غزة بإمكانه الاقتراب من السياج من دون علم حماس.
واعتبر المحلل العسكري في موقع “واللا” الإلكتروني، أمير بوحبوط، أنه “مرة تلو الأخرى يثبت زعيم حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، أنه يعرف قراءة ردود فعل إسرائيل” على العمليات التي تنطلق من القطاع ومسيرات العودة عند السياج. “السنوار يعرف كيف يعمل ويقدر بنجاعة بالغة كيف سيكون رد الفعل الإسرائيلي. وحتى أن هناك ضابطا كبيرا في قيادة الجيش الإسرائيلي يصر على أن السنوار يعرف إسرائيل بشكل جيد جدا، لدرجة أنه في السجن الذي قبع فيه 22 عاما ألّف قصائد بالعبرية“.
وأضاف بوحبوط أن “السنوار مؤمن ويعلم أن حكومات إسرائيل في السنوات الأخيرة لا تعتزم القضاء على حماس وإنما إضعاف قيادة الحركة فقط أو إلحاق ضربة شديدة بها، ولذلك هو معتاد على اللعب عند الحافة، ومن خلال استيعاب المصالح الإسرائيلية في عملية صناعة قراراته“.
وتابع بوحبوط أن عملية الليلة الماضية “تطرح أسئلة تكتيكية حول أداء القوات المختلفة والقيادة العسكرية في المنطقة، لكن ينبغي النظر إلى تسلسل الأحداث بصورة أوسع. وبالطبع لا يمكن نفي إمكانية أن حماس أرادت صباح اليوم إغلاق “حساب مفتوح” بعد قتل ناشط حماس الذي كان ضمن ’قوات اللجم’ (قبل أسبوعين)، أو ربما ممارسة ضغوط على إسرائيل ومصر في إطار عملية التهدئة ودفع مشاريع متعددة الموارد في قطاع غزة”.
وأشار بوحبوط إلى أن “لا شيء يحدث في منطقة الحدود من دون علم حماس. وبالتأكيد ليس عبور ناشط في حماس، يرتدي زيا عسكريا ومسلحا ببندقية كلاشنيكوف ويحمل قنابل وجاء بنية تنفيذ عملية انتحارية بعد أقل من 24 ساعة من انتهاء تدريب فرقة غزة (في الجيش الإسرائيلي)، وغايته تلخيص عملية جهوزية طويلة استعدادا لمعركة محتملة في القطاع”.
وأضاف أن “هذا الوضع السياسي – الأمني المعقد والحساس، الذي فيه تحلل قيادة حماس برئاسة السنوار أي خطوة، يستوجب أن يعمل الجيش الإسرائيلي بصورة مبتكرة، خاصة عندما يتعلق ذلك بعمليات تكتيكية عند السياج ويمكن أن تجر الجانبين إلى أيام من القتال. ولذلك، سيكون مثيرا معرفة ما إذا كانت سياسة إطلاق النار عند حدود قطاع غزة، غدا، إذا تخطى المتظاهرون الحدود باتجاه الأراضي الإسرائيلية“.
وأضاف بوحبوط أن “ثلاثة أشخاص يديرون الشؤون اليومية والإستراتيجية، وهم الذين سيتخذون القرارات أثناء المعارك، وهم: السنوار، القيادي الأمني والبراغماتي، الذي ينظر إلى الواقع بصورة واضحة ويدرك حاجة الساعة للتطرق إلى الجمهور الفلسطيني ولكن يحظر الاعتقاد أنه شخص لين؛ محمد ضيف، الذي كان ولا يزال الأسطورة الذي يملك قدرة على اتخاذ قرار ونظرة إستراتيجية واسعة رغم جهود تصفيته وجراحه الخطيرة. وهو شخصية عسكرية كلاسيكية. القائد الأبدي بنظر حماس… ولكن القرار النهائي ليس بيده؛ مروان عيسى، الذي هناك من يصفه بأنه يعرف كيف يلحم البلاستيك مع الفولاذ“.
ورأى بوحبوط أن “السنوار يدرك أن رئيس الحكومة ووزير الأمن، بنيامين نتنياهو، يريد هدوءا بالأساس عند حدود قطاع غزة، ولذلك هو يعمل عند الخافة بالأساس من أجل أن يحصل على هدايا ومنافع (المنحة المالية القطرية وتخفيف الحصار بتوسيع مساحة الصيد مثلا) مقابل الهدوء. وقد تعلم هذه الفكرة، على ما يبدو، عندما جلس في السجن الإسرائيلية وأجرى مفاوضات مع إدارة السجن ومسؤولين في مصلحة السجون”.